اعداد/ أسماء ..احد المعاصرين لفترة محاكمة باذيب يدعى ( عبده سلمان الشرجبي) استهل حديثه بالقول : الحديثه عن حضرة باذيب يوحي بالرهبة لكونه الداعي إلى وحدة الصف ووحدة الأرض وانصهار الروح بالجسد لتصل إلى النفس البشرية ويذوق الحالمون حلاوة تحقيق الحلم وتجنى ثماره لتصل إلى الناس كل الناس لان مفهوم الوحدة عند باذيب .. ليست نزوة عابرة أو مصلحة تنتهي بنفاد الصلاحية واليمن يعني له ليس الحطام ولكنه الإنسان البسيط والحضارة والكفاح المشترك والمعاناة المشتركة والظلم والواقع على الجميع شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً من هذا المنطق يعجز اللسان عن التعبير عما تحمله النفس لهذا الإنسان بالمعنى الإلهي للإنسانية والآدمية التي كرمها الله. ولكن سأحاول أن استحضر شيئاً من ذلك الزمن الجميل لمن عيونه ترى مالم يره الآخرون وأحلامه تحلق في الكون رب العالمين وناره كسرت قاعدة ( النار تخلق رماداً ) لكونها فجرت براكين زلزلت المستعمر في الجنوب والاستبداد في الشمال .
وأضاف المعاصر عبده الشرجبي : هكذا الآن باذيب لا يهاب ، هذا ما عرفته بعد أن كنت في سن تستوعب ما كان يقوم به من أعمال لمصلحة وطنه وشعبه ولكني في فترة المحاكمة كنت في عمر لم افقه شيئاً في السياسة ولكنه الفضول جعلني أتسلل بين الجموع المحتشدة أمام المحكمة في مدينة التواهي وشد انتباهي هذا الحشد الكبير والأصوات التي تعالت في سماء عدن كلها تهتف بحياة باذيب ممجدة موقفه من حرية بلاده وخلاص شعبه من براثن المحتل ومنددة بالسياسة الاستعمارية وتلصص الإذناب والعملاء .. وفجأة رفع المحتشدون سيارة كانت واقفة أمام باب المحكمة فيها شاب بملامح تشبه كل الوطن وحملوا السيارة وفيها باذيب المنتصر على الإمبراطورية التي لم تغب عنها الشمس وعند حمله على الأكتاف لم أدرك حينها هذا المدلول ولكني مع مرور الوقت و الالتصاق بالحركة العمالية وطمع المعاناة وشدة انتهاكات المحتل بحق مواليد الشمال اليمني ونعتهم بالأجانب والنفي والتسفير وكنت شاهداً على عهد نضال باذيب أدركت معنى أن يرفع الكادحون السيارة بحامل همهم ومعاناتهم . كما تحدث احد تلاميذ الفقيد باذيب الأخ والرفيق ياسين ناشر عن كثير من مناقب الفقيد مفكراً وانساناً ومناضلاً وطنياً وحدوياً من طراز مختلف لم تلد اليمن مثله بهذا الوعي . وخلال حديثه التمسنا بان الرفيق ياسين ناشر يمتلك ارشيفاً كاملاً من تراث المناضل ورفاقه ومنها رسائل موجهة لكثير من القوى السياسية في قضايا مهمة تستحق الحفاظ عليها بتجميعها وإصدارها في كتيب للمتعة والفائدة واقتناء شيء من كنوز باذيب التي لا يعادلها ثمن . وتحدث عن صحيفة المستقبل البداية وكيف أن كثيراً من الكتاب الكبار والمعروفين قد شاركوا فيها مثل حسين مروه وكثير من النقاد الذين كانوا يعتقدون أن وراءها مؤسسة كبيرة لا شاباً صغيراً لا يتعدى (19) عاماً بدأ الكتابة من مقاعد الدراسة وقرأ كثيراً من الفلسفات الإنسانية والفكر الإسلامي الذي استوعبه بشكله الصحيح فكان السجال والنقد لكثير ممن حجبوا مضامين الدين الرحمة بعادات وعرف أضر كثيراً وشوش عقول الناس بالظلامية الحالكة.