صادف يوم الجمعة 28 ديسمبر 2012م ذكرى مرور (54) عاماً على احتضان الحالمة المفكر السياسي والصحفي الوطني حامل لواء اليمن السعيد رافع شعار نحو يمن حر ديمقراطي موحد في أول وثيقة سياسية على مستوى اليمن في ميثاق الاتحاد الشعبي الديمقراطي بقيادة أبو أوسان ووضاح وواعد الوعد الصادق عبدالله عبدالرزاق باذيب .. واليوم نكتب لعهد قطعناه على أنفسنا لروح الرفيق والمعلم باذيب أن نغتنم كل فرصة نعطر من خلالها فضاء بلادنا بنفحات عطر زهرات بستانه المثمر على الدوام رغم الجفاف والجدب الذي أصاب الحياة السياسية في الوقت الراهن. وسأظل اكتب ما حييت وفاء واعترافاً بدور الرفيق الأستاذ الإنسان في زمن ما أصعب أن تجد الإنسان كما وصفه الرفيق عبدالفتاح إسماعيل في مرثية في الأربعين للوفاة بقوله انساناً .. كنت في زمن ما أصعب أن نجد الإنسان في حركة النضال الوطني من اجل التحرر والاستقلال والحلم الذي تغرد في الدفاع عنه ورفعه عالياً وجعله فوق كل اعتبار ( الوحدة اليمنية) المتهمة اليوم بما يسمى ( احتلال الشماليين للجنوبيين) ) جهلاً بالعوامل المشتركة والتاريخ المشترك والمفهوم العلمي من منظور الشعب الواحد ، فالإنسان عدو ما يجهل فالجهل مصيبة والتجهيل والتضليل مصيبة المصائب فحذار الانسياق .. والكتابة والحديث عن مثل هكذا رجل تميز بتاريخ حافل بالمصداقية والتصاقه بهم الناس ليس ترفاً أو فخراً فحسب وهذا حقنا بل هو إحياء التراث الفكري والثروة الموقف لتكون قبساً للإعلاميين الجدد، وإنعاش الذاكرة للمعاصرين والأجيال اللاحقة من تلاميذ ورفاق المؤسس لمدرسة لا تعترف بغير الوطن قبيلة وحب الناس رصيداً .. ومن تعز حيث اللقاء الأول تعاد الكرة للاحتضان من جديد فكراً وتجسيداً بحضور الوعد الصادق شبيه الأب في الإطلالة وبذور من المضامين ستصقلها المحبه والمعاناة التي بدأت منذ توليه منصب وزير النقل في حكومة الوفاق وبالذات قراراته الشجاعة ومساعيه الحثيثة إلى إعادة الازدهار إلى عدن وتعز الاحتضان في اللقاء الأول والمجدد اليوم رغم التهديدات ومحاولات التصفية الجسدية المتكررة وآخرها الاعتداء على مكان سكنه قبيل كتابة هذه السطور دون أدنى شعور بالخجل والخوف من الله في ترويع الأطفال ولا تقدير للجهد الذي يبذله من اجل وطنه وبالأخص انه في مهمة تندرج في هذا المضمار كل ذلك خوفاً من شخص الابن الشاب المثابر المحصن برحمة رب العالمين استجابة لدعوات الملايين في كل المرافق بحراً وجواً وبراً المستفيدة بالدرجة الأولى من كل ما يقوم به دون انحناء أو تراجع... ومن تعز الحالمة صاحبة الاحتضان الأولى 1958م بعد طول انقطاع يتم إحياء الروح الثورية التي دفنت تحت أنقاض الجحود والتنكر لتضحيات الرواد الأوائل من طراز باذيب ورفاقه وإخوته في النضال جنوباً مبادرة في الصميم من المدينة السباقة في احتضان الأحرار كما هي الأقرب إلى النفس في الوجدان عدن العصية على الإذلال تمثلت في الندوة التي أقيمت في جامعة تعز بالتعاون مع منتدى الثقافة وحضرها محافظ محافظة تعز الشاب المجتهد شوقي هائل وكثير من الشخصيات السياسية لكافة الأحزاب السياسية وحضور شبابي ونسائي لافت وكثير من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين ومما أضفى التجسيد الفعلي لباذيب حضور الدكتور واعد باذيب وزير النقل ومعاصري ورفاق الفقيد .. وتقدم الكلمات الملقاة في الندوة شباب الاشتــــــــراكي المسلــح بفكر مـدرسة باذيب ( اشدى) وكلمات للمجتمع المدني وكلمة المحافظة وكلمة الوعد الصادق التي امتزجت الكلمات فيها بالعاطفة وحنين الابن للأب الذي رحل مبكراً وما زال واعد طفلاً متشوقاً وبين كلمات تحمل مضامين فكر سياسي وحماس صاحب قرار من خلال منصبه الوزاري الذي بدأه بالمصداقية في ربط القول بالعمل على ارض الواقع رغم كل الضغوط التي وصلت إلى حد الاغتيال والاعتداء على حرمة المكتب الوزاري وحرمة السكن لترويع الأبناء والأهل لمزيد من الضغط للتراجع ولكن هيهات هيهات.