هناك تصعيد ومزيد من التأزيم وترك الحال على ما هو عليه من قبل الحكومة يجعلنا امام حالة من التسيب غير مرغوب فيها ومؤثرة سلباً على عملية الحل المتوافق عليه في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وهو الأمر الذي يستوجب الكثير من المصارحة والمكاشفة حول السلوكيات المنتجة لاثارة الفتن وعرقلة وتعطيل السير الآمن والصحيح نحو الحل وفقاً للمبادرة الخليجية وهو ما يستوجب الوقوف الواضح امام مجمل المخالفات وعدم التنفيذ للالتزامات المحددة في المبادرة الخليجية التي تقع على عاتق الأطراف الموقعة عليها، ومن أجل الحفاظ على البقاء في السياق الآمن والسلمي لابد من تفعيل القوانين النافذة والاستفادة القصوى من كافة الصلاحيات القانونية لقيادة وتوجيه منظومة النظام العام عبر تفعيل دور المؤسسات والأجهزة الأمنية للقيام بمهامها واختصاصاتها القانونية في ضبط كل السلوكيات والممارسات العبثية الخارجة على النظام والقانون واعطاء الأوامر والتوجيهات للقوات المسلحة والأمن من أجل التعامل المهني لضبط ومواجهة، بل والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه محاولة العبث واللعب في ما هو ممنوع وخارج على القانون.واليمن يسير خطوات متقدمة في الاتجاه الصحيح من خلال الاجراءات المتخذة والاعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل من خلال الجهود المبذولة من قبل اللجنة الفنية المكلفة من قبل فخامة الأخ الرئيس القيام بمسؤولياتها لما يحقق النجاح لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بالاعداد والتحضير الجيد لأهم الموضوعات التي تؤسس لبناء القاعدة الأساسية والصلبة التي ستكون قاعدة الانطلاق لحوار سلمي بين الأطراف السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية في ظل تهيئة الاجواء والمناخات المناسبة التي تتيح الفرصة أمام الجميع لطرح القضايا والمناقشات المفتوحة وإبداء الرأي ووجهات النظر كل بحسب ما يراه معبراً عن مواقفه وسياساته تجاه هذه القضية أو تلك بكل حرية وشفافية مطلقة وهي الخطوة الصحيحة كونها ستأخذ طابع المواجهات والمصارحة والمكاشفة في إبداء الرأي والتعبير وسيكون الوقت كافياً ومناسباً للجميع، وباعتقادي الشخصي ان المصارحة سوف تقرب بين وجهات النظر المختلفة والمتباينة وستؤدي إلى إحداث نقلة نوعية توافقية تحقق نوعاً من المصالحات التي بدورها ستشكل مجموعة حزم توافقية يتم الاتفاق عليها للخروج برؤية موحدة لصياغات الحلول والمعالجات التي ستمثل في مجملها خارطة الطريق الوطنية اليمنية ومؤشرات التوجهات الصائبة لما ينبغي ان يكون على طريق بناء اليمن الجديد وفقاً للقواعد الاساسية المتوافق والمتفق عليها للنظام السياسي الجديد والعقد الاجتماعي الذي يلبي متطلبات وحاجات بناء الدولة المدنية الحضارية الحديثة دولة النظام والقانون في يمن حر ديمقراطي حضاري حديث. ومع بداية العد التنازلي واقترابنا من موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل فقد تمت الترتيبات اللازم توافرها وحددت الاتجاهات والمعالم وتم الاتصال والتواصل مع كافة الاطراف المعنية للمشاركة مع وجود وساطات اقليمية ودولية اتصلت وتواصلت من اجل تقريب وجهات النظر وبذلت جهوداً محترمة للاقناع وخلق حالات من الرضى والقبول الذي يعزز مبدأ المشاركة على طريق تحقيق نجاح مؤتمر الحوار الوطني الذي سيمثل الانطلاقة نحو الخروج من حالة الجمود والتكلس الفكري والابتعاد عن المتارس ورفع الايادي عن الزناد للابحار بسفينة الوطن باتجاه بر الأمان بسلام عبر الحديث والاستماع للرأي الآخر ومناقشة كل القضايا الوطنية والسياسية العالقة بروح ايجابية يسودها الحب والإخاء والود والوفاء انتصاراً لقضايا وهموم الوطن والشعب الذي يتطلع وبأمل كبير لما ستحققه النخبة الوطنية التي سيكون لها شرف المشاركة في وضع الحلول والمعالجات المناسبة لإخراج البلاد والعباد من أتون الأزمة وتجنيب الوطن المخاطر المحدقة به وتفويت الفرصة على اصحاب المشاريع الصغيرة والمصالح الانانية الضيقة والتطلع إلى حاضر ومستقبل اليمن الذي نريده محافظاً على قوته وعزته وكرامته.الآمال كبيرة بالنخب الوطنية التي ستشارك في صنع المجد اليمني الذي سيفتح آفاق المستقبل والنهوض الحضاري الحديث المتمثل في تأسيس قواعد بناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون، وبتضافر كل الجهود والطاقات الخلاقة المبدعة التي تتجه نحو بناء يمن حر ديمقراطي مدني حضاري حديث خال من الموروثات القديمة والعقليات المتخلفة والاقطاعيات البائدة التي تمثل احدى مقومات العلاقات الاجتماعية للنظام السابق الذي كان سبباً في عرقلة وتعطيل النمو الوطني والتنمية الاقتصادية الشاملة وكرست عوامل الفساد الذي حول البلاد إلى دكتاتوريات خاصة اوصلت الوطن إلى ما نحن عليه من تخلف وازمات وصراعات وفتن قبلية وطائفية ومذهبية ومناطقية وتمزق فكري وسياسي كرس الولاءات الشخصية .. لهذا قلنا إن الآمال كبيرة ونحن على ثقة بالقدرات والامكانيات التحاورية للمشاركين في مؤتمر الحوار وبأيديهم الكثير من الأوراق التي تمكنهم من صناعة التحول الديمقراطي والتغيير المنشود في بناء اليمن الجديد المشرق باشعاعات شمس فجر يوم جديد فيه الكثير من جماليات الابداع وفنون خلق متغيرات الواقع المتجدد لمستقبل اكثر اشراقاً ونمواً وزدهاراً يحقق التطلعات الانسانية للشعب في الحرية والعدالة والمساواة الاجتماعية.ان الانظار جميعها تتجه نحو مؤتمر الحوار الوطني الشامل والخيار السلمي للحل وهو الملحمة البطولية للعقلاء والشرفاء الاحرار الوطنيين الذين يهمهم الانتصار لقضايا الشعب والوطن والعمل لما فيه المصلحة العليا للوطن والحفاظ على وحدته الوطنية وسلمه الاجتماعي، ومن أجل المشاركة في انجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل تقع على عاتق الجميع مسؤولية وطنية كبرى في الاسهام الايجابي سياسياً وإعلامياً لما فيه خلق الاجواء المناسبة وخلق حالة من التهدئة في الوسط الاجتماعي تحقق الهدوء والسكينة العامة بين عامة الناس مع الاستعدادات الطيبة والحوافز الايجابية والتحرك المكثف للاطمئنان على التحضير والاعداد الذي اصبحت مؤشراته تؤكد على ان الامور تسير بصورة جيدة ومبشرة بالخير، وتحتاج إلى تعزيز دور الإعلام الوطني الرسمي والحزبي والاهلي (الخاص) ليكون جزءاً من الحل بالتعامل المهني الإعلامي الذي ينبغي ان يكون عليه في تناولاته لمختلف الآراء والاتجاهات ليكون مشاركاً فاعلاً في تقريب وجهات النظر والتباينات في القضايا الخلافية والارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية للمشاركة في انجاح مؤتمر الحوار الوطني على طريق الوصول إلى بر الأمان بسلام.
أخبار متعلقة