يبدو أن أي كلام أو أي إطراء أو أي إشادة بموقف بطولي رجولي نادر لا يمكن أن يرقى الى جلال ومهابة ومصداقية هذا الموقف الرجولي الإيثاري النادر جداً..نقول ذلك ونحن نشعر بعدم مقدرة الكلمات والمفردات والجمل أن تستوعب المعاني العميقة الجائلة في فضاء الاجلال والتقدير الذي يتوجب على الجميع أن يبعثوها مع الترحم والدعاء وقراءة فاتحة الكتاب الكريم ترحماً على روح الشهيد الكابتن العميد طيار علي صالح عبيد الخواجة وطاقم طائرة الانتينوف إم 62 التي سقطت في حي الحصبة بأمانة العاصمة.هي لحظة صدق مع النفس ومع بارئها، ومع كل القيم الأصيلة التي يؤمن بها المرء.. عندما تواتيه لحظة شاردة وفاصلة.. لحظة فاصلة بين الحياة والموت.. لحظة يقتحمك يقين أنك ماضٍ الى قدرك المحتوم.. ولكن ضرراً كبيراً سيلحق بآخرين آمنين إن استسلمت للحادث الذي يقودك الى حتفك ونهايتك..ولم تتخذ قراراً حاسماً في وقت تتسارع الثواني ولا مفر من اتحاذ الموقف والقرار في عدم إلحاق الضرر بغيرك.هذا الاحساس.. وهذا الموقف اختبر المقدرة النفسية والقيمية لقائد وطاقم طائرة انتينوف إم 62 .. التي كان من المتوقع ان تسقط فوق أي شارع او حي في أمانة العاصمة صباح يوم الاربعاء وتوقع ضحايا وتهدم بيوتاً آمنة على ساكنيها بعد ان تعرضت لما تعرضت له وفي لحظة فارقة وحاسمة.. توثق الايمان، وتحدثت البطولة النادرة.. واختارت موقفها.. وببطولة نادرة.. وموقف رجولي إيماني.. وروح إيثارية صارع فيها القامة العالية والهامة الشامخة المؤمن الكابتن الخواجة وزملائه من طاقم الطائرة لايصالها بالهبوط الاضطراري والسقوط في مساحة فارغة فوق سوق الحصبة.. لعلم الطاقم والكابتن ان السوق مهجور وخالٍ من الناس.. من المواطنين الابرياء.. اختاروا ان يموتوا وان يستشهدوا دون ايقاع اي ضرر بأي مواطن.. وهذا ما حدث..فهل بعد هذا موقف بطولي وروح إنسانية إيثارية.موقف بطولي.. وقرار انساني إيثاري كهذا يجعلنا نجل هذا الموقف النادر وهذه القيمة الإنسانية. وان نتجه بالابتهال الى العزيز الحكيم الرحيم ان يظلهم بشآبيب رحمته وغفرانه.. وان يجعل مثواهم الجنة..ولكم سنكون اوفياء .. لو أكرمنا اسرهم.. واحتفينا بذكراهم وأحطنا هذه البطولة بما ينبغي أن تحظى به من تقدير ومن احتفاء ومن عرفان.. «إنا لله وإنا إليه راجعون»
|
تقارير
موقف الإيثار والبطولة النادرة
أخبار متعلقة