فناننا الكبير محمد مرشد ناجي
عصام خليديقـليلون من يـشـيدون ويصنعون تاريخ الأمم والأوطان وحضارات الشعوب وأستاذنا القدير محمد مرشد ناجي يعـد من ( فصيلة العظماء) الذين وشموا على صفحات جدار الزمان والمكان بأحرف من ضياء ونور ترسخت وتوطدت واستوطنت إبداعاته وعطاءاته وتلاوين أنغامه وفـنونه في ضمائرنا وذاكرتنا وتلابيب أفئدتنا وأرواحنا وقلوبنا وجوارحنا لترتقي بمشاعرنا وأحاسيسنا وذائقتنا السمعية والبصرية . قدم ( المرشدي ) روائع الغناء والطرب الأصيل صوتاً دافئاً مخملياً ولحناً بديعاً سرمدياً ولعب دوراً مؤثراً وبارزاً في توثيق وأرشفة الفلكلور والموروث الفني.. السياسي.. الإجتماعي.. والثقافي مؤرخاً راصداً لأهم المنعطفات والأحداث والانكسارات والإنتصارات السياسية والوطنية ومســاهماً في تفـــعيــل وسيرورة وتنامي الوعي الوطني والقومي وتطور مداركه الفكرية المنفتحة .إضافة لمواقفه الإنسانية والنضالية الصلبة والجسورة المشهودة (الفـذة) في مقاومة الظلم والإستعباد والقهر والعبودية والجهل والتخلف أبان الحكم الإمامي الكهنوتي في شمال الوطن سابقاً والاستعمار البريطاني في جنوبه، فمن منا لا يتذكر أناشيده الوطنية التي الهبت همم وحماس الجماهير العريضة واقضت مضاجع الطغاة الفاسدين ورفدت وأثرت المكتبة الفنية الغنائية الموسيقية اليمنية والعربية بأعظم وأروع الأغنيات الخالدات التي كان لها السبق والريادة في توحيد الضمير والوجدان الوطني والعاطفي لكل فئات وطبقات الشعب اليمني . نحـتـفي الـيوم الـثلاثـاء الـمـوافـق 6/ نـوفمبر / 2012م بـذكـرى مـيلاده وبـلوغه (الـ 83 عاماً ) رحلة أسفار وإرهاصات ونجاحات ممتعة / شاقة / مضنية زاخرة وحافلة بأزهى سنوات البذل والعطاء الإبداع والوهج والإشعاع المعرفي والتنويري في اليمن والجزيرة العربية والخليج والوطن العربي من أدناه إلى أقصاه (فــارســاً) في محراب الثقافة والفنون.. كل عام وأنت بخير ( يا مـرشدنا ) أطال الله في عمرك المديد ومتعك بالصحة والعافية .. وعقبال مئة عام.