وسط مطالبات من الكونجرس بوقف دعم الحركات الإسلامية
واشنطن / متابعات : كشف فيديو نشرته الحملة الدعائية للمرشح الجمهورى للانتخابات الأمريكية ميت رومني على موقع الـ “يوتيوب”، وجود علاقة بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما وجماعة “الإخوان المسلمين” فى مصر وتركيا .وطرح الفيديو تساؤلا على أوباما: “لماذا سيدى الرئيس لماذا؟”، وبدأ بمشهد من مظاهرة لجماعة الإخوان المسلمين تؤيد الرئيس الإسلامي محمد مرسي، ثم مشهد لصفوت حجازي، يقول فيه “عاصمة مصر ليست مكة ولا المدينة، إنما القدس إن شاء الله”.“إخضاع جميع دول العالم، بما فيها أمريكا، تحت راية الإسلام»، هكذا شرحت حملة المرشح الجمهوري فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، ميت رومني، بياناً منسوباً لصهر حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، ونشرته على صفحتها بموقع «فيس بوك»، مجددة هجومها على الرئيس الأمريكي باراك أوباما.ونشر «رومنى» صورة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووزيرة خارجيته، هيلاري كلينتون، وهما مبتسمان وبجانبهما شعار جماعة الإخوان المسلمين الذي يحتوي على سيفين وكلمة «وأعدوا»، وقالت «الصفحة»: «إنهما مبتسميان في الصورة، إلا أن ما يبتسمان له هو مصدر قلق بالغ من جميع الشعب الأمريكي، وهو نفسه ما يجب أن يتحد معه الأمريكيون، ويضعوا خلافاتهم جانباً إذا كانوا يريدون أن تظل أمريكا بلداً حراً».وشرحت حملة «رومني» نسخة عربية، من بيان «مانيفستو»، بعنوان «ذا بروجكت»، أي «المشروع»، الذي صاغه سعيد رمضان، صهر حسن البنا، عام 1982، وعثر على نسخة منه خلال مداهمة الشرطة السويسرية منزل أحد كبار ممولي الجماعة، في سويسرا، في نوفمبر عام 2001.وقالت الحملة إن «المشروع» يهدف إلى إخضاع جميع دول العالم، بما فيها أمريكا، تحت راية الإسلام، ويحتوي على 25 استراتيجية لتحقيق الهدف، موضحة أن الجماعة ستتعاون مع الحركات الإسلامية وغيرها، في محاربة الاستعمار والتبشير للدولة اليهودية، ودعم الحركات الجهادية الإسلامية، قدر المستطاع، كما نشرت الصفحة ترجمة باللغة الإنجليزية للمشروع لحث الأمريكيين على الانتباه للخطر الذي يحيط بهم.ونشرت الصفحة فيديو للمذيع الشهير المنتمي للمحافظين، جلين بيك، يوضح فيه مدى الخطر القادم لأمريكا من الإخوان المسلمين، مشيرة إلى زيارة الإخوان لـ«أوباما» واجتماعه قبل ذلك مع هشام طالبان، الناشط الإسلامي المنتمي للجماعة، الذي يقيم فى أمريكا، وقالت إن هناك مؤامرة تجري بين الإخوان وإدارة أوباما.وكان الموقع الإليكتروني لـ«سي إن إن العربية»، قد نشر بعنوان «عضو كونجرس تتهم الإخوان باختراق البيت الأبيض عبر عابدين»، أوضحت فيه استمرار الجدل في الولايات المتحدة، على خلفية اتهامات موجهة من قبل بعض نواب الحزب الجمهوري في الكونجرس، تقودهم ميشال باكمان، لشخصيات سياسية أمريكية بالارتباط بجماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلى وجود «اختراق إسلامي» للبيت الأبيض، خاصة عبر هوما عابدين، المقربة من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.وأوضح التقرير، أنه قد اتهم خمسة من النواب الجمهوريين الإدارة الأمريكية ووزارة الخارجية بأنها “مخترقة من قبل الإسلام الجهادي وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين.”وتقدمت العضو بالكونغرس، ميشال باكمان، قائمة المجموعة التي وجهت الاتهامات، ودعت قادة أجهزة الأمن إلى التدخل للتحقيق في خلفيات تربط هوما عابدين وأسرتها بإسلاميين في جماعة الإخوان المسلمين.وقالت باكمان: إن عابدين، التي تشغل منصب وكيل مدير مكتب كلينتون، “لها القدرة على الوصول إلى وزيرة الخارجية والتأثير بالتالي على قراراتها السياسية.”وقد رفضت باكمان وسائر النواب الذين وجهوا تلك الاتهامات الظهور على شاشة (CNN) لتوضيح موقفهم، ولكنها قالت في برنامج إذاعي: إن وثائق نشرتها جهات إعلامية عربية أشارت إلى علاقة أسرة عابدين بالإخوان المسلمين، وخاصة والدها ووالدتها وشقيقها.وتساءلت باكمان عن كيفية حصول عابدين على ترخيص أمني لدخول الإدارة الأمريكية مع أنه من الواجب التدقيق في خلفياتها العائلية، وأضافت، “هذا ينطبق على الجميع، فلو كنت أنا مرشحة للعمل مع الإدارة الأمريكية وكانت أسرتي على صلة بحركة حماس مثلا لرفض ترشيحي.”من جانبه، علق مقدم البرامج على (CNN)، أندرسون كوبر، الذي تناول القضية في برنامجه (AC360) بالقول: إن الوثائق المقدمة من باكمان مأخوذة من مواقع لمدونيين عرب من الصفين الثاني والثالث، ولا يمكن التأكد من مصداقيتها.كما تعرضت باكمان لانتقادات من داخل الحزب الجمهوري نفسه، إذ قاد السيناتور البارز، جون ماكين، حملة للدفاع عن عابدين، رافضا الاتهامات المساقة ضدها.وقال إليسون لـ(CNN): ليس لدي أي علاقة بالإخوان ولا أعرف أحدا منهم، كل ما أعرفه أنه تنظيم موجود في مصر، وأن أحد أفراده فاز في انتخابات الرئاسة بذلك البلد.”وكانت وسائل إعلامية أمريكية تحدثت عن دور كبير لعبه السفير الاميركي القتيل في ليبيا كريس ستفينز قبيل مقتله في إقناع أعضاء المؤتمر الوطني العام في ليبيا بانتخاب القيادي الاخواني مصطفى أبو شاقور بدلا من منافسه أحمد جبريل المحسوب على الليبراليين وقد نجح أبو شاقور بفارق ثلاثة أصوات على جبريل رغم أن غالبية أعضاء المؤتمر الوطني الليبي من الليبراليين إلا أن المؤتمر الوطني الليبي رفض إعطاء الثقة لأبوشاقور ثلاث مرات متتالية بعد مقتل السفير الاميركي في ليبيا وتراجع الضغوط لاميركية التي كانت تسعى لتمكين الاسلاميين من الوصول الى الحكم .إلى ذلك اتهم إيف بونيه، المدير السابق لوكالة الاستخبارات الفرنسية، قطر بتمويل الإسلاميين المتطرفين في بلاده. وقال بونيه، في مقابلة مع مجلة “لا ديبيش” الفرنسية نشرت الاثنين، إن مكافحة الإسلام السياسي تتطلب إغلاق مصادر التمويل. وأضاف أن “هناك مشكلة أخرى تتعلّق بهذه المجموعات وتتمثل في التمويل الذي تحصل عليه من بعض البلدان السلفية”، مشيراً إلى أن ” لا أحد يتجرأ على الحديث عن السعودية وقطر، لكن كان من الأفضل لهاتين الدولتين التوقف عن تمويل بعض الحملات المشبوهة”.وتوقع دبلوماسي عربي أن تزور وزيرة الخارجية الأميركية قطر قريبا للقاء المسؤولين هناك والتشديد على إيقاف الدعم المالي والمعنوي للإخوان وعدم التدخل في اللعبة السياسية المحلية وخاصة في ليبيا التي تعتقد واشنطن أنها مهمة لضمان الاستقرار وتدفق النفط وعدم وقوع العائدات في أيد متشددة.ويقول محللون غربيون إن جماعات الإسلام السياسي تلعب على واجهات مختلفة ومتناقضة، فهي مع الغرب، ومع إيران، ومع السلفية، ومع الديمقراطية وضدها، ومع العنف وضده، ما جعلها تغض النظر عن عنف السلفية الذي كانت آخر فصوله مهاجمة السفارات الأميركية.وكانت كلينتون التقت الرئيس المصري على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهددت بوقف المساعدات عن مصر، وتغيير تقييمها للإخوان وإنهاء الفرصة التي أعطيت لهم لحكم المنطقة، وأعطت مرسي مهلة اخيرة فيما تعهد هو بألا تتكرر حادثة مهاجمة السفارة.كما التقت وزيرة الخارجية الأميركية نظيرها التونسي بنفس المناسبة وعبرت عن غضب البيت الأبيض على عجز النهضة عن حماية سفارتها بالشكل الكافي رغم أن الأحداث العنيفة التي جرت بمصر وبنغازي كانت تنبئ بعنف المحتجين.ويقول خبراء في السياسة الأميركية بالشرق الأوسط إن الإدارة الأميركية التي دعمت صعود الإخوان إلى الحكم بدأت تراجع حساباتها، وإن أوساطا مقرّبة من اوباما تقول إنها انخدعت بخطاب الإخوان الذين يبدون للوهلة الأولى براغماتيين وطيعين ويقبلون بكل الشروط، لكنهم يخفون وجها آخر يقدمونه أمام قواعدهم.