إعداد / وهيبة العريقيليس الإسهال بمرض ، بل إنه عرض من جملة الأعراض التي لا يجدر التهاون بها المصاحبة للكثير من الأمراض.فبالإهمال يستفحل أثره وتزداد حدته تبعاً للمرض المسبب له إلى حدٍ لا يستبعد فيه تسببه في كارثة قد تقود إلى موت محقق لا قدر الله.وخطورة ما يفضي إليه من فقد للسوائل والأملاح الأساسية الهامة للجسم وسوء التغذية وضعف بنية الطفل .. تداعيات جعلت منه أبرز المسببات الرئيسة لوفاة الأطفال الصغار في العالم ، وبالأخص في البلدان النامية الفقيرة. بلادنا واحدة من البلدان التي لا يزال يتعرض البعض من أطفالها إلى مشاكل الإسهال على نحوٍ خطير، ففيها تتصدر المرتبة الثانية في قائمة الأمراض ومشكلات الصحة الأكثر فتكاً بالأطفال دون الخمسة أعوام.تصنيف الإسهالعادة ما يستمر الإسهال الحاد لساعات طويلة أو لعدة أيام ؛ وقد يكون مستمراً أو مزمناً يمتد لأكثر من ثلاثة أسابيع . ومن المألوف تفاوت شكل وطبيعة البراز ، فقد يكون طبيعياً مائياً أو مخاطية دموياً تبعاً لاختلاف العامل المسبب الممرض. لمزيد من التوضيح يصنف الإسهال إلى :1 - إسهال حاد: يمتد لأقل من أسبوع وله أسبابه المتعددة ، مثل:أ - العدوى ( البكتيرية، الفيروسية ، الطفيلية): فالإسهال لعدوى بكتيرية شائع في فصل الصيف وذو خطورة عالية ، وما ينشأ بسبب العدوى الفيروسية ويشيع في فصل الشتاء ، أقل خطورة.أضف إلى أن الإصابة بالأمراض الطفيلية ، كالاميبيا ، تسبب إسهالاً حاداً مصحوباً بخروج دمٍ مع البراز.ب- أسباب أخرى: كخطأ في التغذية بسبب التغذية الزائدة ، أو غير المنتظمة، أو لأنها لا تلائم عمر الطفل ، وقد تكون ناتجة عن أدوية معينة ، كالمضادات الحيوية ، أو عن سببٍ خارج الجهاز الهضمي ، كوجود التهابات في الجهاز التنفسي أو الجهاز البولي.2 - إسهال مديد (لأكثر من أسبوعين وأقل من شهر): قد ينتج عن وجود تحسس ثانوي من (سكر اللاكتوز) الموجود في حليب الأم،أو لوجودتحسس من حليب الأبقار ، أو نتيجة زيادة في نمو البكتيريا المعوية الموجودة بشكل غيرطبيعي في الأمعاء .3 - إسهال مزمن (لأكثر من شهر) : يقود الالتهاب المزمن إلى هذه الحالة من الإسهال، ومن بين أسبابه الإصابة بمرض السل، وكذا سوء الامتصاص.مسببات.. وعواملأكثر الفئات عرضة للإسهال عموماً هم الأطفال الذين يرضعون رضاعة صناعية والذين يعانون من الالتهابات مثل(التهاب الأذن الوسطى - الالتهاب الرئوي ) ومرض الحصبة، ومن يعانون من سوء التغذية أو يأخذون أغذية فطام غير نظيفة وغير مناسبة، وكذلك الأطفال الذين يعيشون في بيئة غير نظيفة .تؤدي العوامل المرضية المختلفة للإصابة بالإسهال ومنها إصابة المرء بعدوى الأمراض سواءًالفيروسية أو الجرثومية أو الطفيلية.وتذكر أحد المصادر الطبية أن أكثر الفيروسات المسببة للإسهال شيوعاً لدى الأطفال فيروس (الروتا) ، وأكثر الجراثيم المسببة له (الكولونيات - والشيجلا - الكامبيلو بكتيريا - السالمونيلا - الكوليرا). بينما يشكل المتحول الزحاري ( الأميبيا) و( الجارديا)أهم الأسباب الطفيلية للإسهال.إلى ذلك هناك عوامل مساعدة على شيوع الإسهال، وهي:- تلوث المياه والأطعمة. - انتشار الحشرات الناقلة للعامل الممرض . - سوء الإصحاح البيئي والصرف الصحي . - اللجوء في الإرضاع إلى الحليب الصناعي بدلاً من الرضاعة الطبيعية.- سوء التغذية .- تخزين وحفظ الأطعمة بطريقة غير سليمة .- استخدام مياه غير نظيفة أومن مصادر غير مضمونة .- الافتقار إلى النظافة الشخصية .- عدم التخلص من الفضلات الآدمية بطريقة صحية سليمة . العلاج المنزلي.. والوقايةعلاج الإسهال ضروري من البداية تلافياً لوقوع ما لا تحمد عقباه ؛ وعادة لا يكفي العلاج بالأدوية لشفاء المصاب بالإسهال ، إنما لا بد من اتباع كافة الإرشادات والتوجيهات التي يمليها الطبيب المعالج على المريض سواءً ما تعلق منها بطريقة استخدام العلاج أو نوعية الأطعمة والإجراءات الوقائية التي لا بد من اتباعها لتعجيل الشفاء أوللوقاية من الإسهال عموماً .ولا يسعني إلا أن أوضح للقارئ كيفية الوقاية من الإسهال في المنزل بالطرائق والوسائل المتاحة ، فهي أفضل السبل الآمنة المجنبة لفلذات الأكباد شرور وتبعات هذا العرض غير العادي، وهي تشمل:- التغذية الصحيحة بالاعتماد فقط على إرضاع الطفل من الثديين(الإرضاع الطبيعي) واستبعاد الحليب الصناعي أو حليب الأبقار لعدم ملاءمتهما للرضيع خلال مراحل نموه المختلفة ، على عكس حليب الأم المؤمن كافة احتياجات ومتطلبات الطفل خلال الأشهر الستة الأولى من عمره . زد على ذلك أنه أكبر عامل مساعد في الوقاية من الالتهابات ، ثم يأتي بعد ذلك مد الطفل بأغذية مكملة مساندة إلى جنب الاستمرار في الرضاعة الطبيعية إلى أن يكمل عامه الثاني مع التدرج في تغذيته بما يلائم سنه.- توفير المياه النظيفة للشرب.- غسل الخضراوات والفواكه جيداً قبل تناولها.- غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل وبعد الأكل.- تجنب تناول الأطعمة المكشوفة ،أو تلك التي تحضر في الشوارع ويبيعها الباعة المتجولون. - الإصحاح البيئي عبر حماية مصادر المياه من التلوث ومكافحة الحشرات الناقلة للأمراض.من ناحية ثانية.. فإن الطفل الذي يعاني من الإسهال،أحوج ما يكون إلى الحصول على المزيد من السوائل أكثر من المعتاد ، مثل(الماء ، الحليب ، عصير الفاكهة ، ماء الرز)، يترافق مع الاستمرار في إرضاعه رضاعةً طبيعية وإعطائه الطعام الذي كان يتناوله قبل الإصابة ، بحيث يكون سهل الهضم يحتوي على(البوتاسيوم) وتكون عـدد الوجـبات اليـومية التي تناولها بين( 5 - 7 ) وجبات.ولا بد أيضاً من مراقبة ظهور علامات الجفاف المختلفة أو استمرار الإسهال ، ومن ثم إعادة الطفل إلى المركز الصحي أو الوحدة الصحية أو المستشفى القريب من المسكن ، فهناك يتم تزويد الأهل بكمية من أكياس أملاح معالجة الجفاف بالفم لاستعمالها بالمنزل. إلى ذلك هناك مستويات ودرجات للإسهال جميعها تتطلب العلاج ، وهي: الدرجة البسيطة والمتوسطة : يمكن علاج جميع درجات الجفاف البسيطة والمتوسطة بتعويض السوائل والأملاح المفقودة عن طريق الفم باستخدام أملاح معالجة الجفاف بالفم(محلول الإرواء) المحضرة وفق توصيات منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف الدرجة الشديدة: تحتاج عادة لإعطاء السوائل عن طريق الوريد ،مع الأخذ بعين الاعتبار ما إذا كان الطفل قادراً على الشرب ، ليتم البدء بإعطائه محلول الإرواء عن طريق الفم . ختاماً ..فإن استمرار الإسهال عند الطفل يشكل خطراً حقيقياً على حالته ووضعه الصحي ، لذلك يفضل استمراره في مراجعة الطبيب ، وقد تتطلب الحالة التي هو فيها ترقيده في المستشفى لتلقي العلاج تحت الإشراف الطبي والرعاية الملائمة.
الإسهال ..لماذا يشكل تهديدا لصحة الأطفال؟!
أخبار متعلقة