كتبت/ دنيا هانيفنان مثقف يتسم بالتواضع، يحبه الكثيرون ويعشقون سماع أغانيه الجميلة المحملة بالأمل والحب والصلح بعد الخصام والتفاؤل والانتماء والوطنية ودائماً ما نكون بحاجة إلى سماع كلمات تعطينا شيئاً من الأمل وتنسينا قسوة الواقع والحرمان من الأمان في ظل معاناة يومية روتينية من صراعات الحياة.. فكلماته معزوفة ألحان تتراقص الأبدان فرحاً وطرباً عند سماعها.. التمس هموم الناس من خلال غنائه للعديد من الأغاني التي لامست الواقع الاجتماعي للمواطن اليمني ويمتاز بالروح القتالية للخلاص من المستبدين والدفاع عن الثورة إلى جانب روحه الفنية الراقية. كما عانى الكثير من الصعوبات والضغوطات حتى وصل إلى ما وصل إليه من مكانة عظيمة في وسطه الفني.هو أستاذ الأغنية اليمنية الأصيلة تغنى بألوان ولهجات غنائية متنوعة منها العدنية والحضرمية واللحجية واليافعية وهو وأول من غنى الأغنية التهامية وساهم في إخراج الأغنية الصنعانية. إنه الفنان القدير محمد مرشد ناجي الذي ولد في الشيخ عثمان محافظة عدن في 6 ديسمبر 1929م.يجيد الفنان المرشدي العزف على آلة العود ويطربنا بسيمفونياته الرائعة وقد فرض نفسه من خلال أغانيه وعطائه المتميز في عالم الأغنية اليمنية فهو يحرص كثيراً على انتقاء واختيار الكلمات واللحن المناسبين لصوته ويعتبر صاحب الاختيار الأول للكلمة واللحن معاً.ومن أغانيه الرائعة أغنية إلى متى:« إلى متى.. احتار في حبك كذا.. واسأل ظنوني عن هواك وأخاف يضيع عمري سدى قلي بصراحة ايش نهاية حبنا من بعد ذا؟ هي كلمه منك كلمه وحدة.. يا كذا ولا كذا ولا كذا».فيما ما مضى ارتبط بالحركة الوطنية اليمنية مكافحاً ضد المستعمرين والمستغلين والسماسرة وأغانيه انتشر صداها بين صفوف الشعب يرددونها ويستمدون منها روحاً معنوية عالية تنسيهم ما عانوا منه في الحقبة السابقة.أغنيته الشهيرة (نشوان) التي لمس فيها معاناة الشارع اليمني والتي أثارت ضجة واسعة في ذاك الوقت مازال الناس إلى يومنا هذا يدندنون بكلماتها وألحانها فقد عبرت الكلمات التي تغنى بها واللحن الذي تفرد به عما يعانيه المواطن اليمني وتقول كلمات الشاعر سلطان الصريمي:نشوان كم في جعـبتي نصائح وكم ورم قلبي من الفضائح وكم شسامح لو أنا شاسامح أوصـيك لا تهـرب ولا تمازح لا تـفـتجـع من كثرة المرازح شق الـطريق وظهر الملامح حتى تعارك صبحنا تصافـح وينتهي الإرهاب والمذابح.- ولا ينكر أحد أنه كان له دور بارز في إحياء التراث اليمني الغنائي ونشره ليس فقط على مستوى اليمن بل على مستوى الجزيرة العربية والخليج.ومن أغانيه الثورية: أخي كبلوني وغل لساني واتهموني.. باني تعاليت في عفتي ووزعت روحي على تربتي.. فتخنق أنفاسهم قبضتي لأني أقدس حريتي..وغنى لفناننا الكبير مجموعة من الفنانين والفنانات ومن بينهم فنان العرب محمد عبده الذي غنى بعضاً من ألحان فناننا المحبوب محمد مرشد ناجي منها أغنية ضناني الشوق وازدادت شجوني وكثر الدمع قد حرق جفوني.. من اللي حبهم قلبي نسوني.. ولا حتى بكلمه يذكروني.وتعتبر أغنية بين الفل والورد رائعة غنائية جسدها بعمل فني رائع وأداء متميز وصوت راق يدخل إلى القلوب سريعاً من خلال الكلمات.. تقول الاغنية: قـال أبو ناصـر المضنـى فتش ورد نيسان في خدود الغواني.. انس الفل يوم الورد في الزهر سلطان حاز كل المعاني.ولا ننسى أن سجل الفنان المرشدي السياسي كان حافلاً أيضاً كسجله الفني فقد شغل عدة مواقع في السابق منها عضوية مجلس الشعب طوال فترة الثمانينات وانتخب لرئاسة اتحاد الفنانين اليمنيين وبعد قيام الوحدة اليمنية عام 1990م أصبح مستشاراً لوزير الثقافة وانتخب عام 1997م عضواً بمجلس النواب.وكانت له إسهامات وطنية خاصة بعد قيام ثورة يوليو عام 1952م وثورة المليون شهيد في الجزائر وغيرها من الثورات العربية التي أخذت تتوالى تباعاً ليردد فناننا هذه الكلمات الوطنية عالياً:يا بلادي يا نداءً هادراً يعصف بييا بلادي يا ثرى ابني وجدي وأبييا كنوزاً لا تساويها كنوز الذهباقفزي من قمة الطود لأعلى الشهبيا بلادي كلما أبصرت شمسان الأبيشاهقاً في كبرياء حرة لم تغلبصحت يا للمجد في اسمى معاني الرتبيا لصنعاء انتفاضات صدى في يثربيا لبغداد التي تهفو لنجوى حلبيا لاوراس لظى في ليبيا والمغربيا لأرض القدس يحمي قدسها ألف نبييا لنهر النيل يروي كل قلب عربيفاملئي كأسك من فيض دمائي واشربييا بلادي يا بلاد العرب- كان المرشدي من أبرز الفنانين الذين أعطوا للأغنية الوطنية مكانتها وقد تغنى بكلمات أهداها لأصحاب الجنوب وهي بعنوان «يا ابن الجنوب» كتب كلماتها الشاعر الراحل محمد سعيد جرادة ولحنها وغناها الفنان الكبير المرشدي.ابن الجنوب أيها الحامل أثقال القيود يا أخي في الأسى يا ابن الجنوب يا عديم الذكر في هذا الوجود يا حزيناً يوم أفراح الشعوب..فعلاً كلمات تبث الحماسة والروح في كل من يسمعها.وسيظل الفنان القدير محمد مرشد ناجي شعلة تنير قلوب ومحبي الفن اليمني وستظل أعماله تطرب مسامع عشاق ومحبي الفن الأصيل.. أطال الله في عمره وحفظه لمن يحبونه ويحبون فنه.
|
فنون
المرشدي.. أستاذ الأغنية اليمنية الأصيلة وعاشق الأغنية العدنية
أخبار متعلقة