صنعاء/ عبدالرزاق العزعزي عبر عدد من الفنانين والممثلين والشعراء والإعلاميين عن إعجابهم الشديد بمهرجان أعيادنا غير الثامن الذي تم تنظيمه تحت شعار (أعيادنا غير وسيبقى اليمن بخير)..جاء ذلك خلال الكرنفال العيدي الذي نظمته فرقة النوادر الفنية واستمر خمسة أيام على خشبة مسرح حديقة السبعين بالعاصمة صنعاء..وخلال المهرجان تم عرض عدد من المواضيع المجتمعية المهمة التي تشغل المواطن اليمني كالأمن والسلم الاجتماعي والتوعية البيئية، كما تم التطرق قضايا الفن والمسرح والفنانين اليمنيين..المهرجان الذي جاء بتشجيع كبير من عبدالقادر هلال أمين العاصمة وأمين جمعان نائب أمين العاصمة وبالتعاون مع الإدارة العامة للحدائق وبرعاية شركة سبأفون للاتصالات ومجموعة من الشركات التجارية، حضره عدد كبير من الممثلين والفنانين والإعلاميين والشعراء والمنشدين البارزين على الساحة اليمنية، وإلى جانب ذلك تم استضافة أطفال من دار الرحمة والتأهيل وأطفال الأحداث وذوي الاحتياجات الخاصة وعمل يوم مفتوح معهم..والبارز في المهرجان أنه تم خلال أيامه تكريم عدد من عمال الحديقة بجوائز رمزية تقديراً لدورهم في الحفاظ على نظافة الحديقة وأمنها ومظهرها لزوارها خلال فترة إجازة العيد..ومنذ الثلث الأول من رمضان المنصرم دأبت اللجنة التحضيرية للمهرجان على التنسيق والتواصل لإعادة المهرجان الذي توقف موسمين على التوالي بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، وواجه عدداً من التحديات والصعوبات التي كادت أن تحجبه للموسم الثالث؛ بيد أنه استطاع بتعاون أمانة العاصمة وبعض الشركات أن يتجاوز ذلك ليستمر في تقديم الجديد والمميز للجمهور المتعطش للمهرجانات العيدية..من جهته أثنى الجمهور على فقرات الحفل الذي تم تنظيمه بفترتين (صباحية ومسائية) وكانت الفترة الصباحية مخصصة لإمتاع الأطفال بفرحة العيد وعمل مسابقات عديدة بينهم وتوزيع عدد من الهدايا لهم وللعائلات الحاضرة..[c1]فاتحة وشكربينما خصصت الفترة المسائية لاستضافة المدعوين وتقديم فقرات فنية وموسيقية ورقصات راب وهيب وهوب وبريك دانس، وخلال اليوم الأول من الحفل تم قراءة الفاتحة على روح فقيد الوطن والوسط الفني الفنان عبدالكريم الأشموري الذي وافاه الأجل في رمضان المنصرم..كما تم تقديم اسكتش كوميدي للفنان محمد قحطان وفقرات موسيقية للفنان شريجة، واستضافة الفنانتين أماني ومروى الذماري والفنانين سلطان الجعدبي، توفيق الأضرعي، عصام القديمي، سمير قحطان والشاعرة سبأ العواضي..وخلاله وجه القائمون على المهرجان رسائل شكر لأمانة العاصمة التي كان لها الفضل بتشجيع الفرقة على إعادة المهرجان، وعبروا عن استيائهم للمضايقات التي تعرضوا لها من مركز التوعية البيئية الذي حاول إلغاء مهرجان أعيادنا غير ليعمل على تنظيمه باسم المركز، وقالوا أن المركز يعد دائرة حكومية ولا يحق له تنظيم مهرجانات ربحية كون ذلك مخالفاً للقانون..[c1]يوم مفتوح وهجوم لاذعوفي صباح اليوم الثاني تم عمل يوم مفتوح للأطفال والاحتفال معهم وتوزيع عدد من الهدايا الرمزية لهم ليشعروا بفرحة العيد، وفي فترته المسائية هاجم الفنان الكوميدي محمد قحطان الجهات المعنية بالفنانين، وقال أنهم لا يعرفونهم ولا يتذكرونهم إلا في رمضان من كل عام.. مضيفاً أن الأعمال الدرامية والتلفزيونية لا يتم صناعتها سوى في رمضان فقط، واصفاً الفنانين بأنهم كـ(السنبوسة) لا يظهرون إلا في رمضان..وأشار إلى أن مهرجان (أعيادنا غير) يترك مجالاً للمسرح اليمني أن يبتكر أعمالاً جديدة لعرضها يومياً على الجمهور ومناقشتها بقالب كوميدي اجتماعي، معتبراً أنه نشاط فني ثقافي هام لا يجب إهماله من الجهات الحكومية والخاصة..وخلال أيام المهرجان قدم الفنان قحطان وفرقته خمسة عروض اجتماعية ناقشت قضايا الثأر والاتجار بالبشر وتهريبهم إلى السعودية وأيضاً قضايا التعليم والإرهاب..توعية بالنظافةوخلال اليوم الثاني تم استضافة الإعلاميين شمس وأحمد القانص، اللذين قالا أن الوطن بيتنا الكبير ويتعرض لكثير من المشاكل وواجبنا أن نتكاتف من أجله فليس لدينا أي مكان نذهب إليه بعده، مشيرين إلى أنه لابد من الحفاظ على نظافته ليصبح أكثر جمالاً وروعة..وأكدا أن البلدان ترتقي بالتعليم، ويجب على المجتمع اليمني أن يتعلم ويتثقف أكثر لنستطيع جميعاً أن نبني اليمن..وحثا الجمهور على النظافة الشخصية والمجتمعية ونظافةالأماكن الترفيهية والحدائق والأماكن العامة ونظافة العاصمة واليمن بشكل عام كونها مسئولية الجميع..وتم خلال اليوم استضافة الفنانين صادق الضباري، فواز الدخينة، ماجد المطري..مشاركة نسوية وفنيةوفي اليوم الثالث تم استضافة الفنانين منى علي، أحمد المعمري، إبراهيم شرف الدين، عبدالرحمن الجوبي والشاعر زين العابدين الضبيبي، والإعلامية سارة البعداني..وخلاله عبرت الفنانة منى علي عن سعادتها للتنافس الحاصل بين الأسر في مسابقات الطبخ التي تقام على غرار مهرجان أعيادنا غير.. مشيرة إلى أن هذا يجعل من المرأة تبدع أكثر وتشارك الرجل في مجالات الحياة..وأكدت أن المهرجان يعمل على جمع طاقم كبير من الفنانين على مسرح واحد وتلميعهم من خلال تقديمهم للجمهور بشكل مستمر باستضافتهم على المسرح الخاص به وجعلهم يقدمون اسكتشات توعوية..الفنانة منى علي تحدثت عن المسابقات بين جمهور النساء الحاضر، حيث عمد المهرجان إلى استدعاء (مطبخ ماجي المتنقل) لغرض عمل مسابقات بالطبخ بين الأسر المتواجدة وتوزيع هدايا مغرية لصاحبة أفضل طبخة..من جهته قال الشاعر زين العابدين الضبيبي إن المهرجان يمثل نقطة مضيئة في مهرجانات الأعياد التي تقام في اليمن، مشيراً إلى أنه المهرجان الأبرز الذي يأوي إليه الضبيبي طواعية دون أن تأتيه دعوة للحضور..وقالت الزميلة سارة البعداني أن المهرجان يتميز لكونه يحمل رسالة سامية من خلال استضافة النجوم ومحاورتهم بالمواضيع المتعلقة بالمجتمع اليمني، وأيضاً من خلال المسرحيات التي تناقش القضايا الهامة بقالب كوميدي توعوي.. وأشارت إلى أن أهم ما يجعل المهرجان “غير” هو إيجاده لمسرح وإتاحته الفرصة للمسرحيين والفنانين والإعلاميين ليعبروا عما في داخلهم..وقالت (الفنانون والمسرحيون الذين لم تتح لهم فرص الظهور على التلفزيون يعمل المهرجان على إتاحة الفرصة لهم للظهور أمام الجمهور).سلم اجتماعيوخلال اليوم الرابع من فعاليات المهرجان انتقد الفنان كمال طماح مظاهر المعاكسة التي تتعرض لها النساء في الشوارع المزدحمة خاصة أيام العيد ووصفها بمظاهر متخلفة، وقال أنه يحب على الدولة توفير دور عرض وصالات سينما لجذب الناس وترفيههم.. كما انتقد المتشدقون باسم اليمن، وقال أن حب اليمن والانتماء لها لا يكون بالضرورة بالكلام ورفع الأصوات بل بالعمل من أجل التراب الذي نحيا به..من جانبه قال الفنان الكوميدي خالد البحري بأن الفن له دور كبير في تعزيز الأمن والسلم الاجتماعي من خلال نشر الثقافة الأمنية ومجابهة التطرف وما من شأنه الإخلال بأمن واستقرار المواطن اليمني..وأكد أن المسرح اليمني له تأثير كبير في المجتمع اليمني، متمنياً من مسرح أعيادنا غير بمواسمه القادمة تخصيص فقرات أكثر للتوعية الأمنية يقدمها الفنانون ومن لهم تأثير على الناس..ولأول مرة تم خلال المهرجان استضافة الفنان أحمد عسيري وفرقته (على بعد ثلاثة أمتار) اليمنية التي تمتاز بعزف الريجي والبلوز، وقدمت عدداً من أغانيها الإنسانية التي من المقرر أن تنزل بألبوم جديد للفرقة بعنوان (أنا إنسان) بعد أن أصدرت سابقاً ألبوم (بداية التغيير).وإلى جانب هؤلاء تم استضافة الفنانين رغد المالكي، مروى خالد، كمال طماح، حسين الظفري، الشاعر محمد الهاملي والمخرج التلفزيوني والمسرحي خالد اليوسفي..[c1]يوم ختامي حافلاليوم الختامي للمهرجان كان حافلاً بالفقرات الفنية والموسيقية حيث تم استدعاء الفنانين أحمد شيخ وأكرم وجيه من عدن لاختتام المهرجان.. كما تم استضافة الفنانين يحيى إبراهيم، أحلام، صدام الحاج، سمير الجرباني، حمدي البركاني، عماد الجعدي، الفنان والمخرج عبدالله يحيى إبراهيم والشاعرة سبأ العواضي...وتم خلال اليوم الختامي الوقوف تضامناً مع ضحايا الإرهاب في اليمن بالفترة الأخيرة وكان أبرزهم شهداء مجزرة السبعين التي استهدفت جنوداً من الأمن المركزي قبل عيد الوحدة الفائت..وعبر الفنان يحيى إبراهيم عن سعادته لاستضافته في المهرجان واستضافة الفنانين أحمد شيخ وأكرم وجيه من عدن ليكونا مسك ختام المهرجان الذي قال بأنه كرنفال فني ثقافي اجتماعي توعوي تنظمه جهة غير حكومية وهي قادرة على إمتاع الكثيرين..ومن على منصة المسرح حث الجمهور على أهمية الحفاظ على نظافة العاصمة ومساعدة عمال البلدية في أعمالهم، مشيراً إلى أن العاصمة هي بيت الجميع ونظافتها مسئوليتنا جميعاً..فنانون آخرون أشادوا بدور أمانة العاصمة الأخير المتمثل بتعزيز الأمن في الأماكن الترفيهية والحفاظ على حركة المرور الطبيعية ومحاولاتها تجنيب المارين الاختناقات المرورية، مشيرين إلى أنه يجب على جميع السائقين إتباع التعليمات الصادرة إليهم وعدم مخالفتها للحفاظ على الشوارع غير مزدحمة..وقدمت للحاضرين عدد من الفقرات الموسيقية للفنان صدام الحاج والفنانة أحلام والفنان أحمد شيخ وزميله أكرم وجيه وأيضاً فقرات أغان ورقصات راب وبريك دانس..[c1]عودة مميزةوخلال الاختتام قال نادر المذحجي رئيس فرقة النوادر الفنية أنه يعتبر أن عودة مهرجان أعيادنا غير بعد توقفه موسمين يعد مواصلة لخدمة الفن اليمني، مشيراً إلى أن المهرجان لن يحتجب عن الجمهور مرة أخرى بعد التنسيق والتعاون والتسهيل الكبير الذي قدمته قيادة أمانة العاصمة للجنة التحضيرية للمهرجان..وقال إن المهرجان يهدف إلى خلق وعي مجتمعي مستنير عن القضايا المجتمعية بعيداً عن القضايا السياسية التي أرهقت الشعب اليمني، مؤكداً أنه يهدف لتعزيز قيم الولاء والانتماء الوطني لدى الشباب، ونبذ كافة ظواهر التطرف والتعصب التي تهدد أمن البلاد ورقية وتقدمه.وشكر في ختام حديثه أعضاء اللجنة التحضيرية للمهرجان وخص بالذكر الفنانين سام المعلمي، بشير العزيزي ورغد المالكي..الجدير بالذكر أنه تم خلال المهرجان استضافة عائلات عربية والتحاور معهم حول غربتهم في بلدهم الثاني اليمن، وعبروا عن سعادتهم لاستضافتهم وطرح همومهم ومشاكلهم وأيضاً إعجابهم باليمن تراباً وشعباً..