في ورقة عمل لها عن وضع الأمومة المأمونة في اليمن
عرض/ بشيرالحزميقالت الدكتورة جميلة صالح الراعبي وكيلة وزارة الصحة لقطاع السكان أن سبع نساء يمتن يوميا في اليمن من مضاعفات الحمل والولادة ومن أسباب من الممكن تفاديها .وأوضحت في ورقة عمل قدمتها في اجتماع الجمعية العمومية للتحالف الوطني للأمومة المأمونة الشهر الماضي أن احتياجات المرأة في مجال الصحة العامة تيأتي بالتأكيد على سهولة الحصول والوصول للخدمات الصحية ولا يكون كونها امرأة أو لعدم وجود كادر صحي نسائي مؤهل سبباً في عدم حصولها على الخدمة. ولفتت إلى انه بسبب مخاطر الوفاة التي تتعرض لها المرأة في اليمن لإنجاب الأطفال وللمعدل العالي لوفيات الأمهات والمواليد سيتم التركيز على قضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ، مؤكدة ضرورة أن يحصل جميع سكان اليمن، بغض النظر عن موقعهم و أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية على خدمات الصحة العامة وخدمات الصحة الإنجابية .وقالت إن اليمن بلد ذو دخل منخفض، حيث يبلغ عدد سكانه 23,887,000 نسمة يعيشون على مساحة قدرها أكثر من 555,000 كيلو ويتكون البلد من 21 محافظة و333 مديرية . منهم70 % يعيشون في الريف، 30 % في الحضر ، وأن 34 % يعيشون في خط الفقر. وأضافت الراعبي أن معظم السكان يتركزون في المناطق الريفية إلا أن 30 ٪ فقط في المناطق الحضرية، على الرغم من أن نمو سكان الحضر يزيد مرتين عن النمو في المناطق الريفية. حيث يعيش نصف السكان في خمس محافظات هي: تعز، والحديدة، وإب، وأمانة العاصمة وحجة. وما يميز سكان الريف في اليمن هو أنهم يعيشون في أكثر من 130.000 تجمع سكاني متناثرة ما يؤدي إلى صعوبة تنظيم مشاركة المجتمع المحلي وتوفير خدمات الرعاية الصحية لهم. [c1]وضع النظام الصحي[/c]وعن وضع النظام الصحي في اليمن قالت الدكتورة جميلة الراعبي أن قطاع الصحة العام ينقسم إلى أربعة مستويات هي: المستوى الأول يتكون من 2849 وحدة للرعاية الصحية الأولية و 791 مركزا صحيا، والمستوى الثاني يتكون من 175 مستشفى مديرية، والمستوى الثالث من 53 مستشفى عام، والمستوى الرابع من (2) مستشفيي إحالة متخصصة ، موضحة أنه في المناطق الحضرية يتواجد 30 % من السكان و20 % من المرافق الصحية و 80 % من الموارد البشرية ، بينما في المناطق الريفية70 % من السكان و80% من المرافق الصحية و20 % من الموارد البشرية [c1]وضع الصحة الإنجابية[/c]وعن وضع الصحة الإنجابية و ما يتعلق بصحة الأم قالت تموت نصف مليون امرأة سنوياً في العالم من مضاعفات الحمل والولادة ومن أسباب ممكن تفاديها. وفي اليمن تقدر وفيات الأمهات 365لكل 100ألف ولادة حية في عام2003 وانخفضت الوفيات إلى 210 في عام 2008 . أما ما يتعلق بصحة الوليد فأن رعاية المواليد لم تحظ بالاهتمام الكافي. وقد أدت الجهود التي بذلت في العقود الأخيرة إلى تخفيض ملحوظ في معدل وفيات الرضع ومعدل وفيات الأطفال ما دون الخامسة من العمر، بينما تبين أن معدل وفيات حديثي الولادة أنخفض من43.9 لكل 1000 مولود حي في عام 1991م وإلى 37 في 2006 بوتيرة بطيئة جدا لم تصل إلى 1 ٪ كل سنة . وأوضحت أنه لا يزال ارتفاع معدل النمو السكاني (3 ٪) يمثل تهديدا حقيقي للتنمية. وأن لوسائل تنظيم الأسرة دور في خفض معدل النمو السكاني وخفض وفيات ومراضة الأمهات والمواليد والأطفال ، مشيرة إلي أن 30% من حالات وفيات الأمهات تحصل في اقل من عشرين عام.وأن مضاعفات الحمل والولادة في السن المبكرة قد تؤدي للوفاة.وحول ظاهرة ختان الإناث في اليمن لفتت الراعبي إلي أن مسح صحة الأسرة لعام 2003م قد أشار إلى انتشار هذه الظاهرة في اليمن بنسبة 21.5 ٪. وبينت الدراسة السريريه التي أجريت عام 1999 بشأن ختان الإناث في خمس محافظات عن انتشاره بنسبة 97.3 ٪ في الحديدة، و 96.6 ٪ في حضرموت، و 96.5 ٪ في محافظة المهرة، و82.2 ٪ في عدن. وفيما يتعلق بالأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي - فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز فقد أظهرت بيانات البرنامج الوطني لمكافحة الايدز، ارتفاع حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز من 1 في عام 1990م إلى العدد الإجمالي التراكمي 3154 حالة في الربع الثالث من عام 2010م. ومع ذلك، يقدر برنامج الإيدز الوطني، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز، ومنظمة الصحة العالمية أن نحو 12000 - 14000 شخص مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز في اليمن.أما عن الكشف المبكر عن سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم فقد أشار مسح صحة الأسرة لعام 2003م إلي أن 3.5 لكل 1000 من النساء اللاتي سبق لهن الزواج أصبن بمرض السرطان. [c1]غايتان ذات أولوية[/c]وقالت الراعبي أن الغايتين ذات الأولوية للمرأة في المجال الصحي للفترة القادمة هما زيادة الاستفادة من الخدمات الصحية للأمهات وحديثي الولادة المستندة على الحقوق،لخفض وفيات ومراضة الأمهات وحديثي الولادة وذلك من خلال الاهتمام بتمويل خدمات الطوارئ التوليدية والوليدية . وتوظيف القابلات في المناطق الريفية . وزيادة الاستخدام الملائم لوسائل تنظيم الأسرة الحديثة لخفض معدل الخصوبة الكلي للمرأة في سن الإنجاب من خلال تمويل توفر وسائل تنظيم لأسرة وخدماتها . ورفع الوعي المجتمعي بأهمية تنظيم الأسرة لخفض وفيات ومراضة الأمهات والمواليد وكحل للزيادة السكانية. [c1]تحديات ومعوقات[/c]وعن أهم التحديات والمعوقات التي تواجه عملية تنفيذ الأولويات قالت وكيلة وزارة الصحة لقطاع السكان أنها تتمثل في التحدي السكاني مع محدودية الموارد وهو أهم المعوقات التي تقابل التنمية والقطاعات الخدمية بما فيها القطاع الصحي. وكذا ارتفاع معدل الفقر في المجتمع اليمني. وأيضا المعدل العالي للأمية بين أوساط المجتمع وخاصة بين النساء. بالإضافة إلي محدودية عدد وكفاء الكوادر الصحية وخاصة النسوية. ومحدودية في الموارد المالية لتنفيذ الخطط التنفيذية للبرامج والأنشطة من الجانب الحكومي والدعم الخارجي وذلك تبعاً للازمة الاقتصادية العالمية والأحداث الأخيرة داخل اليمن. وفشل مبادرات الأمومة المأمونة لكسب الدعم السياسي والمالي مقارنة بالمبادرات الصحية الأخرى. إضافة إلي ضعف البنية التحتية وارتباطها بالجهات الأخرى مثل الكهرباء,الطرق والمياه. وضعف الوعي الصحي بالقضايا والمشكلات الصحية في المجتمع. والفساد المالي والإداري. وضعف الإدارة الإستراتيجية وضعف النظام الصحي .