تهديدٌ قد يكلف الأم حياتها
تحقيق/ محمد أحمد الدبعييخالج الإنسان الخوف خشية الموت إذا ما انتشر السرطان في الجسم واستشرى، فقد علق في أذهان الكثيرين بألا قدرة لأحدٍ على مواصلة الحياة بسببه فيتلاشى الأمل، وهم بذلك لليأس أقرب..في معرض الحديث عن السرطان سنقف على نوع ليس بهينٍ من أنواعه غير الحميدة التي تصيب فقط النساء دون الرجال وتحديداً في عنق الرحم وعنق الرحم - بطبيعة الحال- هو في الجزء السفلي من الرحم، يتصل به ويصله بالمهبل..تقول الدكتورة/ فاطمة إسماعيل الأكوع- اختصاصية أمراض النساء والتوليد، موضحةً حالة الطمث لدى النساء عامةً وما يكتنفه من تغيراتٍ طبيعية: في كل شهر يحدث الطمث أو ما يسمى بالدورة الشهرية لدى الفتيات بدءاً من البلوغ وعند النساء عموماً في سن الإنجاب ، وهي حالة طبيعية تنشأ عن انسلاخ الطبقة الخارجية من بطانة الرحم، ويعد انسلاخاً دورياً لا يتوقف إلا في حالة الحمل وسن اليأس، ومعه ينزل الدم من خلال عنق الرحم إلى المهبل.وأن تكون المرأة مصابة بسرطان عنق الرحم معناه - حد قول الدكتورة/ فاطمة الأكوع- أن خلايا عنق الرحم بدأت التغيير من طبيعتها ووظائفها بشكلٍ يؤدي إلى نمو خلايا عنق الرحم بصورة غير طبيعية، وإنما عشوائياً.. هكذا تحدث الإصابة بهذا النوع من السرطان.ويصف الدكتور/ منيف محمد صالح- استشاري الأورام والمعالجة بالإشعاع، مبيناً حقيقة التغير غير الطبيعي في خلايا عنق الرحم ونموها العشوائي المكون للورم السرطاني غير الحميد بقوله: عندما تبدأ التغيرات السرطانية في الحدوث تكون محدودة في الطبقة الخارجية من الرحم لمدة تتراوح بين (2-10) سنوات قبل أن تبدأ في مهاجمة الطبقة العميقة، لتبدأ بعد ذلك بالانتشار بدءاً بمهاجمة الأنسجة والأعضاء المجاورة للرحم كالمثانة والمستقيم.عوامل الإصابةإن العوامل التي تزيد الإصابة بسرطان عنق الرحم متعددة- حددتها المصادر الطبية تفصيلاً - وأهمها:- [c1]العدوى بفيروس(الورم الحليمي/HPV) عامل أساسي لنشوء هذا النوع من [/c]السرطان. إذ تزداد الإصابة بهذا الفيروس عند النساء ذوات العلاقة الجنسية المحرمة، والأمر كذلك بالنسبة للرجال ممن لديهم علاقات محرمة.-استخدام حبوب تأجيل منع الحمل الفموية لخمس سنوات فأكثر.-ممارسة الجنس بشكلٍ مبكر.-الإنجاب في سن مبكرة.-أمراض نقص المناعة، وبدورها تزيد من احتمال الإصابة بفيروس(الورم الحليمي البشري/HPV).-التدخين بأشكاله المختلفة.[c1]الأعراض .. والتشخيص[/c]أعراضٍ الإصابة بسرطان عنق الرحم تتظاهر- حددتها الدكتورة/ يُسرى محمد مريط ، اختصاصية أمرض النساء والتوليد في:-الألم أسفل الظهر.-إفرازات مهبلية غير طبيعية لا تترافق مع أي ألم ٍأو حكة وقد تكون مصحوبة بدم ٍ أو من دونه بين الدورتين الشهريتين.[c1]-نزيف بعد الجماع.[/c]وتشير الدكتورة/ يسرى مريط إلى أن هذه الأعراض لا تدل على وجود سرطان عنق الرحم، وظهورها لا يؤكد الإصابة بهذا السرطان، وقد تكون لأمراضٍ أو اضطرابات ٍ أخرى ليس لها علاقة - على الإطلاق- بسرطان عنق الرحم، لذا يلزم التشخيص الطبي على كل حال.وبالنسبة لسرطان عنق الرحم لا بد من الفحص الطبي، وقد أوضحه الدكتور/منيف بأنه إجراء مسحة لعنق الرحم يقوم به الطبيب المتخصص أو الطبيبة المتخصصة بشكلٍ منتظم، حيث تُعد الطريقة المثلى لكشف هذا السرطان في مراحله المبكرة للتمكن من علاجه بنجاح.وأكد الدكتور/ منيف على أهمية أن يجرى هذا الفحص بصورة منتظمة لكل سيدة متزوجة أو سبق لها الزواج بعمر (35) سنةٍ فأكثر كل (3 - 5) سنوات ، مشيراً إلى أن هناك عدداً من الفحوصات الخاصة والضرورية - إضافة إلى المسحة- من شأنها تأكيد التشخيص وتتضمن:--الخزعة: ويعني هذا الفحص أخذ عينة نسيجية من عنق الرحم بشكلٍ أعمق، وهي ضرورية لتشخيص السرطان.-منظار عنق الرحم: للتمكن من رؤية الخلايا بشكلٍ واضح، وأخذ عينة مخروطية من الأنسجة، أي أخذ قطعة على شكل مخروط من أنسجة عنق الرحم.-الكشف بالأشعة: وتشمل أنواعاً كثيرة، مثل( أشعة إكس، الموجات فوق الصوتية، الأشعة المقطعية، الأشعة المغناطسية، أشعة العظام المقطعية)، وذلك للكشف عن العظام والأعضاء والأنسجة المصابة.-فحوصات الدم: تجرى لفحص أنواع الخلايا الدموية المختلفة، وهي طبيعية عند أغلب المرضى.[c1]مراحل الورم[/c]ثمة مراحل لسرطان عنق الرحم، وفقاً للطرح الطبي للدكتورة/ يسرى مريط وذكرت فيه أنه عندما يشخص السرطان فمن الضروري تحديد المرحلة التي وصل إليها الورم، ذلك لأنه يساعد في تحديد العلاج المناسب لدرجة الورم ومداه وما إذا كان قد تزايد.. والذي يعتمد على الحجم ودرجة الانتشار في الأعضاء الأخرى من الجسم.بيد أن تحديد مرحلة السرطان يكون - غالباً- بعد الجراحة، وربما يتطلب الورم إجراء فحوص إضافية أو إزالة بعض العقد الليمفاوية الموجودة بالقرب منه.[c1]المعالجة وأسسها[/c]يعتمد علاج السرطان على نوعه ومرحلته، فالمريضة بسرطان عنق الرحم ستكون مشاركة باختبار العلاج النهائي، حيث أن هذا العلاج يقرره فريق طبي متكامل معنيٌ - أيضاً- بالإجابة على تساؤلات المريضة المتعلقة بحالتها وما تتطلبه من إرشادات.وتنقسم المعالجة- حد قول الدكتور/ منيف مورداً تفاصيلها، إلى ثلاثة أقسام وهي:-1 -العلاج الجراحي: ومن خلاله يتم استئصال الورم والأنسجة المحيطة به، ويعتمد على مكان الورم، وما إذا كان قريب من الأعضاء الأخرى المسؤولة عن الحياة.فالمراحل المبكرة من سرطان عنق الرحم يمكن علاجها جراحياً، كذلك يمكن إزالة الورم عن طريق(الخزعة المخروطية)، وفي حالات أخرى يمكن أن يتطلب الأمر استئصال الرحم.2 -العلاج: ويستخدم الخلايا السرطانية، وذلك بتسليط أشعة موضعية على مكان الورم.غير أن من سلبياته أنه يؤذي الأنسجة السليمة المجاورة للورم.3 -العلاج الكيميائي: يكون باستخدام الأدوية التي تعرقل قدرة الخلايا السرطانية على النمو والانتشار، إلا أن من سلبياته أنه يؤثر على الخلايا الطبيعية، ويؤدي إلى أعراضٍ جانبية مثل:-الغثيان.-الإنهاك العام.-تساقط الشعر.-نقص المناعة.-فقدان الشهية.وهذا ما يجعل المرضى يبدون الخوف من العلاج الكيميائي، مع أنه يمكن - بإذن الله- التخفيف من وطأة هذه الأعراض بأدويةٍ يقررها الطبيب.[c1]معطيات الوقاية[/c]كل سيدة متزوجة أو سبق لها الزواج بعمر (35) سنةٍ فأكثر عليها إجراء فحص عنق الرحم كل (3 - 5) سنوات لتشخيص أي تغيرات ليست طبيعية بشكلٍ مبكر في عنق الرحم.هكذا اشترطت الدكتورة/ يسرى مريط، - بوصفه إجراء وقائي لا بد منه- حتى يكون بالإمكان معالجة المرض في البداية وبشكلٍ ناجح إذا ما ظهر ،لا قدر الله.وأردفت الدكتورة/ يسرى القول: إن من دواعي الوقاية- أيضاً- الامتناع عن الاتصال الجنسي المحرم لتجنب الإصابة بالفيروسات التي تدمر عنق الرحم.مضيفةً إلى ذلك:-الإقلاع عن التدخين.-الإقلال من استخدام حبوب منع الحمل لفترة طويلة، على ألا يتجاوز الاستعمال فترة تصل أو تتجاوز(5) سنوات.في الأخير.. ما أكثر من لا يعون حقيقة مرض السرطان وإمكانية الشفاء منه طالما الأمل معقود - بعد الله - على العلاج ؛ فبالكشف المبكر عن الورم والتماس المعالجة المتكاملة وفق قواعدها وإجراءاتها والمواعيد التي يحددها الأطباء المتخصصون المشرفون على المعالجة، فإن الشفاء سيكون محتوماً غير مستبعدٍ،بإذن الله، وبهذا القدر يصل بنا المطاف إلى منتهاه، سائلين المولى دوام الصحة للجميع، إنه سميع مجيب.