نبيل نعمانتنمو بين 01 إلى 03 في المائة كل عام في جميع أنحاء العالم، ومرشحة للنمو بسرعة أكبر في سوق السياحة العالمية إنها السياحة البيئية التي أضحت اليوم تتوسع وتنتعش بشكل متزايد وتنامي الاهتمام بها على مستوى عالمي.هذا النوع من السياحة سيكون محوراً لصناعة بدون دخان كما توصف السياحة وأداة هذا النوع من السياحة موجودة بشكل طبيعي والمهم كيف نقدمه بشكل منتج سياحي فالمناطق الطبيعية.. جبال..مروج غابات..صحارى..شواطئ وجزر..وبحار كلها فسيفساء السياحة البيئية في اليمن.يقول رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة المهندس محمود محمد شديوه «السياحة البيئية ذات التوازن البيئي ظاهرة جديدة تهدف إلى البحث والدراسة والتأمل في الطبيعة والنباتات والحيوانات وتوفير الراحة للإنسان».ويضيف «الميزة التي تتيحها السياحة البيئية هي ربط استثمار المشاريع الإنتاجية للمجتمع المحلي مع حماية البيئة والتنوع الحيوي والثقافي للمناطق السياحية، وفق معادلة تنموية واحدة، وذلك عن طريق إعداد برامج سياحية تعتمد على توجيه السياحة نحو المواقع المميزة بيئياً مع التأكيد على ممارسة سلوكيات سياحية إبداعية ومسلية، دون المساس بنوعية البيئة أو التأثير عليها».ينظر إلى السياحة البيئية اليوم باعتبارها آلية قوية للاقتصاد تساهم في تحقيق التنمية البيئية المستدامة حيث يستفيد منها السكان المحليون بصورة غير مسبوقة فيما تشير اتجاهات السوق الحالية إلى أن زيارة الأماكن الطبيعية سوف تزيد باستمرار مع زيادة درجة الوعي والاهتمام لدى السائحين.والسياحة والبيئة محوران مترابطان من حيث التأثير والتأثر، فالأنشطة السياحية لها تأثيرات مباشرة على عناصر البيئة المختلفة كالتربة والماء والتراث الطبيعي وعلى التراث الحضاري أيضاً.وهناك منحى ايجابي لتلك التأثيرات فالتطور في القطاع السياحي تولد عنه اهتمام كبير بالموارد البيئية وحمايتها والمحافظة عليها ضد التلوث الهوائي والمائي والبحار والأحياء النباتية والبرية والمائية، وذلك لتحقيق تنمية سياحية مستدامة فهي تساعد على إنشاء المنتزهات وتعمل على المحافظة على البيئة وحمايتها وتحقيق إدارة جيدة للنفايات للتخلص منها بشكل علمي سليم وتزيد من الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع المضيف. السياحة البيئية سوق واعدة وصناعة تدر مئات الملايين من الدولارات سنوياً، وتخلق مئات من فرص العمل حيث تسعى العديد من الدول حالياً لتحويل مخزوناتها الطبيعية ومناطقها المختلفة إلى مناطق جذب سياحية في إطار التوسع في المنتج السياحي، وتبعاً لتزايد الإقبال على هذا النوع من السياحة.وتشكل شبكة المحميات الطبيعية في اليمن بجميع أنواعها البرية والبحرية والسياحية وماتزخر به من تنوع حيوي نباتي وحيواني فريد، النواة لقيام السياحة البيئية في اليمن.[c1]ضوابط السياحة البيئية[/c]السياحة البيئية بحسب تعريف برنامج الأمم المتحدة للبيئة هي «السفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعي إلى الخلل، وذلك للاستمتاع بمناظر نباتاتها وحيواناتها البرية وتجليات حضاراتها ماضياً وحاضراً.وهي أيضاً وبحسب تعريف آخر «السياحة ذات الأثر القليل على البيئة والمكتسبات الثقافية المحلية بينما تستخدم حثيثاً لإدامة الاقتصاد المحلي وفي الوقت ذاته تساهم في حماية الموروث الطبيعي والإنساني».ولذلك تشكل السياحة البيئة مجالاً مهماً للدول النامية، لكونه يمثل مصدراً للدخل إضافة إلى دوره في الحفاظ على البيئة وترسيخ ثقافة وممارسات التنمية المستدامة.هناك مبادئ واضحة للسياحة البيئية وشروط وضوابط لممارستها، ومنها اليمن وفي هذا السياق يقول المهندس شديوه في مواقع السياحة البيئية: ينبغي أن تتوفر جملة من التدابير والشروط والضوابط تتمثل في الآتي:ــ مراكز عند مداخل كل منطقة محمية تزود السائح بالمعلومات اللازمة عن تلك المنطقة من خلال المجتمع المحلي.ـ توفر إدارة سليمة للموارد الطبيعية والتنوع الحيوي بطرق مستدامة بيئياً.ـ وضع قوانين صارمة وفاعلة لاستيعاب السياح وحماية المواقع البيئية في نفس الوقت.ـ دمج سكان المجتمع المحلي وتوعيتهم وتثقيفهم بيئياً وسياحياً، وتوفير مشاريع اقتصادية للدخل من خلال تطوير صناعات سياحية وتحسين ظروف معيشتهم والتعاون من أجل إنجاح السياحة البيئية بتعاون مختلف القطاعات المختصة بالسياحة والبيئة معا. - احترام القوانين المحلية والاقليمية والعالمية المتعلقة بقضايا البيئة. - مراعاة القدرة الاستيعابية وعدم تخطيها وتنمية الوعي البيئي للسكان المحليين واختيار وسائل نقل غير ملوثة للبيئة وتشجيع إعادة التدوير وإعادة التصنيع والزراعة العضوية. إن تطوير السياحة البيئية بحاجة إلى خطة مدروسة وعلمية تعمل على تحقيق التوازن بين الارتقاء بالسياحة والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية من أية أضرار أو آثار قد تترتب على تزايد تدفق السياح بحيث لا يطغى الجانب السياحي على حماية البيئة بمعنى قيام سياحة خضراء. ويمكن توظيف جزء من الدخل لصالح حماية البيئة ليكون بمثابة الحفاظ على استدامة هذا المورد. خبراء البيئة يؤكدون أهمية إعداد استراتيجية خاصة بالسياحة البيئية في اليمن تكون المرجعية لازدهار هذا النوع من السياحة حتى تكون المحميات الطبيعية والمناطق البيئية بأنواعها أصولاً رأسمالية للسياحة، ووضع مايمكن وضعه من هذه المناطق أو أجزاء منها ضمن الخريطة الاستثمارية والسياحية. واعتبروا أن من شأن هذه الاستراتيجية أن تضع شروط معايير السياحة البيئية والارتقاء بالوعي السياحي البيئي كرافد مهم من روافد الشراكة والتعاون بين مختلف الجهات للارتقاء بهذا النوع من السياحة، وخاصة الجهات المعنية بالبيئة والسياحة في اليمن. ودعوا إلى ضرورة أن تؤمن الاستراتيجية منهجاً لتطوير السياحة البيئية في اليمن خلال السنوات القادمة عبر تضافر الجهود الحكومية والأهلية والقطاع الخاص وفقاً لرؤية واحدة ومتكاملة سياحياً واقتصادياً وبيئياً وطبقاً لمعايير وضوابط متفق عليها فضلاً عن مشاركة المجتمعات المهنية وتقاسم المنافع معهم وبما يؤدي إلى تنمية المحميات كمناطق زيادة للسياحة البيئية المستدامة ونماذج للاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية، وحول المنهجية المعتمدة في صون المصادر يقول رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة المهندس محمود شديوه «إنه كماهو معلوم بالضرورة أن محور السياحة البيئية يعتمد على استخدام المصادر لموقع ما وبطريقة لاتلحق ضرراً بتلك المصادر ولاتسبب تغيراً لمكوناتها». ويضيف: هناك احتمال بأن تتعارض أهداف صون مكونات الأنواع الطبيعية والثقافية مع أهداف استخدامها لغايات السياحة، ومن الأهمية بمكان عند إدارة المواقع البيئية المستثمرة سياحياً تحديد مواقع التعارض المحتملة،وتطوير خيارات حلها، ولايكون ذلك إلا بعد تطوير مستوى مناسب من المعرفة البيئية بالمنطقة وثقافتها حتى يتسنى تحديد أولويات صونها وإمكانات تطويرها». ويعتبر شديوه أن النهوض بالسياحة البيئية «يعتمد على عدد من العوامل منها النهوض بالواقع السياحي واستغلاله باعتباره من الروافد الأساسية والروافد الاقتصادية للوطن في ظل الأفكار التنموية الشاملة،والتخطيط الصحيح والتنفيذ وفق خطة مبرمجة زمنياً، وتقييم نتائجها يأتي من خلال التخطيط السياحي العملي والقابل للتطبيق والتطوير». وقال «إن لهذا التخطيط متطلبات يجب العمل على توافرها من وجود مخططين أكفاء ومدربين،والعمل على التوعية الكاملة بأهداف الخطة بالنسبة للإدارة والعاملين،وتوفير منفذين مهرة ذوي خبرات وكفاءات،والعمل على التنسيق بين الجهات المختلفة وتوضيح الأدوار وتوزيع المسؤوليات، بالإضافة إلى توفير الدعم المادي بإتاحة ميزانية وقوى بشرية مدربة». لكن المهندس شديوه رغم إشارته إلى المنافع الكثيرة للسياحة البيئية يشدد على «ضرورة التنبه إلى مخاطرها، وخاصة في حالة عدم التخطيط والمراقبة ووضع الضوابط المحددة للسياحة البيئية والإدارة الفاعلة والمسؤولية». وقال«قد يكون تأثير السياحة في المناطق المحمية تأثيراً سلبياً، مما يستدعي إجراء تقييم للاثر العيني لأي منشأة سياحية، لأن ثمة مخاطر قد تحدث منها:ضغط الزوار على الأنظمة الطبيعية،وعدم القدرة على التحكم بالزيادة المطردة للزوار وحرمان السكان المحليين من منافع السياحة، فضلاً عن الأضرار على المكتسبات الثقافية وغيرها من المخاطر». عتمة، سقطرى،جبل بريح،الأراضي الرطبة في عدن محمية السلاحف في حضرموت، جبل إراف في لحج،حوف بالمهرة مناطق خاضعة للحماية أو مرشحة لها وأخرى تتمتع بمزايا كبيرة لتكون مؤثراً للسياحة البيئية ومؤهلة لتصبح نموذجاً في الخارطة السياحية وقادرة على جذب عشاق الطبيعة من جميع أنحاء العالم. اليمن مؤهلة لتكون قبلة للسياحة بأنواعها وخاصة السياحة البيئية،والمهم تكوين منظومة تنظيمية وقانونية ورؤية واضحة لماهية الهدف لإرساء بيئة تحتية قادرة على استيعاب هذا المفهوم، وما تتطلبه من خلق التوازن بين القيمة السياحية والبيئية، وتحقيق الاستدامة لكليهما بخاصة والتنمية عموماً.
|
ابوواب
اليمن.. فضاء واسع للسياحة البيئية
أخبار متعلقة