في ندوaة حول واقع وطموح قطاع التعدين بصنعاء
صنعاء / سبأ:أكد المشاركون في الندوة العلمية الخاصة بـ«واقع قطاع التعدين باليمن» أهمية ترسيخ ونشر ثقافة التعدين في المجتمع اليمني ودوره في زيادة الدخل القومي لليمن وتوفير فرص عمل والتخفيف من البطالة.وطالب المشاركون في الندوة التي نظمها مركز سبأ للدراسات الإستراتيجية بصنعاء أمس الحكومة بتحمل المسئولية وتوفير الأمن والحماية للشركات الاستثمارية المحلية والدولية في قطاع التعدين وتقديم التسهيلات اللازمة من خلال النافذة الواحدة وتوفير البنى التحتية وتخفيض أسعار الوقود للتهيئة للشركات الدولية في الاستثمار بمجال التعدين باليمن.وشدد المشاركون على ضرورة استمرار التحديث السياسي وإدماج القبيلة تدريجياً ضمن متطلبات التحديث السياسي والاجتماعي، وجعلها جزءاً من المجتمع المدني بهدف احلال الولاء الوطني الواسع للدولة محل الولاء الضيق للقبيلة، وكذا تعديل قانون ضريبة الدخل المفروضة على قطاع التعدين بما يتوافق مع الممارسات الدولية ويؤدي إلى جذب شركات التعدين العالمية.وأكد المشاركون أهمية تشجيع الباحثين على اكتشاف ودراسة مواقع النشاط التعديني القديم من خلال الدراسات الأثرية والتاريخية بالإضافة إلى التحقق من مواقعها بالنزول الميداني والربط بين المعلومات التاريخية والأثرية والجيولوجية كون المناجم القديمة مفتاح الحاضر وعنوان المستقبل.ودعا المشاركون إلى رفع الكفاءة التقنية للجيولوجيين والخريجين اليمنيين من خلال تحسين نظام التعليم الجامعي والتعليم المهني وجعله أكثر قربا من حاجات السوق الملحة وتبسيط الإجراءات والمعاملات في القطاعات ذات الصلة وإزالة جميع العوائق البيروقراطية والحفاظ على حقوق المستثمر، وتحسين نظام النقل والخدمات العامة.وكانت الندوة التي شارك فيها نخبة من الأكاديميين، والباحثين، وخبراء الاقتصاد والتنمية، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ومسئولي الجهات ذات العلاقة، وممثلين عن السلك الدبلوماسي بصنعاء، وأدارها المدير التنفيذي لمركز سبأ للدراسات الدكتور احمد عبدالكريم سيف، قد تناولت عددا من أوراق العمل الورقة الأولى التي قدمها الباحث والأستاذ الجامعي خالد الصلوي بعنوان « واقع المناجم المعدنية في اليمن» تناولت المناجم القديمة والاستكشافات المعدنية الحديثة بغرض تحديد مواقع المناجم القديمة والاهتمام بدراستها بالتفصيل وعلاقاتها بالاستكشافات المعدنية الحديثة.وتطرق الباحث إلى أهم معادن المناجم القديمة في اليمن وأماكن تواجدها مدعمةً بالصور والرسومات البيانية والخرائط الجغرافية التي تؤكد أن قدماء اليمنيين كانت لهم معرفة ودراية بطرق التعدين والمتاجرة بها ودورها في إنشاء مراكز مدن الدويلات القديمة .فيما تناول المدير التنفيذي لشركة ثاني دبي للتعدين المهندس خالد الدبعي ورقة عمل بعنوان «معوقات قطاع التعدين في اليمن» .. استعرض فيها أبرز المعوقات والتحديات التي تقف أمام قطاع التعدين باليمن وفي مقدمتها «المعوقات السياسية والأمنية، التي ترتبط أساساً بالدولة ونظامها السياسي والتغيرات التي يمكن أن تحل فيه وقوتها الأمنية والعسكرية وفرض سيطرتها على الأرض.وتطرق إلى المعوقات الإدارية، المتمثلة بالتراخيص والتصاريح والمعاملات البيروقراطية، والتشريعية، والمالية ، والمعوقات البيئية، والبنية التحتية ، ومعوقات اجتماعية ترتبط بنوع العلاقة التي تربط بين المجتمع المحلي و الدولة، ومعوقات تقنية، تعتمد على قدرة الشركة على استخدام وتطويع التقنيات الحديثة في مراحل الاستكشاف والتقييم ثم على نوع الخام المستخرج.فيما استعرض القائم بأعمال هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية باليمن الدكتور والباحث عامر محسن الصبري ورقة عمل بعنوان «قطاع التعدين في اليمن، الواقع والطموح» تناول فيها أهمية قطاع التعدين في توفير فرص عمل وتدريب وتأهيل العمالة الوطنية، وتطوير البنى التحتية، وتغيير نمط الحياة الاجتماعية، وتغطية حاجة السوق المحلية من الخامات المعدنية، وتوطين صناعات جديدة، استخراجية وتحويلية، نقل تكنولوجيا التعدين ورفد خزينة الدولة بملايين الدولارات من خلال الضرائب.وأكد الباحث أن قطاع التعدين باليمن من أهم القطاعات الواعدة حسب الدراسات الجيولوجية المختلفة نتيجة توفر عدد من العوامل المتمثلة في التنوع الجيولوجي المناسب لاستضافة الموارد المعدنية، وتوفير المعلومات الجيولوجية والتقارير والخرائط بالإضافة إلى توفر تشريعات جاذبة للاستثمار في مجال (المناجم، والمحاجر، والاستثمار) وتوفر موقع جغرافي متميز.واستعرض الباحث العديد من الثروات الطبيعية التي تزخر بها اليمن من معادن فلزية وغير فلزية وباحتياطيات وكميات كبيرة في حالة تم استغلالها استغلالاً امثل سترفد خزينة الدولة بملايين الدولارات ولا نحتاج إلى أي مساعدات دولية تذكر حسب الباحث.وقد أثريت الندوة بالمداخلات والنقاشات من قبل المشاركين المختصين ركزت على مناقشة الوضع القائم والحلول المناسبة لمواجهة التحديات والمعوقات لقطاع التعدين وفي مقدمتها توفير الأمن والاستقرار والبنية التحتية والتوعية المجتمعية بأهمية التعدين باليمن.