نافذة
ميسون عدنان الصادقإن علاقة الفتاة العازبة أو المتزوجة بوالدتها قد تتسم بذلك الاندماج عندما تتحد معها في كل شيء وتتقرب منها إلى أقصى حد وتتفق معها على تقاسم أشياء كثيرة تغدق عليها الحنان وهي علاقة ذات جوانب إيجابية عديدة لكن يجب أن تحافظ البنت على شخصيتها وتتحلى باستقلالها وعندما تلازمها والدتها في حلها وترحالها ،عليها أن تطلب منها بلطف الابتعاد قليلاً شيئاً فشيئاً ما يفسح المجال أمام الفتاة لتحافظ على شخصيتها والتدرب للحصول على الاستقلالية وتحمل المسؤولية إذ أن الأم لن تبقى معها إلى الأبد.إن علاقة التفاهم بين الطرفين تظهر عندما تكون البنت قادرة على التحدث مع أمها عن حياتها المهنية ونجاحاتها ومشكلاتها وتتبادل النكات والطرائف معها وتسترشد بها في ما يتعلق بحياتها الزوجية وتطلعها على جو عائلتها والصعوبات التي قد تواجهها وتستشيرها في مايتعلق بأطفالها وإدارة منزلها مستفيدة من خبراتها مع الحفاظ على مسافة أمان تقيها التشبه بها وتمثلها وتحفظ لها شخصيتها مستقلة فهناك بعض الفتيات أو النساء يفضلن تحديد العلاقة مع أمهاتهن بشكل صارم فيتجنبن الحديث معهن نتيجة أسباب تعود إلى انعكاسات فترة الطفولة التي كن قد قضينها في تلاحم تام مع الأم ونجدهن يتركن التواصل معهن للمصادفات لكن هذا السلوك ليس سلوكاً طبيعياً وعلى البنت أن تنسى الماضي وتعيد العلاقة مع والدتها إلى الحدود المناسبة المفعمة بالحنان المتبادل حتى لو لم تتطور إلى درجة الصداقة التي تتيح لها البوح بأسرارها لها.فعندما تجد الأم نفسها أمام فتاة بالغة تصدر منها ردود أفعال مختلفة تتحول غالباً إلى مدرسة أخلاق تريد أن تلقنها دروساً ما يجعل الفتاة تشعر بأنها لا تزال تعامل كطفلة ما يدفعها إلى الاستياء والتمرد في الوقت الذي تعيش فيه الأم صراعاً داخلياً آخر يتجسد في إحساسها بتقدمها في العمر مع رؤيتها ابنتها وقد بدأت تصبح امرأة ناضجة القوام تحاول أن تعاملها بندية.