د.هدى علي علوي عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر المحلي للمرأة لـ 14أكتوبر :
حاورتها / ابتسام العسيري تجتمع اليوم نساء في محافظة عدن لمناقشة قضايا المرأة تحت مظلة المؤتمر المحلي للمرأة.. وخلال أسابيع من التحضيرات التي تمت من أجل انعقاد هذا المؤتمر برزت عدد من القضايا كادت أن تحول دون انعقاده ، كما غابت عن المؤتمر بعض الشخصيات النسوية البارزة والنضالية في المحافظة وكذلك بعض الشخصيات النسائية من الأحزاب السياسية والحراك الجنوبي السلمي، منها المعارض ومنها المؤيد لانعقاد المؤتمر ومنها من يعتقد أن المؤتمر يمثل ورقة سياسية!.ومن خلال متابعة الصحيفة للتحضيرات التي نفذت في إطار المؤتمر المحلي للمرأة في محافظة عدن وملامسة تلك القضايا والرؤى والأفكار التي دارت حول المؤتمر، التقينا بالدكتورة هدى علي علوي عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر المحلي للمرأة لتوضح لنا تلك القضايا.. فإلى الحصيلة:[c1] يجري حالياً الحديث عن مؤتمر المرأة في عدن، و بصفتك عضوة في اللجنة التحضيرية هل يمكن أن توضحي لنا بعض الأمور المتعلقة بالمؤتمر، وكيف أتت فكرة انعقاده؟[/c]* فكرة المؤتمر طرحت منذ فترة وجيزة، وانطلقت مع مباركة البعض وخاصة عندما أصدر محافظ عدن قرارا نص على تشكيل لجنة تحضير للمؤتمر ومن حينها شرعت اللجنة في أعمال الإعداد والتحضير للمؤتمر.[c1] عفوا.. المحافظ شكل لجنة تحضيرية، هل نحن بصدد مؤتمر لقوى مدنية مستقلة عن السلطة أم مؤتمر له أجندة سياسية أو غيرها ؟[/c]* هذا الذي حدث ، كان ينبغي أن تشكل لجنة تحضيرية على أساس مبادرات من المنظمات النسوية والمؤسسات المهتمة بقضايا المرأة، أي من المرأة بذاتها وليس بقرار من السلطة المحلية التي كان بإمكانها أن تساعد في العملية وتدعم الجهود والمبادارت دون أن تمرر اتجاهات معينة لتحديد مسار المؤتمر حتى لا يتم التشكيك من أي طرف باستقلالية المرأة وقدرتها على الإمساك بزمام الأمور في ظل حساسية الوضع القائم وتداخل الأوراق السياسية وتسابق الجميع على تصدر المشهد السياسي.وتشكيل اللجنة التحضيرية استثنى قطاعات ومنظمات ومؤسسات نسوية مهمة، وأخوات كان لهن بصمات وعطاءات بارزة وكبيرة قي مسيرة الحركة النسائية في عدن والوطن عموماً منذ عقود من الزمن.وقد حاولنا أن نعالج هذه المشكلة عبر الاتصالات والحوارات مع بعض الرائدات النسويات ممثلات القطاعات النسائية في الأحزاب والحراك السلمي الجنوبي ومؤسسات المجتمع المدني ، وقد تمكنا من تحقيق بعض النجاح إلا أن ذلك لم يكن كافياً ، حيث أن العمل الجاري ليس دقيقا، لذلك فاللجنة التحضيرية تدعو الجميع إلى المشاركة في المؤتمر. وأود أن ألفت النظر إلى إن برنامج المؤتمر يتضمن قضايا مهمة وأساسية تعني المرأة والأسرة والشباب والمجتمع كله في عدن، والأوضاع القائمة وعلى كافة المستويات وخاصة وأن هناك أزمات تشتد واختناقات تزداد وهناك مخاوف حول وقت انعقاد المؤتمر.[c1] في البعد السياسي هناك من يطرح أن الهدف الأساسي للمؤتمر هو التأييد والمشاركة في الحوار الوطني وانتداب ممثلات للمرأة من عدن والجنوب عموما ، فيما يعتبر آخرون أنه محاولة لإضعاف الحراك والقضية الجنوبية فكيف ستتعاطون مع هذه الإشكالية؟[/c]* بكل تأكيد سيكون للمؤتمر ووثائقه ونتائجه وبعد سياسي لأن كل المشاكل القائمة بما فيها التي تخص المرأة تبدأ من هذا المحور، فلا يمكن أن نبحث في أي قضية أو مشكلة سواء في عدن أو الجنوب عامة دون أن نعود إلى عام 90 وحرب 94 الظالمة، والسياسيات والإجراءات والممارسات التي شكلت حرفاً لمسيرة الوحدة لأن الوحدة ليست ثوابت مقدسة ولا شعارات فضفاضة ولكنها حلم كبير شب معه كل أبناء الجنوب لكن الأمور والممارسات جرت بخلاف التطلعات والآمال وهذا ينطبق على المرأة ، هذا أولاً، وثانيا في وضعنا الراهن لا يمكن لأحد أن يفصل حال المرأة ومكانتها عن الحالة العامة القائمة أي عن أحوال المجتمع كله، وثالثاً لقد كانت المرأة مشاركة قوية في الحراك السياسي والثوري الذي شهده البلد في السنوات الأخيرة سواء في إطار الحراك السلمي الجنوبي أو الثورة الشبابية السلمية. كما لا أفضل ولا أحبذ الدعوة إلى فصل الحركة النسائية عن بقية المكونات المجتمعية, صحيح أن هناك خصوصية واضحة لكنها تتحرك وتتحقق من خلال الحركة العامة للمجتمع كله.هذه المسألة سوف تطرح للنقاش في المؤتمر والقرار بشأنها ينبغي أن يصنع داخل القاعة وعلى أساس الحوار وليس بإيعاز من خارجها لا من السلطة ولا من أي فصيل سياسي، لأن سلوكاً كهذا من شأنه أن يخلق تعقيدات تضاف إلى المنعطفات الخطيرة التي تشكل حجر عثرة أمام أي معالجات سياسية حقيقية، وستكون رسالة سلبية تشكك في قدرة مؤتمر الحوار ذاته وذلك بخلق مناخات تسوية وتوافق .[c1] ماهو رأيك بالضبط في هذه المسألة ؟[/c]* أولاً علينا أن نفهم أن المؤتمر ورغم الجهود المبذولة وعدد المشاركات اللاتي سيشاركن فيه فإنه لم يكن شاملاً كما سبقت الإشارة، وثانيا قضايا الجنوب العديدة بما فيها الفئوية وغيرها لها وعاء واحد هو القضية الجنوبية وليس من مصلحة الجنوب وشعبه ولا مؤتمر الحوار تجزئة تمثيل الجنوب أو قضيته إن حدث ذلك فمن سيتحدث عن القضية العامة ومن يمتلك حق التحدث باسم الجنوب إذا ذهب الناس إلى المؤتمر جماعات وأفراداً وأطرافاً عدة لكل منها ملفه الخاص.ولما لهذه المسألة من أهمية وتأثير في الحاضر والمستقبل أجد نفسي مأخوذة بالدعوات التي طرحت من أكثر من طرف وفي أكثر من لقاء وجرى تزكيتها وهي أن نبدأ بحوار جنوبي جنوبي وصولاً إلى مؤتمر جنوبي شامل وجامع وعلى أساس نتائجه يشارك الجنوب في الحوار العام ، والعمل سيتم انجازه على صعيد الجنوب (حوارات ومؤتمر) سوف تعد من أهم إجراءات التحضير للحوار العام ومن عوامل ومقومات نجاحه. كما لا أرى أن أي تيار أو منظمة أو شريحة من الجنوب تسعى إلى تجاوز دور الحراك أو تسعى لإضعافه.عدا هذا أرى الخيارات الأخرى مركبة ومشوشة وقد تأتي بنتائج عكس ما هو مرجو من مؤتمر الحوار، إذ سيترتب على ذلك مزيد من الاختلافات والانقسامات التي قد تتطور إلى ما لا تحمد عقباه، وستكون إلى جانب أمور أخرى بمثابة قبر تدفن فيه نتائج الحوار، واعتقد أن لا أحد يفضل هذا السيناريو وهذه النتيجة التي تبدو ملبدة بالغيوم وقد تدخل في دوامة لا نهاية لها.[c1] في الأخير.. ما رأيك بالمآخذ التي سجلت على هذا المؤتمر؟[/c]* ليست مآخذ بالمعنى الدقيق ، بقدر ما هي غياب قراءة لآليات العمل المدني التي يفترض أن تقوم على أساس التشاركية والتنوع وإدماج الآخر مهما تباينت المواقف ، على أساس أن تعدد الخيارات تحت مظلة موحدة يظل مؤشراً ذكياً ومهماً في الظروف الراهنة والعكس يعني عودة سيناريو القهر السلطوي وتعميم سطوة المركز وبالتالي مزيد من المحاذير للتداعيات السلبية لأي مشروع أو رؤية .