إعداد/ عبد الإله مجيد أصبح خوسيه انغيل سالازار أصغر مايسترو في العالم بعد تعيينه وهو يافع في الرابعة عشرة من العمر قائدا لأوركسترا الشبيبة الفنزويلية. وقال سالازار لصحيفة الغارديان إنه ليس متأكدًا من لقب أصغر مايسترو ولا يعرف منْ قال ذلك. وأضاف أنه (قد يكون هناك مايسترو شاب في بلدة صغيرة في مكان ما) لا يعرف به أحد محاولاً التقليل من شأن اللقب الذي حقق له شهرة يبدو أنها أكبر من أن تتحمل سنواته الأربع عشرة أعباءها. ويقود سالازار ما بين 70 و80 موسيقياً في اوركسترا نويفا ايسبارتا الشبابية، أكثر من نصفهم أكبر منه سنا.وقال المايسترو الصغير إنه دُعي لقيادة فرق سيمفونية أخرى، أعضاؤها من الكبار ومهمة قيادتها أسهل. فإن التحول من صديق يتعامل مع أقران إلى قائد يشكل تحديًا يتعين على سالازار أن يواجهه لا من اجل نفسه فحسب، بل من اجل الفرقة أيضاً. وقال سالازار إن إتقان قيادة الفرق السيمفونية يعتمد بدرجة كبيرة على طريقة عمل الفرقة نفسها كفريق وأن الكثير من عملية التعلم يتحقق بتقديم مثال يقتدى به. وأوضح اصغر مايسترو في العالم أن قيادة الفرق السيمفونية (لغة بلا كلمات وعلي أن انقل الثقة إلى الموسيقيين للحصول على أداء واثق منهم.... وعلي أن أُنسق حركات جسمي مع الموسيقى). وأضاف أنه يترك الغناء الذي في داخله يرشده في عمله وأن هذا هو ما يحاول إيصاله إلى الموسيقيين.ولكن رغم هذه المشاعر التي تنم عن نضج يفوق سنوات عمره، فإن سالازار يجد مهمته شاقة، ويقول (إنها مهمة صعبة لأن عليّ أن أجد طريقة للتواصل أو علي أحياناً أن أنهر موسيقيين أكبر مني بكثير). واعتبر سالازار أن هؤلاء الموسيقيين يدفعونه إلى تحسين أدائه.وأنيطت مهمة المايسترو بسالازار منذ أيام حتى أن التفاصيل ما زالت موضع بحث ونقاش. فالقانون الفنزويلي يمنع تشغيل الأحداث بأجر، وبالتالي يتعين إيجاد زمالة أو منحة لمكافأة سالازار على عمله. والى جانب مايسترو فرقة لوس انجيلوس السيمفونية غوستافو دوداميل، واريكسون روز الذي في السابعة عشرة من العمر أصبح اصغر موسيقي ينضم إلى فرقة برلين السيمفونية، فإن سالازار موهبة أخرى من المواهب التي صقلها برنامج الفرق السيمفونية الفنزويلي المعروف باسم (سيستيما). انضم سالازار الذي يعمل والداه معلمين يعيشان في منزل واحد مع جده وجدته، إلى البرنامج حين كان في الثامنة من العمر. ولم يكن له أي احتكاك بالموسيقى الكلاسيكية من قبل، ناهيكم عن الإعداد الموسيقي المنهجي. وقال سالازار إنه ذهب مع والده وجده إلى حفلة موسيقية بآلات النفخ النحاسية والآلات الإيقاعية وأنه بكى ثلاث مرات خلال الحفلة. وفي حين أن غالبية الأطفال كانوا سيبكون من الملل والضجر، فإن سالازار كان مسحوراً وشعر بأنه يريد أن يكون جزءاً مما يجري. وهجر سالازار دروس الكراته وبدأ يتعلم العزف على الناي. وبعد الناي جاء الكمان ولقاؤه الأول بشوبرت الذي أصبح الموسيقار المفضل لديه. وقال سالازار (إن بعض القطع تجعلني أشعر بأن علي أن استسلم... وأذوب بسماع النوتات الثلاث الأولى لسيمفونية شوبرت الخامسة). كما وقع في أسر الموسيقى أصدقاء سالازار وأفراد عائلته. وقال إن والده (يتحدث الآن عن السيمفونيات والتنويعات التي لم يكن يفقه فيها شيئًا قبل أربع سنوات تقريبا).ويتمثل التحدي الكبير الذي يواجه سالازار باللغة. وهو يقول إنه قد ينال شهادة ماجستير أو دكتوراه بالموسيقى لكنه يود أن يتعلم لغات لأنه لا يريد أن يسافر وهو يصطحب معه مترجمًا أو (إذا كنت أتعامل مع مالر، فإن هناك معايير معينة أو مشاعر سأتمكن منها على نحو أفضل لو كنتُ أتكلم الألمانية).
|
فنون
أصغر مايسترو في العالم يتحدث عن التحديات التي يتصدى لها
أخبار متعلقة