هنا عدن.. برنامج هيئة الإذاعة البريطانية «1954». هنا عدن.. إذاعة الجنوب العربي «1958». هنا عدن.. إذاعة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية «30 نوفمبر 1967م»،.هنا عدن إذاعة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. هنا عدن.. إذاعة الجمهورية اليمنية «22 مايو 1990م». هنا عدن.. إذاعة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية «21 مايو 1994م». هنا عدن.. إذاعة الجمهورية اليمنية.. البرنامج الثاني «7 يوليو 1994م». هنا عدن المجيدة.. هنا الأحرار تصنع مجد غابر هنا ردفان.. في دم كل ثائر، ومن روح القبائل والعشائر «2007». هنا عدن.. البرنامج الثاني «2012». هنا عدن.. يسعد صباحك يا وطن.. وتنساب عبر الأثير.. وفي صباح من صباحات عدن الفاتنة.. أغنية تردد : «أحباء نحن إذا ما التقينا..أحباء نحن إذا ما ا فترقنا..أحباء نحن إذا انتصبت شوكةوانثنينا..»هنا عدن .. وماذا بعد؟!تعتبر هذه الإذاعة العريقة مدرسة متميزة عبر تاريخها.. ومن أول الإذاعات العربية.. وأول إذاعة في منطقة اليمن.. ومنطقة الجزيرة والخليج العربي، وتعد المكتبة الإذاعية لإذاعة عدن من أعظم وأغنى المكتبات في منطقتنا.. فهي قد ضمت بين جنباتها أهم الوثائق السياسية منذ إنشائها وما بعد الاستقلال حتى قيام الوحدة،كما تضم أشرطة نادرة لبرامج ثقافية وأدبية وعلمية وتتميز المكتبة باحتوائها على كنوز أغاني الجنوب وكل مناطق اليمن والجزيرة والخليج العربي.. فما مصير ما احتوته تلك المكتبة الإذاعية من ثروة وكنوز إبداعية لا تقدر بثمن.. و لتلك حكاية سنرويها ونكشف عنها في قادم الأيام.. وما نريد قوله الآن أن إذاعة عدن هي معلم سياسي وثقافي وأدبي وفني ومنار تاريخي لعدن وسائر مناطق الوطن العزيز، هذا الصرح العظيم تعرض للسلب والنهب بحقد وكراهية من قبل العقول الجامدة التي لا تعرف للفن والثقافة والحضارة قيمة ووزنـا.. عقول متحجرة وحاقدة على الحياة وصناع الحياة.. فبعد تلك الحرب القاسية والظالمة على الجنوب.. وبعد ذلك الانتصار الكريه في السابع من يوليو 1994م.. قذف المنتصر بكل حقده على كل العاملين في إذاعة عدن.. بالإيقاف عن العمل على مجموعة من الزملاء.. وبالتهميش والضياع على مجموعة أخرى، وبالإجراءات التعسفية والإحالة إلى التقاعد على مجموعة من الزملاء.. حتى من أبقوهم لممارسة أعمالهم لم يسلموا من الذل والمهانة والازدراء وحرمانهم من حقوقهم المالية..وإمعانـا في كسر شوكة العاملين وجرح كبريائهم فرضوا أن يكون شعار الإذاعة «البرنامج الثاني» وهذا بدعة في العمل والفن الإذاعي.. فتسمية «البرنامج الثاني» تطلق على الإذاعات المتخصصة.. الإذاعة الثقافية.. الإذاعية الفنية.. لكنها هنا سميت كإذلال لإذاعة عدن حيث تبع ذلك الكثير من الإجراءات.. ومنها وأهمها ضم جميع الموجات العاملة، الخاصة بإذاعة عدن، ما قبل الوحدة وجعلها لإذاعة صنعاء «البرنامج العام» أو «البرنامج الأول.. عقد وأعوذ بالله من شر العقد.. حتى المباني والأراضي الخاصة بإذاعة عدن تملكها من لا حق له.. وفي التواهي.. حيث ينتصب ذلك المبنى الشهير الذي صمم من قبل هيئة الإذاعة البريطانية وبعمران فريد تملكه من لا حق له.. وماذا بعد؟!إذاعة عدن.. تتلاشى.. تغرق.. تلفظ أنفاسها.. والعاملون المجدون.. المحبون.. العاشقون يسقونها من كدهم وعرقهم ماء الحياة.. يعطونها كل حياتهم، لتبقى إذاعة عدن.. منارا لعدن.. لهذا الوطن.. كثير من الزملاء هدهم التعب.. هدهم المرض.. يسقطون واحدا بعد آخر.. لتبقى الإذاعة. رضية سلطان.. أعطت الإذاعة كل صحتها وعمرها.. ولم تأخذ شيئـا من هذه الإذاعة.نبيلة حمود.. صوت متميز لإذاعة عدن.. هنا عدن.. هنا الإذاعة.. فأين نبيلة.. نبيلة حمود، تصارع المرض، يخونها القلب.. فأين نبيلة؟.. من يسأل عنها في هذا الزمن!!كثيرون سقطوا تحتـا.. وهم الطيبون.. أما أولئك الذين تحجرت قلوبهم وتجمدت عقولهم فيسقطون علوا..إذاعة عدن.. تردد هنا عدن.. وتنساب أغنية من مساء حزين.. إني أغرق.. إني أغرق، إني أغرق.. هذه حكاية إذاعة عدن.. فماذا عن مكتبة الإذاعة؟ لتلك حكاية سنرويها في قادم الأيام.
|
آراء
هنا عدن
أخبار متعلقة