[c1]رهل يستثمر أكراد العراق صراعات المنطقة؟[/c]ذكرت مجلة تايم أن ازدهار «الدولة الكردية المصغرة» في شمال العراق يذكر بقدرة القيادة الوطنية الكردية على استغلال الصراع بين القوى الجيوسياسية حولها لتحقيق الاستفادة القصوى، متسائلة: هل يستثمر أكراد العراق صراعات المنطقة ويعلنون دولتهم؟فتفاقم الصراع داخل بغداد إلى جانب الصراع الإقليمي بين إيران وتركيا ودول الخليج العربي التي لعبت دورا في الملف السوري، ربما يقدم فرصا جديدة للقيادة الكردية في أربيل لتعزيز أسس استقلالها عن العراق.وتقول المجلة ربما تكون تحالفات المصالح المؤقتة بين قوى لا تجمعها رؤية مشتركة لعبة محفوفة بالمخاطر، ولكن هذا النوع من التوازن السياسي هو الذي أوجد الكيان السياسي الكردي في شمال العراق، وهو الآن يمتلك سمات الاستقلال مثل العلم والإدارة والقوى الأمنية، ويسعى لتوسيع قاعدته الاقتصادية المستقلة.فتصعيد الصراع في بغداد بلغ مستويات مثيرة للقلق في الأشهر التي تلت انسحاب القوات الأميركية في ديسمبر/كانون الأول 2011، حيث يحاول رئيس الوزراء نوري المالكي أن يتجاوز مبدأ حكومة الوحدة التي تمنح جميع المساهمين نصيبا من السلطة.وحتى إن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر -الذي كان تأييده عاملا أساسيا في إعادة انتخاب المالكي- وصفه بأنه «دكتاتور».كما أن عنف من سمتهم المجلة متمردي السنة ما زال مستمرا، في وقت عمل فيه المالكي على إقصاء قادة السنة السياسيين عن الحكومة.وقد شهدت الأيام الأخيرة اجتماعات بين المالكي وحلفائه في طهران، في حين يصعد المالكي من حرب الكلمات والتهديدات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي يتهمه المالكي بالتدخل في شؤون العراق.ولم تخف تركيا دعمها لكتلة «العراقية»-التي تحظى بدعم سني على نطاق واسع- وانتقدت المالكي لنهجه «الطائفي والأناني» في الحكم، كما أن أنقرة استضافت القائد العراقي «المطارد» طارق الهاشمي الذي اضطر لمغادرة بغداد على خلفية اتهامات جنائية وصفها مؤيدوه بأنها محاولة لتقويض قيادته السياسية.وتقول المجلة إن الأكراد الذين يمثلون نحو 20 % من السكان، أقاموا علاقات طيبة مع إيران قبل حقبة نظام الراحل صدام حسين، وقد تمت استمالتهم في سياسات ما بعد صدام عندما احتاجهم اللاعبون السياسيون من السنة والشيعة لترجيح الكفة لصالح طرف على حساب آخر.وقد وفر التمثيل في البرلمان فرصة للأكراد كي ينتزعوا مزيدا من التنازلات بشأن الحكم الذاتي والسيطرة على الأرض بشكل لم يكن للسياسيين العرب في العراق أن يوفروه لهم.ولم تتوقف استمالة الأكراد عند ساسة العراق، بل تجاوز ذلك إلى تركيا التي احتفت الأسبوع الماضي بمسعود البارازاني رئيس إقليم كردستان العراق، وفرشت له البساط الأحمر والتقى الرئيس التركي عبد الله غل وأردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو.وقد عاد في الآونة الأخيرة من زيارته لواشنطن حيث التقى مسؤولين أميركيين كبارا.وهنا ترى المجلة أن تلك الزيارات أتت لتصعيد تحدي البارزاني لبغداد بشأن خلاف يتعلق بعائدات النفط، ولا سيما عندما اتهم المالكي بتمهيد الطريق أمام عودة الدكتاتورية، وهدد باللجوء إلى «اتخاذ قرارات أخرى»، وهو ما تراه المجلة تهديدا غير مبطن بإعلان الاستقلال عن العراق.ويبقى الاستقلال الهدف التاريخي لأكراد العراق، حيث أظهر استفتاء أجري عام 2005 أن 98 % منهم أبدوا تأييدهم للانفصال عن العراق.وتنقل المجلة مقتطفات مما كتبته مجموعة الأزمات الدولية عن اللعبة السياسية الكردية، منها أن «الأكراد ينتظرون اللحظة التي ينجحون فيها في إزالة قيود الدولة المركزية القمعية والمتعجرفة. فهم يعلمون أنه عندما تصبح بغداد ضعيفة، يستطيعون حينئذ اتخاذ خطوات تجعل حلمهم حقيقة، ولهذا يشعر الأكراد بالقلق من محاولات المالكي حشد السلطة في يده على حساب منافسيه وإعادة بناء دولة قوية ومسلحة بأسلحة أميركية».ورغم أن الحكمة الدارجة قبل الغزو الأميركي للعراق كانت تشير إلى أن تركيا سترفض قيام كيان كردي مستقل في شمال العراق لأسباب تتعلق بالخوف من نزعات انفصالية في أوساط الأقلية الكردية لديها، فإن كردستان العراق تبدو حليفا لأنقرة في صراعها مع حزب العمال الكردستاني وشريكا اقتصاديا قويا لها.وتقول إن ذلك كله عبارة عن نظام براغماتي للمنافع المتبادلة، فقد وسع الأكراد من نطاق استقلالهم بشأن صناعة النفط فأبرموا اتفاقيات العام الماضي مع إكسون موبيل تشمل حق التنقيب في حقول لا يعترف حاليا بأنها جزء من إقليم كردستان العراق.في المقابل، لم تؤيد أنقرة أكراد العراق ضمن منافستها مع إيران على النفوذ في المنطقة فحسب، بل لأن تركيا ترى في كردستان العراق حليفا في صراعها مع حزب العمال الكردستاني.ويرى البعض أن تعاون البارزاني مع تركيا ربما يقوض تهديدات النظام السوري باستئناف دعمه لحزب العمال الكردستاني في تركيا وإحداث فوضى في البلاد، وربما أيضا يشجع الأكراد السوريين على الوقوف على الحياد تجاه الأزمة السورية.وتخلص تايم إلى أن بريطانيا وفرنسا ربما تجاهلتا أحد الشعوب عندما رسمتا حدود الشرق الأوسط في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ولكن يبدو اليوم أن أكراد العراق استوعبوا الدروس من التاريخ واستندوا إلى القول المأثور: إن في كل أزمة فرصةــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]فسخ عقد الغاز المصري ماذا يعني للسلام؟[/c]تساءلت مجلة تايم عن ما ينطوي عليه إلغاء صفقة الغاز المصري لإسرائيل من معان بالنسبة للسلام بين البلدين، وقالت إن هذا السلام مع أكبر وأهم دولة عربية بات في خطر. ومن جانبها اعتبرت صحيفة كريستيان ساينس مونتور أن إلغاء الصفقة كان أمرا محتوما بعد حقبة النظام السابق.وقالت تايم إن الإلغاء من الناحية الرسمية هو مجرد عمل، وتطور يؤسف له ويمكن تفسيره في أفلام المافيا بأنه عدم اكتراث، ولا سيما أن شركة في مصر ألغت عقد تصدير الغاز الطبيعي لشركة في إسرائيل لأن الأخيرة لم تدفع فواتيرها، وهذا يحدث بالطبع.ولكنه ليس من أحد لا يكترث لتزايد التوتر بين إسرائيل ومصر، إذ إن إلغاء الصفقة يعد كارثيا بالنسبة للنموذج الأمني لإسرائيل، خاصة أن مصر كانت منذ اتفاق كامب ديفد (قبل نحو 33 عاما) العمود الفقري للأمن الإسرائيلي، حسب تعبير مجلة تايم.
أخبار متعلقة