الفنان المسرحي قاسم عمر الذي فتح له المسرح أبوابه بكل حب لـ 14اكتوبر
لقاء/ أحمد الحامدفنان عرفناه بأعماله الهادفة التي قدمها عبر التلفزيون والإذاعة والنصيب الأكبر منها كان للمسرح وهو الآن يقدم عملاً آخر، رغم العراقيل التي واجهها إلا أنه بحماسة المبدع سيقدم عمله الجديد (الإعصار) الذي يتحدث عن الربيع العربي.صحيفة (14 أكتوبر) كان لها أن تلتقي بهذا الفنان الذي وهب للمسرح الكثير وقبل أن تسدل ستارة المسرح قال لنا في حوار مشوق معه كل ما يجول في نفسه من هموم كأي فنان يمني [c1]-الأستاذ الفنان قاسم عمر .. أين وصلت مع الجهة الممولة لمسرحيتك “ الإعصار” وما الذي يعرقل تسلمكم الميزانية رغم الموافقة عليها قبل فترة ؟[/c]-- أولاً أسمحوا لي أن أرحب بصحيفتكم الغراء (14 أكتوبر) هذه الصحيفة ذات التاريخ المشرف في سماء الصحافة اليمنية واشكر قدومكم ونزولكم إلى مواقع الأحداث. أما ما يخص سؤالكم عن مسرحية الإعصار التي هي آخر أعمال فرقة المسرح الوطني عدن وسوف تلحقها أعمال أخرى فإن ظروف إنتاجها منذ بداية الموافقة عليها في 2012م جرت بمراحل صعبة جداً كون البلاد مرت في السنة الماضية بمخاض سياسي ومنعطفات تاريخية أفرزت حكومة جديدة حكومة وفاق وطني ورئيساً جديداً لديه مهام كبيرة ونسأل الله أن يكون في عونه.ورغم أن ثورة قامت على الفساد إلا أن بعض الموظفين الحكوميين يتعاملون معك بروتين إداري معتقدين أنهم سيخرجونك عن السيطرة وقد كتب زميل اسمه (علي الذرحاني) مقالة شرح فيها معاناتي كمخرج لهذا العمل المسرحي في صحيفتكم الغراء ( 14 أكتوبر) في العدد 15413 وأخيراً وصلت الميزانية رغم أنها ليست بالمبلغ الذي طلبته ولكن نحاول أن نقدم المسرحية ونرجو أن تنال إعجاب الجمهور الكريم.[c1]- ما هي الرؤية التي يطرحها الإعصار المسرحي كنص للكاتب أحمد عبدالله سعد وكإخراج للفنان قاسم عمر ؟[/c]-- أولاً هذا التعاون هو الثالث مع الكاتب المعروف أحمد عبدالله سعد بعد مسرحيتي ( موقعة العصيد) و ( المزاد) اللتين شاركت بهما في مهرجاني ليالي عدن المسرحية الأول والثاني في عامي 2004و2005م ورشحت المزاد في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي عام 2008م وتحصلت على إعجاب الفنانين والنقاد العرب والمشاركين في المهرجان .أما التجربة الثالثة فهي مسرحية (الإعصار) وهي تحمل الهم العربي وتناقش موضوع الربيع العربي بأسلوب راق وكما تعرف أن المسرح هو مرآة الشعوب يعكس ما يدور في الساحة المحلية والعربية و الإنسانية بشكل عام. ورؤيتي الإخراجية فهي لا تبتعد عن فكرة المؤلف وإن اتخذت اساليب للعمل المسرحي مختلفة بعض الشيء،وأرجو أن أوفق في توصيل فكرة المؤلف برؤية اخراجية تليق بالنص المسرحي المكتوب.[c1]-لو تحدثنا عن (الاعاصير) التي تعصف بالوسط المسرحي اليمني ككل .. ماذا ستقول؟[/c]-- تحدث للوسط المسرحي في اليمن مأساة للأسف الشديد .. ليس هناك استراتيجية ورؤية بالعمل الثقافي والمسرح بشكل خاص .. ليس هناك برنامج عمل للمسرح في ظل ظروف اليمن السياسية والاقتصادية والتقلبات وعدم وضوح الرؤية لدى القيادة السياسية منذ يوم الوحدة، والمشروع الثقافي اليمني في تنازل لأن وزارة الثقافة في الهرم الحكومي لكل الحكومات المتعاقبة منذ يوم الوحدة إلى يومنا هذا وهي في ذيل القائمة لظروف أنتم تعرفونها.أما بالنسبة للمحافظات الجنوبية وعدن بالذات التي ظهر فيها المسرح في عام 1904م، فليس فيها خشبة مسرح واحدة متخصصة للعمل المسرحي والإبداعي. ناهيك عن تقديم (ريبورتوار)، ولكن رغم كل الظروف فالفنان في عدن بالذات يعتبر فدائياً كونه يقدم مسرحاً في ظل هذه الظروف.[c1]- اين أنت من الكيان المسمى بـ (اتحاد فناني الجنوب) أو شيء كهذا؟ وهل كان للوحدة اليمنية تأثير على الفنان الجنوبي؟[/c]-- كوني أعيش في عدن أي في الجنوب فإن من الضروري بمكان أن أكون عضواً مثلي مثل أي فنان آخر.[c1]- (التركة) من أهم أعمالك المسرحية كممثل وكمخرج، لكنها تجربة لم تتكرر في القوة والنجاح لماذا؟[/c]-- طبعاً (التركة) بجزءيها من أهم المسرحيات التي قدمت في الماضي القريب من تاريخ المسرح اليمني، وهي تجربة توفر لها كل ظروف النجاح الفني من ممثلين ورؤية إخراجية ونص حتى الجمهور شارك بفعالية فيها،وكذا الإعلام اعطاها حقها ولكن هذا لا يعني أنه ليس هناك أعمال ابداعية أخرى بالعكس هناك أعمال كوميدية وتراجيدية وأعمال ذات مدارس مختلفة قدمت في المسرح ونالت استحسان الجمهور ولكن للأسف لم تلق الرعاية المناسبة لها ولم تقدم لفترات طويلة مثل التركة والمعضلة الرئيسية أنه ليس هناك خشبة مسرح تقدم عليها العروض المسرحية إضافة إلى عوامل كثيرة (اليد قصيرة والعين بصيرة) كما يقول المثل.[c1]-خضت التجربة السينمائية في فيلم تلفزيوني ما تقييمك لهذا العمل السينمائي على اعتبار أن السينما في اليمن لم تقف على قدميها بثبات حتى الآن؟[/c]-- طبعاً السينما صناعة وما قدمته هو عبارة عن فيلم تلفزيوني صور بالطريقة السينمائية وهذه ليست التجربة الأولى فقد سبقتها تجربتان الأولى فيلم (القارب) اخراج عبدالعزيز الحرازي الذي شارك في مهرجان القاهرة للأعمال الابداعية والتلفزيونية وتحصل على الجائزة البرونزية بعد فيلمين الأول (ناصر 56 لمصر) والثاني عمل سوري لا أذكره الآن. والتجربة الثانية فيلم (شيء اسمه الحنين) انتاج عدن للمخرج سمير العفيف وهو ماخوذ من مسلسل الحنين لأعمال محمد عبدالولي والتجربة الثالثة فيلم (الرهان الخاسر) إنتاج شركة (روتانا) واخراج المخرج فضل العلفي، وهي كانت تجربة جيدة وتتكلم عن أهم كابوس يعاني منه العالم اليوم وهو الإرهاب السياسي باسم الإسلام والإسلام بريء من هؤلاء المتطرفين الذين يأخذون الإسلام كوسيلة لتنفيذ مشاريعهم المتطرفة، كانت التجربة قيمة وتحصلت على اعجاب من شاهدها. وكل عمل فني لا يخلو من العيوب والكمال لله سبحانه وتعالى.[c1]- ما هو العمل المسرحي الأهم في مسيرة قاسم عمر المسرحية كممثل ومخرج ولا أدري أن كنت كتبت النصوص أيضاً؟[/c]-- من الصعب جداً إن أجيب عن هذا السؤال لأني إذا لم أكن مقتنعاً بأي عمل مسرحي لن أمثله وأيضاً لن أخرجه. وحقيقة اقولها لك كل أعمالي أنا شخصياً أعدها جزءاً من حياتي لأني عندما أقدم العمل الفني فهو يأخذ مني الكثير من الصحة والاعصاب والمعاناة، ولكن برغبة شديدة من كل حواسي وبكل حب أقدم على هذا العمل أو ذاك.أما عن تجربة الكتابة فقد حاولت مرة أن اعد عملاً مسرحياً لممدوح عدوان وهي مسرحية (اللمبة) ويمننتها وقدمت لجمعية المعاقين حركياً وكانت من اخراج المغفور له الفقيد الفنان محمود هادي ومثلت معه في المسرحية نفسها سميتها (طريق الغد)وقدمت في مهرجان الصهاريج في نوفمبر 1995م.[c1]-ما الذي يحتاجه المسرح اليمني ليزدهر بنشاطه على اعتبار أنه مسرح عريق وله حضوره ونجاحاته في المحافل الدولية؟[/c]-- اهتمام الدولة بالمسرح .. وتعليمه في المدارس حتى نطلق جيلاً يعرف معنى المسرح وأهم شيء هو بناء البنية التحتية وهو واجب الدولة.