اليونان/متابعات:اختلفت آراء المتابعين في اليونان بشأن مشاركة اليونان في المناورات البحرية مع الولايات المتحدة وإسرائيل في شرق المتوسط، إذ يرى البعض أن أثينا تريد توجيه رسالة حازمة لتركيا، فيما اعتبر آخرون أن الرسالة موجهة لروسيا، بينما قال طرف ثالث إنها تهدف لحماية المنطقة الاقتصادية الخاصة باليونان. وقال العميد المتقاعد والمحلل الإستراتيجي فاسيليس ياناكوبولوس إن الهدف من المناورات التي بدأت نهاية مارس الماضي وانتهت يوم الجمعة الماضية، هو رفع جاهزية القوات البحرية الجوية للدول الثلاث، بهدف تعاونها مستقبلاً للسيطرة على منطقة شرق المتوسط حيث حقول الغاز التابعة لكل من إسرائيل وقبرص، مستبعداً في الوقت نفسه أي علاقة للمناورات بالبرنامج النووي الإيراني.وقال إنّ ثمة مؤشرات قوية على وجود مخزونات من الهيدروكربونات شرق وجنوب جزيرة كريت اليونانية، معتبراً أنّ تركيا من خلال علاقاتها تحاول تعطيل استخراج هذه الثروات، كما أنه من المحتمل جداً أن تمرّ أنابيب ما بين جزيرتي قبرص وكريت لنقل الغاز من حقول شرق المتوسط إلى السوق الأوروبية.واعتبر ياناكوبولوس أنه من المحتمل أن تعلن اليونان حدودها البحرية خلال فترة قريبة في حال كان هناك دعم لها من القوى الكبرى، مضيفاً أنه في حال نشب خلاف بين أثينا وأنقرة بشأن تلك الحدود، فالاحتمال الأرجح هو اللجوء لمحكمة العدل الدولية التي رأى أن احتمال فوز تركيا فيها ضئيل.كما لم يستبعد المحلل اليوناني وجود علاقة بين التدريبات والأحداث الجارية في سوريا هذه الفترة،، على غرار ما جرى في ليبيا العام الماضي.أما عارف العبيد -أستاذ العلوم السياسية في جامعة أثينا والمتخصص في الشؤون التركية- فذكّر بأنّ إسرائيل واليونان وتركيا حلفاء للولايات المتحدة، وقال إنّ الدور التركي يبقى مهماً جداً لواشنطن ولا سيما في المسألتين الإيرانية والروسية.وقال إنّ الولايات المتحدة لا تريد للاتحاد الأوروبي أن يكون معتمداً بالكلية على الغاز والنفط الروسيين، وذكّر بأن الشركات التي تقوم بالتنقيب عن الغاز والنفط في شرق المتوسط هي شركات أميركية مما يعني وجود مصالح أميركية منافسة لروسيا، وأن المناورات تنبئ بظهور محور جديد يعزز مكانة إسرائيل في المنطقة.أما فاغيليس بيساياس -أستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية- فيرى أن التدريبات تهدف لجرّ اليونان لمحور الولايات المتحدة وإسرائيل، معتبراً أنها لا تخدم مصالح اليونان ولا تمثل رغبات اليونانيين.واعتبر أنّ الحكومات اليونانية الضعيفة التي جاءت في فترة الأزمة الاقتصادية، دون انتخاب من اليونانيين، تخضع لرغبات القوى الكبرى في الدخول في تحالفات هدفها حماية مصالح إسرائيل، مقابل أوهام بالحصول على الدعم السياسي والاقتصادي من اللوبي اليهودي والولايات المتحدة.وأضاف أنّ أحداً لا ينكر وجود إشكالية بين اليونان وتركيا، خاصة فيما يتعلق بقبرص، لكنّ هذا ليس السبب الحقيقي لاشتراك اليونان في هذه التحالفات كما تدّعي الحكومة اليونانية، حيث كان أعضاء يشاركون فيها اليوم، يفضلون الدخول في حلول أكثر سلمية منذ سنتين فقط، وخلص إلى أن ما تقوم به اليونان اليوم ليس سياستها الخارجية بل هو سياسة إسرائيل الخارجية.في المقابل لم ير يورغوس تسيبوكيس -الكاتب في موقع ديفينس بوينت في مشاركة اليونان في تلك المناورات العسكرية أيّ رسالة لتركيا، بل هو تعزيز للتعاون بين البلدان الثلاثة ذات المصالح المشتركة في المنطقة، وأهمها الغاز الطبيعي الذي اكتشف بين إسرائيل وقبرص ونقل عبر اليونان لأسواق أوروبا.وذكّر تسيبوكيس أن تركيا كانت تشارك قديما في هذه المناورات قبل توتر علاقاتها مع إسرائيل.
أخبار متعلقة