جميل كامل محمد عبد القادركان والدي يسكن في حارة الشريف أيام شبابه وكان الصديق الحميم والأخ الوفي لوالد الفنان احمد بن احمد قاسم الذي كان يعيش في جوار منزله.. كانا بمثابة اخوين وعندما داهمه المرض وحين كان يلفظ أنفاسه أسرع احمد بن احمد قاسم وكان عمره آنذاك 4 سنوات في استدعاء الوالد المرحوم كامل فعرف انه في وداعه الأخير حيث امسك رأسه وكان يقطر في فمه قطرات الماء وهو يقول للوالد أمانتك أولادي احمد ونجاة . أريد منك أن ترعاهم وتهتم بهم فعمل بالوصية حتى شبوا وأمهم- الله يرحمها -لم تتزوج حتى وافتها المنية وعندما بدأ احمد يعمل ويعيل أمه وأخته نجاة قرر أبي الزواج ليكمل حياته الأسرية ووفقه الله بذلك وها نحن نعيش حاملين آسسه بعد أن أدى الأمانة بأكمل وجه وهذه المعلومية عارفة بتفاصيلها أخته نجاة احمد قاسم وهي على قيد الحياة ويمكن الرجوع إليها إذا طلب الأمر وأحبت أن اسرد تلك المعلومية لكي اعرف الجميع بأن ولوالدي الفضل الكبير في إنشائه ووصوله إلى هذا المستوى الفني العالي بعد الله سبحانه وتعالى القائل ( فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) صدق الله العظيم هذا ما أردت أن أتحدث به لإضافته إلى ذكريات رحيله مستقبلاً وكان يهتم به من الناحية التعليمية ويصطحبه إلى المدرسة يومياً وكذا العودة وكان احمد بن احمد قاسم يعتبر والدي في مقام أبيه لما لمسه من حنان وحب وعناية فائقة ويوفر له جميع متطلباته الضرورية حتى لا يشعر انه فقد والده وفي العصرية يذهب إلى المدرسة ليتعلم على الموسيقى وبداية مشواره كان يتدرب على الكمان وفي فترة وجوده في المدرسة لأجل التدريب كان والدي رحمه الله ينتظره خارج بوابة المدرسة حتى ينتهي من التدريب ومن ثم يعود به إلى البيت بشكل يومي الصباح في المدرسة والعصر للتعلم على آلات الفن واستمر في هذا المشوار حتى شب وأصبح يعتمد على نفسه ويهتم بأمه وأخته نجاة احمد قاسم بعد أن أدى الأمانة التي حملها بعد وفاة صديقه الذي هو بمثابة أخيه نتيجة الإخلاص الذي كان يربط بينهما وتزوج والدي وعندما كانت والدتي تنجب ولداً وأبنتاً يتم تسميته من قبل أم احمد بن احمد قاسم الله ـ يرحمها ـ وأخته نجاة وأي اسم تطرحانه أبي يوافق عليه وكان يكن لهما احتراماً كبيراً وفي الأعياد دائماً يأخذنا أبونا إلى عندهم ونمكث هناك من الصباح حتى المساء وكذلك زيارات العيدروس وهكذا مرت السنون ونحن على هذا المنوال وكانت ذكريات حلوة أيام الطفولة وما زالت في ذاكرتي إلى يومنا هذا ما جعلني امسك قلمي واسرد جميع أفكاري وما لمسته والذكريات التي كان والدي يذكرنا بها أيام ما كان عازباً والحياة القديمة كيف كانت والصداقة الأخوية الصادقة التي تربطهما بكل أمانة وإخلاص في تحمل المسؤولية بعد وفاة صديقه وهذه دلالة قاطعة لكيفية الحياة أيام زمان وياريت نستفيد منها ولو الشيء البسيط في حياتنا اليومية، - الله يرحم تلك الأيام-. وبعد أن توفيت الوالدة أم احمد قاسم الله يرحمها ووالدي ـ يرحمه الله تلاشت هذه الذكريات وانقطعت ولكنها ما زالت في أذهاننا لا تنسى ابداً وما زالت اذكر أولادي عن كل الحكايات التي مرت في أيام زمان وقصة والدي والصداقة التي كانت تربطه بوالد الفنان احمد قاسم الله يرحمه ويرحمنا جميعاً. فذكر فإن الذكرى ناقوس يدق في أذهاننا والذكرى تاريخية لا تنسى ابداً . وبهذا أكون وفقت بما تذكرت وعفواً عن التقصير إن خانني التعبير فيما سردته في ذكريات الوالد كامل قابل وارتباطه بحياة الفنان احمد بن احمد قاسم والله من وراء القصد.
|
ثقافة
ذكريات والدي المرحوم كامل محمد عبدالقادر قابل مع الفقيد الفنان أحمد بن أحمد قاسم
أخبار متعلقة