كم تمنينا أن نغادر ربيعا من الصراع وثقافة الاختلاف والتنازع التي استعملت فيها كل الأسلحة المحرمة وغير الأخلاقية في معركة ثورية فجرت الخلافات الحزبية والسياسية والاجتماعية والطائفية والمناطقية فأصبحنا نقتات على جثث القتلى وأخبار الموتى ونمسي على عويل الثكالى. هذه الأمة مكتوب عليها ألا تغادر أحزانها ولا تفارق مآسيها وتعيش في ثقافة الكراهية والشقاق وتنشئ أجيالا تمتهن ثقافة العنف وتحتكم للسباب والتسفيه .فما كادت رياح الثورات وصرخات الساحات والميادين تخفت وتضعف وتفاءلت الأمة خيرا بالرجوع إلى ثقافة الحوار ونسيان الماضي والنظر إلى المستقبل حتى تجددت هذه الصرخات الحزبية الثورية ولكن بلباس ديني طائفي هذه المرة ، فقد أطلقت الدعاية الإعلامية الضخمة للإخوان المسلمين القادم الجديد المخيف للساحة العربية والإسلامية حملات التشهير والتضليل ضد الشيخ ضاحي بن خلفان ، الذي لم يخرج عن الملة أو أفتى بالاستعانة بالناتو لقتل المسلمين ، بل لأنه انتقد احد مشايخ الإخوان الذي فرض نظرته الحزبية والثورية على بلاده المسالمة ، ولأنه رفض أن يكون وطنه ساحة لتصفية الحسابات الحزبية والسياسية والمذهبية .الإخوان المسلمون الذي رفعوا شعار الديمقراطية والحرية والتعددية والقبول بالرأي الآخر تقية حتى يصلوا إلى العروش ويفجروا مدرجات السلم الذي أوصلهم إلى الحكم لم تحتمل ديمقراطيتهم نقدا صادقا وبلغة رفيعة ومسؤولة لأحد مشايخهم الذين يتعاملون معهم بقدسية حتى أصبحوا (تابوهات) ينظر إليها بأنها تمثل ظل الله على الأرض ومن ناقشهم فقد كفر ، الغريب في هذه الحملة الاخوانية المقدسة على الإمارات وحكامها توظيف الدين في معركة سياسية حزبية تحتمل الرأي المخالف ، فبالأمس كان الشيخ ضاحي فارس الإسلام حينما تمكنت شرطة دبي من فضح الموساد في جريمة المبحوح ، واليوم يوصف بالإجرام وتشن عليه الحروب الإعلامية والكلامية، والأنكأ أن صدور التنظيم وقادته ما زالت توغر السم على قضية عادية ومتوقع حدوثها في الملعب السياسي لتنتقل المعركة إلى مجلس الشعب المصري وترفع مطالب بمحاسبة دولة الإمارات وطرد سفيرها من مصر ، والسؤال الذي يصعب إيجاد سؤال له إن المعركة استمرت وانتقلت إلى مواطن الربيع العربي لتقحم خطب الجمعة ويتبارى الإخوان على إدانة التعرض للحوم العلماء فهي مسمومة بين دماء الشعوب التي أريقت بسبب فتاوى الإخوان ونبشت كل أسلحة الزيف والكذب لهذه المعركة الاخوانية فقد اتهم الشيخ بأنه مناوٍئ للإسلام ويكره الإسلاميين وعميل لإسرائيل وتم التشكيك في أصوله العربية وتم رفع صورته في الساحات والميادين الثورية وسفهاء الناس ينتقصونها بصورة لا تعبر إلا عن حقد وأنفس مريضة لا تؤمن بالخلاف البسيط فضلا عن أن تكون حاملة شعار الحرية أو الديمقراطية .الشيخ ضاحي رجل يعربي له مواقف وصولات شجاعة ترفض الباطل والتلاعب بالدين وتجاوز القيم الإسلامية والعربية ، فمواقفه الوطنية التي يخالف فيها الطبقة الحاكمة معروفة، وهو شخص مهني وشجاع ويشهد له العدو قبل الصديق بالكفاءة والنزاهة وصفاء النفس واليد، فيا ليتنا نتجاوز ثقافة الهدم والتشكيك ونحترم الآخرين ونستعيد عبارة : “ يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه “ . فهكذا تبنى الأوطان لا بالشعارات والكذب والزيف والتضليل ، فهل من مستجيب ؟!.
ضاحي بن خلفان .. في مرمى الإخوان
أخبار متعلقة