عملية الاستهداف الممنهجة للمقولة/ الحقيقة : (الحراك الحامل السياسي للقضية الجنوبية) في تداولات الخطاب السياسي الإعلامي الراهن ليست عفوية أو حاجة نضالية استدعتها ضرورة المرحلة، تاريخيا تلك المقولة/ الحقيقة لم تتفتق عن ترف تنظيري بل استولدها إجماع الشارع الجنوبي المنتفض فارضا على النخب السياسية التعامل معها كواقع نضالي، بدا اللغط حولها على شكل حشرجة صوت خجول مرتجف ثم أخذت نبرته تزداد حدة ببازار التعاطي الإعلامي السياسي، كأنها بالون اختبار لقياس رد فعل الجماهير من عملية إقصاء محتملة “للحراك” المتصدر حتى اللحظة للمشهد السياسي الجنوبي والقائد لشارعه المنتفض سلميا، ما يجب التنويه له أن القلق لم يكن يوما من بروز الوجوه الجديدة والشابة، لان ظهورها ضرورة للتجدد و التواصل الثوري استمرارا لحيوية المسيرة في مواجهة مخاطر الجمود أو الفراغ الذي تحدثه الاعتقالات، ما يثير الريبة المقاصد من وراء توقيت اشتداد سعار حملة التحريض الإعلامي السياسي الأمني أن (الحراك) لم يعد الحامل السياسي للقضية الجنوبية و في أحسن حال تحجيمه كفصيل.توجه بالتأكيد ليس بريئا اعتبارا انه يفسح أكثر من نافذة تمرق منها مشاريع لا تربطها صلة بمطالب خط البداية للنفرة الجنوبية، خطر داهم قادم يعيد للذاكرة سيناريو مشابها لما تعرضت له ثورة إسقاط النظام لشباب ساحة صنعاء و المدن اليمنية الأخرى شمالا، التي شهدت بعد تسلل (المؤلفة قلوبهم) إلى ساحتهم خط انكسار على أنغام الفرقة أولى مدرع من إسقاط النظام إلى التغيير توج بنهايته تسوية تقاسم السلطة و الثروة وفق الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، نجاح تحالف (الإسلام السياسي + العسكر + القوى التقليدية) باحتواء ثورة الشباب شمالا يطرح بقوة احتمالات مخاوف من استخدام (طيش الشباب) مطية للالتفاف على (الحراك) صاحب الامتياز الحصري بالثورة الجنوبية السلمية المعاصرة.الإجماع الجنوبي أن (الحراك) حركة تحرر وطني رائعة بكل المقاييس لا يلغي بالضرورة عملية تقييمه و النقد البناء له، كأي حركة ثورية قد تحدث فيها بعض الثغرات المحظور وطنيا استخدامها للتشنيع بالثورة و المحمود وطنيا تجاوزها من خلال عملية إعادة بناء نضالية , لذلك من ابرز ما يؤخذ عليه عدم قدرته على ملء الفراغ عندما بدأت تعصف بنظام صنعاء صراعات أجنحته كما كان يؤمل منه، خاصة انه اثبت قبل ذلك قدرته على إسقاط مناطق.ما يؤسف له أن اذرع نظام صنعاء المتأسلمة هي من تملأ الفراغ بعد إسقاطها حراكيا، ثغرة خطورتها تكمن في أنها عكست للخارج المراقب لمجريات الأحداث انطباعاً سلبياً بأنه غير مؤهل عمليا لاستعادة دولة. لتواجد المصالح الحيوية للقوى الكبرى أصبح استقرار المنطقة مسألة امن قومي لها ترفض فيها المراهنة على المجهول.عودة لما بدأنا التلميح له حول حملة استهداف (الحراك) وتوقيت ترويجها، مسالة غير عفوية لان في الرأس خبراً مسبقاً لتنفيذ أجندة الالتفاف على القضية الجنوبية من خلال استهداف حاملها السياسي، بالطبع نجاح عملية تآمرية كهذه تطلب إفراز خطاب سياسي إعلامي تشكيكي، لإحداث ثغرة تفسح المجال لمرور التسويات المرتب لها مسبقا بمطابخ الجوار الإقليمي، تحد يفرض اعتماد أولوية خيار أن الشعب الرافعة الأساسية للحق الجنوبي و انتصاره الحتمي، قول لا يقلل من أهمية العامل الخارجي الذي على (الحراك) إعطاء مقدمات مادية على الساحة تؤشر إلى ذهابه الجاد نحو الدولة المدنية القادرة على ضمان سيادته على أرضه، مما يعني ضمنا طمأنة الخارج على سلامة وامن المصالح المشروعة لكل الأطراف، حينها فقط لن يقف العالم الحر حائلا امام تطلعات شعبنا و حقه باستعادة الدولة.[c1]*منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن.[/c]
|
آراء
فــي الــــرأس خــــبـر..
أخبار متعلقة