إلى الشيخ محمد الإمام
“حزب الحراك فضحه الله” هكذا قال الشيخ محمد الأمام في تسجيل صوتي بث على شبكة الانترنت هاجم فيه الحراك الجنوبي وأعتبر ما يقوم به الحراك أفعالاً شيطانية وإجرامية، ولم يكتف بذلك بل اعتبر الحراك متمرداً على شرع الله وحقوق الله، واتهم الحراك بأنه يريد الملك، ويقطع الطرقات ويسرق الناس ، ويرعب الآمنين .بداية لا أدري كيف يصنف الشيخ محمد الإمام الحراك الجنوبي بأنه حزب، هذه النقطة بحذ ذاتها تبين جهل الشيخ بما يدور في الجنوب، أو انه يحاول أن يغطي الشمس بغربال من خلال هذه التسمية والمصطلح الجديد، ولو كان الحراك حزباً سياسياً منظماً لكان الحال اليوم غير الحال ولكن الحراك حقق أهدافه أو جزءاً كبيراً منها. تجاهل الشيخ أن الحراك الجنوبي وبإجماع كل الباحثين والمهتمين هو حركة شعبية سلمية ظهرت في جنوب اليمن عام 2007م نتيجة للتهميش والتجهيل والإقصاء المتعمد، والغدر باتفاقيات الوحدة واتفاقيات الشراكة التي وقعت بين دولتين، ونتيجة مساهمة من يدعون أنهم علماء ومشايخ في الظلم الذي وقع في الجنوب طوال عشرين عاماً ولم نسمع منهم كلمة حق، أو مناصرة لمظلوم، واليوم عندما خرج الشعب في الجنوب يطالب بحقوقه التي وهبها له الله سبحانه وتعالى نسمع هذه الخطابات المتشنجة والتحريضية وغير العادلـــة التي هدفها واضح ولا لبـــس فيه “ رفض وجود القضية جنوبية“ وتكريس الظلم على الجنوب وأبنائه. نعم لقد فضح الله كل من تستر بالظلم ودافع عن الظالم، فضح الله كل من حاول أن يشوش على القضية الجنوبية ويصدر فتاوى وخطباً رنانة لم يعد لها قبول في الجنوب وستكون نتيجة هذا التحريض عسكية، لأنه وباختصار جنوب اليوم لم يعد جنوب ما بعد 1994م . ولأن القضية الجنوبية أصبحت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، الصديق والعدو يتكلم بها، ويتحدث عنها، وعن المظالم، والنهب والسلب، والإقصاء التهميش والغدر والخيانة ،هذا ما فضحه الله خلال السنوات الأخيرة ياشيخ إن كنت تفقه الواقع وتتابع الأحداث وما يدور داخل البلاد وخارجها .لسنا قتلة ولا قطاع طرق ولا متمردين على شرع الله، نحن باختصار ياشيخ خرجنا نئن من وطأة ظلم وفساد حكامكم وولي أمركم وفتاواكم ومحاضراتكم التحريضية، وعدم قولكم كلمة الحق، خرجنا لأننا مسلمون سنة نتبع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال “ أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر “ ، خرجنا حتى ننكر المنكر ونحق الحق، وننتصر للأجيال التي همشت وجهلت وضاعت في أتون الفساد داخل البلد وخارج حدودها، خرجنا لأننا أصبحنا “ لاشيء” في وطن كان في يوم من الأيام دولة ذات سيادة ومعترفاً بها في كل المحافل الدولية، خرجنا لأننا نريد أن نعيش بكرامة وعز وكبرياء، خرجنا لأن الجنوب أصبح ساحة مستباحة لتصفية حسابات لا ناقة لنا ولا جمل فيها ، خرجنا لأننا أصحاب حق ونحن على ثقة أننا سوف ننتصر لأن الحق في الأخير هو المنتصر .ومعروف اليوم من يقتل ويسرق ومن له مصلحة في حالة الانفلات الامني في الجنوب، ومعروف أيضاً من يقف وراء قطاع الطرق والبلاطجة والإرهابيين، فتش عنهم جيداً ياشيخ أو اسأل أهالي المناطق التي تحصل فيها هذه الجرائم وستجد الإجابة الشافية والكافية، اسأل عمن يقتل ضباط الأمن السياسي في الجنوب، وعمن يريد إشعال فتنة بين قبائل يافع وردفان والصبيحة وعمن له مصلحة في تجييش الشماليين ضد الحراك، افقهوا الواقع جيداً حتى تقدروا أن تصدروا أحكامكم وفتاواكم وتكونوا منصفين لأنفسكم اولاً ولمحبيكم ثانياً. وأخيراً كنت أتمنى على الشيخ أن يتكلم عما يدور في محافظة أبين منذُ شهور، وان يقف مع نازحيها وسكانها الذين أصبحوا مشردين خارج المحافظة، وان يدعو إلى حملة تبرعات لهم حتى يخفف من معاناتهم ، لكن لا نمني أنفسنا في شيء لا يريدونه، ويخالف ما يؤمنون به ويسعون لتحقيقه، لو كان وجد العدل والإنصاف عند الجميع، وخصوصا من قبل المشايخ ورجال الدين، لما رأينا الشعب في الجنوب اليوم خرج في حراك سلمي يطالب بحقوقه العادلة .لستُ قيادياً في الحراك ولا أنتمي إلى أي هيئة من مكوناته ولكني جنوبي مظلوم أخرجه الظلم والقهر والتهميش ضمن الشباب العاطلين عن العمل في 2007 م ، فهل يعني ذلك اني قاتل أو قاطع طريق أو عدو الله؟ !!الحكم للقارئ الكريم .