سأنتظر ربما ثلاثة أشهر لا أكثر وأمر بعدها على أنحاء عدن لأرى من لازال على قيد الحياة (هذا إذا لم اقتل قبلها) لا ادري حينها هل سأجرؤ على أن افتح شباكاً ذات صباح لاسلم على جاري أو أصافح وجه الصبح أم سيبادرني أنصار الشيطان وأزلامه بمطر من حقد ورصاص (ربما أصبحوا رباً جديداً يأتون بملك الموت إلى مدينتنا ) .تقتلني التساؤلات احياناً!!!! هل سيصبح لي حق في أن أرى ما وهبك الرحمن من ماء طهور أم أن عبق بحرك سيصادر أيضاً؟!.عدن هذه المدينة الآمنة (سابقا) لم تعد كذلك لا شيء يمتلكه أبناؤها بعد أن سلب منهم كل ما يملكون سوى الخوف يقتاتون به .مدينة الله التي كانت تقبل كل من يأتيها فاتحة ذراعيها للجميع قطع اليوم ذراعاها وعجزت عن لملمة جثث أبنائها (حتى القبور امتلأت بهم ) .حين تستفيق عدن صباحا ترتدي ثوب الحداد لابد لتلك الأم الثكلى أن تذرف ادمعها صباحا ومساء ( وجب عليها إلا تخلعه فالموت رفيق دائم ).أي شتات الم بك يا طاهرة وأي حقد يعتريهم وأي كيد يكيدونه من كنت لهم الام اليوم يهدونك ِالخراب.. مؤلم أن يمر عيدك وابناؤك جزء من ترابك .عام وازيد من خراب وهم لا يجيدون سوى العبث بك ونشر الكراهية باروقتك وشوارعك يزرعون الخوف والقلق ويلقون بظلال الموت.. ترى أي ثمن يقايضون به امانك وأرواح ابنائك... أي جنة هم موعودون بها وجنة الله في الأرض يهدمونها .ترى بعد ذلك هل سأجد من يلقي السلام في مدينة السلام؟ (ربما !!الموتى أيضاً تلقى عليهم التحية ).حين اكتب عن عدن اكتب بحروف من ألم وحنين ، من الصعب أن ترى امك تموت امامك وترثيها بقصيدة من وجع.
|
آراء
عدن ...قصيدة من وجع
أخبار متعلقة