على مدى العقود المقبلة، ستتوقف تغذية سكان العالم الآخذة أعدادهم في التزايد وضمان الأمن الغذائي والتغذوي للجميع على زيادة الإنتاج الغذائي. وهذا، بدوره، يعني ضمان الاستخدام المستدام لأهم مورد من مواردنا المحدودة، ألا وهو الماء. وموضوع اليوم العالمي للمياه لهذا العام هو المياه والأمن الغذائي. والزراعة هي أكبر مستخدم رئيسي للمياه العذبة على الإطلاق. وما لم نزد في قدرتنا على استخدام المياه بحكمة في الزراعة، فإننا سنفشل في وضع حد للجوع بل سنفتح الباب أمام مجموعة من الويلات الأخرى، من بينها الجفاف والمجاعة وانعدام الاستقرار السياسي.وفي أرجاء كثيرة من العالم، تزداد المياه ندرة ولا تزال معدلات النمو في الإنتاج الزراعي في تباطؤ. وفي الوقت نفسه، يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم المخاطر وعدم القدرة على التنبؤ بالنسبة للمزارعين، وخاصة بالنسبة للمزارعين الفقراء في البلدان ذات الدخل المنخفض الذين هم الأكثر ضعفاً والأقل قدرة على التأقلم.وتؤجِّج هذه التحديات المترابطة التنافس بين المجتمعات والبلدان على موارد المياه الشحيحة، مما يؤدي إلى تفاقم معضلات أمنية قديمة وإيجاد وظائف جديدة والحيلولة دون إعمال حقوق الإنسان الأساسية في الحصول على الغذاء والماء والصرف الصحي. ولأن ما يقرب من بليون شخص يعانون الجوع، ولا يزال نحو 800 مليون شخص يفتقرون إلى إمدادات مأمونة من المياه العذبة، فإن هناك الكثير مما يجب علينا القيام به لتعزيز أسس الاستقرار المحلي والوطني والعالمي.وسيتطلب ضمان الأمن الغذائي والمائي المستدام للجميع المشاركة الكاملة من جانب جميع القطاعات والجهات الفاعلة. وسيستتبع ذلك نقل التكنولوجيات الملائمة للمياه وتمكين صغار منتجي الأغذية والحفاظ على خدمات النظم الإيكولوجية الأساسية. كما سيتطلب وضع سياسات تعزز حقوق المياه للجميع وقدرة تنظيمية أقوى والمساواة بين الجنسين. كما أن الاستثمار في البنية التحتية للمياه وتنمية المناطق الريفية وإدارة الموارد المائية أمور أساسية في هذا الصدد.وينبغي لنا جميعا أن نكون مسرورين بتجدد اهتمام الساسة بموضوع الأمن الغذائي، كما يتضح من الأولوية القصوى التي أولتها لهذه المشكلة مجموعة الثمانية ومجموعة العشرين في جداول أعمالهما، وبالتركيز على الصلة الرابطة بين المياه والغذاء والطاقة في تقرير الفريق الرفيع المستوى المعني بالاستدامة العالمية الذي أنشأته، والعدد المتزايد من البلدان التي تتعهد بالتبرع لإطار عمل الارتقاء بمستوى التغذية.وبمناسبة هذا اليوم العالمي للمياه، أحث جميع الشركاء على الاستفادة الكاملة من الفرصة التي يتيحها مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ريو + 20. وفي ريو، نحن بحاجة إلى الربط بين الأمن المائي والأمن الغذائي والتغذوي في سياق اقتصاد أخضر. وسيكون للمياه دور محوري في صوغ المستقبل الذي نصبو إليه.
رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للمياه
أخبار متعلقة