إعداد/ إدارة الثقافةعاشت وردة في محيط غربي فرنسي لا يعترف باللغة العربية وعلى الرغم من هذا كله كانت الطفلة وردة تغني لكبار الفنانات العربيات من بينهن أم كلثوم وأسمهان وفيروز ونور الهدى من دون فهم معنى الكلمات الصعبة للاغاني فكانت تؤديها حسب مشاعرها كطفلة لذا كانت تكتب الأغاني العربية بالأحرف اللاتينية ثم تتدرب على قراءتها ودندنتها بعد سماعها عدة مرات وبتأنٍ.كما كانت تغني وردة لكبار الفنانين الفرنسيين آنذاك من بينهم أديت فياف وشارل ازنافور كما كانت لها القدرة الكبيرة على التقليد والحفظ رغم صغر سنها.في إحدى الليالي كانت وردة تغني للسيدة أسمهان فسمعها الملحن السوري وأعجب بصوتها وبطريقة أدائها للاغاني الصعبة فلما انتهت ذهب إلى والدها ليقنعه بضرورة الاهتمام بها فنياً وطلب منه الموافقة على التعاون معه ومع ابنته فوافق والدها وقدمها للملحن فكانت بدايتها الفعلية والفنية الخاصة .وفي سنة 1959سافرت وردة إلى دمشق وهناك غنت للسوريين في نادي ضباط سوريا.وبعدها سافرت إلى لبنان بيروت تحديدا حيث تهاطلت عليها العقود السينمائية حيث اتصل بها المخرج اللامع أنداك حلمي رفلة برفقة الفنان الوسيم عمر الشريف وطلبا منها المشاركة في فيلم سينمائي فكانت مترددة لأنها تجهل مصر فهي لم تزرها بعد وبحكم أنها كانت جديدة في الميدان الفني.بعدها اتصل بها مقيم الحفلات وليد الحكيم وطلب منها المشاركة في الحفل السوري الكبير (أضواء دمشق) فوقفت مباشرة وغنت (أنا من الجزائر - أنا عربية) ونالت بهذه الأغنية إعجاب الجمهور الحاضر والعرب لأنه كان منقولا مباشراً على الإذاعات ونجحت بالرغم من غنائها إلى جانب الكبار من بينهم وديع من لبنان وشادية وعبد المطلب من مصر.في سنة 1960برزت وردة وغنت للوطن وللحب فانهالت عليها العقود من طرف كبار الملحنين من بينهم فيلسوف النغمة العربية كما يسميه البعض (رياض السمباطي) وغنت أيضا لمحمد الموجي، بليغ حمدي فريد الأطرش فأصبح صوتها ينافس كبار الفنانين مثل فايزة احمد شادية وهدا التنافس نتج عنه جودة الأغنية العربية وتطورها.سنتان تمران من العمر الفني للسيدة وردة ففي 1962 كانت فرنسا تجر أذيالها قاطعة البحر لقد انتصر الوطن وها هي الجزائر قد استقلت وها هي وردة تعود إلى بلدها بعد الغربة الطويلة وهنا في بلدها تعرفت على احد الدبلوماسيين فطلب منها الزواج ودام ذلك 10سنوات توقفت فيها عن الغناء تماماً وتفرغت لبيتها وأنجبت ولدا أسمته رياض وبنتا أسمتها وداد والاسم العائلي هو قصري.وبعد مرور 10سنوات وبالتحديد سنة1972 كانت الجزائر تحضر للاحتفال بالذكرى العاشرة للاستقلال فاتصل الرئيس الراحل هواري بومدين بوردة طالبا منها المشاركة في هذا الاحتفال الكبير لكنها أخبرته بعدم استطاعتها لمنعها من قبل زوجها عن الغناء وبعد اخذ ورد قررت السيدة وردة العودة إلى الفن والغناء بقصيدة (عدنا إليك يا جزائرنا الحبيبة) من كلمات صالح خرفي والحان بليغ حمدي.وكانت قصيدة رائعة وبذلك بدأت انطلاقتها الثانية في عالم الفن وتم طلاقها لتسافر إلى القاهرة.وفي القاهرة تحصلت على عدة عروض فنية من ملحنين كبار من بينهم الملحن الشاب بليغ حمدي الذي أحبها حباً شديداً فكان الزواج وبداية المجد فكان ابرز ما لحن لها - يا أهل الهوى -اسمعوني إيه ولا إيه أولاد الحلال معندكش فكرة.بعدها تعاملت مع ملحنين شباب مثل صلاح الشرنوبي البوم بتونس بيك والبوم حرمت احبك الذي نجح نجاحاً كبيراً وعادت للواجهة وللمجد بعد غياب طويل كما مثلت عدة مسلسلات منها أوراق الورد وأفلام من بينها حكايتي مع الزمان وأخيراً مسلسل أن الأوان الذي فشل وللأسف وفشلت الأغاني معه ومن بينها الأغنية الأكثر من رائعة كأنك معايا. [c1]أجمل ما غنت وردة[/c]أوراق الورد- لولا الملامة - وحشتوني -مال واشتكى - في يوم وليلة -بودعك -الوداع - قلبي سعيد- بنده عليك- معندكش فكرة- بعمري كله حبيتك- اكذب عليك -الغربة- بتونس بيك -حرمت احبك -كأنك معاياأجمل ما غنت للوطن الحبيب عيد الكرامةعيد الكرامة والفدا يا عيد هلت على وطني بفجر جديد يا أغلى أعيادنا يا رمز لأجدادنا احكي لأولادنا احكي وسمع الدنيا قريب وبعيد قصة كفاح امة وشعب مجيد يا عيد بلادي بلادي حبك في وجدانييا أغلى أنغامي والحاني يا أرض الطفولة والأرض والصبا بنتغرب ونرجع للام الطيبة وفي كل خطوة نسمع أهلا ومرحبا بلدي يا بلدي فداها ألف شهيد وعاشت بلدي الجميلة عربية حرة أصيلة يا جزائر لياليك سعيدة محلاك محلاك أعيادك بالفرحة جديدة تجمعنا معاك صوتي إن شدا بحبك في كل مكان وردد للعالم بكل لسانوحبك يا جزائر على جبيني وسام يا ارض البطولة على مدى الأيام.
|
فنون
المطربة وردة الجزائرية وفصول جميلة بين الحياة والغناء
أخبار متعلقة