استغاثة مثقفإلى وزير الثقافة المحترمالأخ وزير الثقافة المحترم.. أسعد الله أوقاتكم بكل خير وأتمنى أن تتكرم بقراءة هذه السطور التي أكتبها على عجالة وفي لحظة (غضب تاريخية) أعيشها مع نفسي المكلومة بسب الأوضاع المزرية على كافة الأصعدة.وعلى رأسها الوضع الثقافي الذي أصبح يدمي القلب حقاً ويترك في أعماق الروح غصة مريرة ومميتة إلى حد أننا كرهنا أنفسنا فعلاً وأصبحنا نفكر بعقلية النوارس والطيور المهاجرة الأخرى التي تبحث في الغالب عن سواحل جديدة قريبة أو بعيدة أو حتى في (تنكة بلاد النامس).يا سعادة الوزير الدكتور (المثقف الوطني) المعروف والمشهود له بالكفاءة والنزاهة، الوضع الثقافي - وأنت مسؤول عنه - مخيف للغاية وينذر بكارثة وطنية واجتماعية وحضارية مستقبلاً وربما في القريب العاجل.لأن الثقافة يا صاحب السعادة هي الأرضية الحقيقية واللغة الرسمية (الحضارية لأي شعب) وهي العنوان الأبرز لصيغة الوهج المدني والجمالي الإبداعي والإنساني الذي يحيا في كنفه أي شعب أو أمة، هنا أو هناك.. في الشرق أو في الغرب.يا دكتور عوبل عافاك الله وسدد خطاك الإخوة في وزارة الثقافة (الله يهديهم) ويثبتهم على الفعل النبيل منذ فترة طويلة (عقود عديدة) يتحدثون ولا يعملون إلا في (الربيع) والجو بديع، أين المسرح الوطني يا سيدي؟.. أين الكوميديا الضاحكة من حياة الجماهير؟أين المهرجانات الوطنية التي كنا نشهدها ونزهو في عوالمها الجميلة الخضراء؟.. مهرجان الأغنية اليمنية.. مهرجان الرقص الشعبي.. الأعمال الفلكلورية المختلفة.. المعارض الفنية والتشكيلية التي كانت بالجملة.. الأعمال الدرامية الرائعة (جادة وضاحكة).أين دور السينما؟.. لماذا لا تكون لنا أماكن راقية لدور العرض السينمائي؟.. لماذا تعيش الأغنية اليمنية العريقة في هذه الكهوف المخيفة؟.. بهذا الشكل المزري حقاً.. لماذا لا نحتفل بمبدعينا القدامى الأجلاء؟.. لماذا يموت الفنان اليمني قهراً وكمداً وفي مساحة أنين لا تنتهي إلى أن يلتقي الشيخ الجليل والشهير (عزرائيل)؟.لماذا لا تكون لنا دار للعزف الاوبرالي كباقي الخلق أم أن (الكعكة بيد اليتيم عجبي)، لماذا لا تراعون الفنانين والمبدعين (صحياً ومادياً ونفسياً)، لماذا لا يكون لهم مشاريع سكنية محترمة تحفظ لهم آدميتهم وروحهم الإبداعية ونسيج عطاءاتهم الفكرية.لماذا نعود إلى الخلف دائماً ولا نتقدم إلى الأمام كباقي خلق الله في الأرض؟.. لماذا تموت أحلامنا قبل أيامنا وتذوب كالملح في محيطات معاناتنا الأزلية؟.. لماذا تجف ينابيع فرحنا وبهائنا ونذبل في عز الربيع؟.لماذا تغرب الشمس قبل موعد شروقها وتموت في وريدها أهازيج السنابل.. ابتسامات أقمار الياسمين والأمل الجميل؟.. لماذا.. لماذا.. بحق الله لماذا يحدث لنا هذا يا دكتور عوبل.. أيها السياسي والمفكر المعروف؟.لابد من رؤية لإستراتيجية جديدة في الحقل الثقافي والفكري والإبداعي باعتباره العنوان الأبرز للهوية الوطنية كما أن الثقافة هي المحدد الأدق الذي نستطيع من خلاله أن نعرف حجم تطورنا وملامح الغد الأجمل الذي ننشده جميعاً بتفاؤل زاه كابتسامات قوس قزح.
|
ثقافة
سطور
أخبار متعلقة