وهيبة العريقيتتيح الحملة الوطنية للتحصين ضد مرضي الحصبة وشلل الأطفال، في مرحلتها الأولى، لفلذات الأكباد في الفئة العمرية من (6 أشهر- 10 سنوات) الحصول على جرعة من لقاح الحصبة، حتى لمن سبق تطعيمهم ضد الحصبة أو غيره من أمراض الطفولة القاتلة. فالتحصين وإن تكرر لا شك كفيل بحمايتهم ووقايتهم من الإصابة وبتجنيبهم مخاطرها المهلكة.وقد حرصت وزارة الصحة العامة والسكان على إقامة هذه الحملة الجاري تنفيذها كمرحلة أولى في (عدن، لحج، أبين، البيضاء، شبوة، ذمار، صعدة)، لمدة أسبوع واحد وعلى نحوٍ متواصل دون انقطاع، للفترة من 10 - 15 مارس 2012م. وهي بوجه عام تستهدف تطعيم كافة الأطفال من عمر(6أشهر-10 سنوات) ضد الحصبة، وتطعيم من هم دون سن الخامسة ضد الشلل وتأمين جرعة من فيتامين (أ) لكل طفل في الفئة العمرية من(6 أشهر- 5 سنوات)، باعتبارها الفئة الأكثر احتياجاً إليه لما فيه تعزيز لنمائهم وبناء المناعي ضد داء الحصبة وغيرها من الأمراض التي تتربص بهم.[c1]فيتامين ( أ) ودوره الوقائي[/c]فيتامين(أ) مادة حيوية ضرورية للإنسان تختزن في الجسم وبالأخص في مخزنه الأكبر الكبد، حيث لا قدرة لنا على الاستغناء عنها البتة. فنقصه في الجسم ينجم عنه الكثير من الأضرار، فكيف لو انقطع ولم يحصل عليه نهائياً؟ بالطبع ستحل به كارثة لا يُحمد عقباها. كيف لا، وهو من يساعد في حفظ توازن العديد من الوظائف الحيوية للجسم وفي الحد من أن يلحق بأجزاء كثيرة منه الخلل أو الدمار. ومما ليس معلوماً لدى الكثيرين من الناس أن فيتامين (أ) لا يمكن تصنيعه في الجسم، إنما يوجد في بعض الأغذية الدهنية، كالكبدة، الحليب كامل الدسم، الزبدة، الجبن، السمك الغني بالزيوت والبيض، وإلى حدٍ ما في الفواكه ذات اللون الداخلي الأصفر، كالمانجو، المشمش والخوخ..، وفي الجزر والخضراوات ذات القشرة الخضراء الداكنة، مثل الكرنب، الخس والسبانخ.. الخ.وقد ُاتخذ دواءً لعلاج الكثير من العلل والأمراض، وحددت منه جرعات محددة بحسب الاحتياج وذلك لفئة معينة من الأطفال المستهدفين من(6 أشهر - 5 سنوات) في حملة التحصين الوطنية ضد مرضي الحصبة وشلل الأطفال على نحو ما ذكرناه سلفاً. كما تعتبره منظمة الصحة العالمية أفضل وأنجح علاج يمكن إعطاؤه للأطفال المصابين بالحصبة بهدف وقايتهم وحمايتهم من تأثير مضاعفاتها الخطيرة. أضف إلى ذلك أنه أساساً يعزز وقاية الجسم ويؤمن حمايته من هذا الداء القاتل. [c1]أهمية فيتامين (أ)[/c]يعتبر الأطفال في الفئة العمرية من (6 أشهر- 5 سنوات) أشد الفئات العمرية حاجةً لفيتامين (أ) والأكثر تأثراً من جراء نقصه. فأجسادهم الصغيرة إذا افتقرت إليه، أكان نتيجة عدم توافره فيما يقدم لهم من وجبات أو أغذية أو نتيجة الإصابة بمرض ما من الأمراض أو لأي سببٍ آخر، ستتضرر كثيراً. كما لن تقوى مناعتهم على مقاومة عدوى الأمراض الخطيرة الفتاكة وعلى رأسها الحصبة، الإسهال، التهابات الجهاز التنفسي.. الخ. وبذلك لا نأمن على أطفالنا الذين يفتقرون لهذا الفيتامين الحيوي من أن يكونوا عرضةً لمعاناةٍ مرضية سيئة من هذا النوع، أو لأضرار ٍفادحة تترك آثاراً سلبية على بعض الوظائف الفسيولوجية. فالجهاز العصبي والدماغ مثلاً ينالهما جراء هذا النقص والعوز جانباً من الضرر ينعكس في اضطراب وترنح المشي وصعوبة القدرة على حفظ توازن الحركة. كما يؤدي نقص فيتامين (أ) إلى جفاف القرنية والملتحمة والعشى الليلي (العمى) وربما إلى الوفاة بعد مدة من وقوع العمى. بالإضافة إلى ضعف وهشاشة العظام، الهزال، تأخر النمو، تقصف الأظفار، جفاف وتقصف الشعر. وإذا ما نظرنا إلى فوائد هذا الفيتامين العظيمة كاملةً، لأدركنا الأهمية والقيمة الحقيقية له، منها أنه يساعد على خفض وفيات المواليد ناقصي الوزن والنمو، ويعمل على وقاية العينين من جفاف الملتحمة والقرنية وبذلك يقي من العمى. وبمساعدة فيتامين (أ) تنتج العينان مادة الأرجوان البصري التي تمكننا من الرؤية في الظلام وتمييز الألوان، وهو مفيد أيضاً لنمو العظام والتحامها.فيما يحمي البشرة ويحافظ على نظارتها ووقايتها من الجفاف والتشققات، ويساعد على الشفاء المبكر من الالتهابات الجلدية وعلى وقاية الجلد من الأمراض السرطانية، وله علاقة بعملية ترابط الخلايا السطحية والأغشية المخاطية، خاصةً في الجهاز التنفسي والجهاز التناسلي والجلد واللثة. وكذلك يساعد في عمليات دخول الحديد في تركيب كريات الدم الحمراء.وتفيد الدراسات أن آلاف الأطفال الذين فقدوا حاسة البصر من جراء مضاعفات الحصبة إنما يُعزى السبب فيما آل إليه مصيرهم إلى نقص فيتامين (أ)، فضلاً عن سوء التغذية. [c1]الآثار المترتبة على نقصه[/c]ليس من الصواب أن تمتنع الأم عن إرضاع طفلها من حليبها الذي خصه الله بفوائد فريدة من نوعها ، ومن هذه الفوائد أنه غني بفيتامين(أ). ولا يحق لها أيضاً إهمال إطعامه ومده بوجبات مـكمـلة مـتـوازنة تتـناسـب مع سنـه وذلك بعــد السـتة الأشـهـر الأولى مـن عـمره، إلى جانب استمرارها في إرضاعه من حليبها دون انقطاع إلى أن يكمل عامه الثاني؛ فإن قل إدرار الحليب، فلا يستعاض عنه بالحليب الصناعي. إذ أن الاستمرار في عملية الإرضاع من الثديين كفيل بزيادة الإدرار. وإذا ما أتينا على الأسباب الأخرى التي تقف وراء نقص فيتامين (أ) لوجدنها تنشأ إما عن خللٍ ما في خزن الجسم له، أو لضعف امتصاص قدرٍ كافٍ منه في الأمعاء ، أو لشحه وضعف الكميات المطلوبة في الأغذية المتناولة وسوء التغذية، ناهيك عن استهلاك الجسم السريع للمدخر والمخزون منه عند الإصابة بمرض ما وخصوصاً الحصبة أو عند التعرض للإسهال أو ارتفاع درجة حرارة الجسم (الحمى)..[c1]التحصين وجرعة فيتامين (أ) [/c]سبق أن ذكرنا أن الحملة الوطنية للتحصين ضد مرضي الحصبة وشلل الأطفال تستهدف تحصين جميع الأطفال من(6 أشهر- 10 سنوات) بلا استثناء ضد الحصبة ، والأطفال دون الخامسة من العمر ضد شلل الأطفال وأنها تتيح للصغار في الفئة العمرية من (6 أشهر- 5 سنوات) الحصول على جرعة من فيتامين (أ) اللازم لصحتهم ولتعزيز مناعتهم ضد الحصبة وغيرها من الأمراض.غير أن هذا لا يعني نهائياً أن يستخدم بشكل عشوائي ، كتناول أقراص منه أو أدوية- أياً كانت- تحتوي على هذا الفيتامين، أو تناول الأغذية الغنية به بإفراط، حتى لا يتسبب بآثار جانبية ضارة بالصحة. ويبقى بالضرورة حصول الفئة المستهدفة من الأطفال من (6 أشهر- 5 سنوات) على الجرعة المناسبة من فيتامين(أ) خلال الحملة الحالية، فهي ضرورية جداً لصحتهم ، يقوم بإعطائها من يوكل إليهم هذا العمل ، كالأطباء والعاملين الصحيين المقدمين لخدمات التحصين. أما في حال علاج العوز والنقص أو عند الإصابة بأحد الأمراض التي تتطلب بالضرورة أن يتحصل الطفل على قدرٍ أو جرعاتٍ منه، فأمر تقرير الحالة وتقدير الاحتياج متروك للطبيب فقط.وليعلم أعزاؤنا القراء أن التطعيم ضد الحصبة والشلل فيه الوقاية الأكيدة، والمقصود هنا التطعيم الروتيني المعتاد، وكذا خلال الحملة الوطنية للتحصين ضد مرضي الحصبة وشلل الأطفال التي هي مستمرة دون انقطاع حتى 15 مارس الجاري ، ويباشر خلالها العاملون الصحيون عملهم بشكلٍ يومي، موزعين على المرافق صحية والمواقع المؤقتة بمحافظات (عدن ، لحج، أبين، شبوة، البيضاء، ذمار، صعدة). فعلى الآباء والأمهات أن يكونوا عند حسن الظن فيؤمنوا لأطفالهم الوقاية والأمان بتطعيم المستهدفين جميعاً بلا استثناء ليجنبوهم مخاطر الإصابة بالحصبة والشلل وما يقودان إليه من آثار وفواجع مدمرة للصحة. [c1]المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان[/c]
فيتامين (أ) وحماية أطفالنا من الحصبة المروعة
أخبار متعلقة