في يومها العالمي .. المرأة اليمنية تتحدث عن تطلعاتها خلال المرحلة الراهنة:
لقاءات / محمد جابر :52 % هو تمثيل المرأة في المجتمع اليمني ،وهو رقم كبير يقابله تمثيل ضئيل لها في إدارة دفة التنمية في مجتمعها ، تمثيل لا يرتقي إلى الدور المناط على عاتقها في تطوير المجتمع وبناء اليمن الحديث ، هذا ما تطرقت إليه المرأة في مؤتمرها السنوي الذي نظمه اتحاد نساء اليمن بعنوان «مناصرة حقوق المرأة وتمكينها في ظل المتغيرات الجديدة» بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.« 14 أكتوبر» اقتربت أكثر من المرأة لتتعرف على تطلعاتها خلال هذه المرحلة وما هي آمالها وطموحاتها في ظل المتغيرات الرهنة فكانت الحصيلة كالتالي:-كانت البداية مع الأخت وفاء احمد علي الفقيه رئيس دائرة التدريب والمشاريع في المكتب التنفيذي لاتحاد نساء اليمن التي قالت: الدستور كفل للمرأة حقوقاً متساوية مثلها مثل الرجل ولها حق الترشح والانتخاب ووضعت كل التشريعات اليمنية حقوقاً متساوية وانطلاقاً من هذه الحقوق أعطى اتحاد نساء اليمن أهمية بالغة لمطالب النساء من حكومة الوفاق الوطني في ظل المتغيرات الجديدة فتم اختيار( 560 ) كعينة عشوائية من (1000) عينة اختيرت من إجمالي (6000) عينة تم استلامها من فروع الاتحاد في المحافظات وأمانة العاصمة.ففي مجال التعليم كان طلب النساء توفير الكتاب المدرسي وتحسين البيئة التعليمية وأن ترتبط مخرجات التعليم العالي باحتياجات المجتمع المختلفة.وفي المجال السياسي كان طلبهن زيادة مشاركة المرأة في صنع القرار وحرية مشاركتها السياسية مع أهمية تحقيق الأمن والاستقرار وخفض الأسعار التي تعتبر من أهم المطالب الاقتصادية يليها تحسين مستوى دخل الفرد مع الاهتمام بحالات الإعاقة والمسنين وتقديم الرعاية المجانية، وفي المجال الصحي كان توسيع الخدمات الصحية في المناطق النائية وإعفاء رسوم الولادة وتكاليف العلاج وتوفير الكوادر الصحية وتنظيم الأسرة من أهم المطالب. ووجدت الدراسة أن من أهم الصعوبات التي تواجه المرأة اليمنية هي النظرة الدونية لها من المجتمع وممارسة العنف ضدها وغلاء الأسعار مما اثر على وضعها الاقتصادي . وأوصت الدراسة بأهمية اخذ هذه المطالب في برامج الحكومة التنموية مشددة على دور الإعلام في مناصرة تلك القضايا.الدفع بالمرأةوتضيف الأخت فتحية محمد عبد الله - الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة ونائب رئيس اتحاد نساء اليمن يجب علينا أن ندفع بالمرأة لتكون شريكاً فعالاً ومتواجدة في مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي اللجان الدستورية وفي كل اللجان التي تخص البلد وترسم سياسته ووضعه الاقتصادي والأمني ونريد من حكومة الوفاق الوطني أن تكون سنداً مشجعاً للمرأة في أماكن صنع القرارات بحيث يكون التمثيل بقدر حجمها في المجتمع وكفاءتها العملية.وبهذه المناسبة أهنئ كافة النساء اليمنيات واطلب منهن ألا ينتظرن من الرجال أن يعطوهن حقوقهن فهم لن يفعلوا إلا إذا سعين إليها وانتزعنها وذلك قائم على أساس منظمات المجتمع المدني ومعرفتهن بحقوقهن الدستورية والقانونية.تطلعات كبيرةمن جانبها تقول الأخت رشيدة النصيري - مدير عام المرأة والطفل بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل ورئيس الرقابة والتفتيش في اتحاد نساء اليمن عن تطلعاتها بالقول : تطلعات المرأة كبيرة جدا فالمرأة اليمنية تأمل في ظل المتغيرات الجديدة أن تحتل الأماكن الطبيعية لها التي ينبغي أن تكون فيها وخاصة التي لم تتح لها من قبل سواء في اللجان التشريعية أو التنفيذية وغيرها.ورسالتي للنساء أن تقفن صفاً واحداً حتى يحققن تطلعاتهن وان يأخذن الدروس من مجريات العام الماضي وما عانين ا فيه ويستشففن منه نظرة أمل للمستقبل في بناء يمن جديد.نصف المجتمعأما الأخت فطوم نور الدين- الأمين العام للجمعية اليمنية للقابلات اليمنيات فقد تحدثت من جهتها وقالت :برأيي الشخصي تطلعات المرأة كبيرة وكثيرة ومن أهمها مشاركتها الفاعلة في وضع القوانين والقرارات الحكومية وخاصة في هذه المرحلة الانتقالية التي يتم من خلالها بناء اليمن الحديث فالمرأة هي نصف المجتمع.فالحكومة لا بد أن تترك مجالاً واسعاً للمرأة في المشاركة السياسية والعسكرية والاجتماعية وليس مثل لجنة الشئون العسكرية التي لم نر فيها تمثيلاً للمرأة رغم وجود كوادر نسائية كفوءة وصلن إلى مراحل عالية من الرتب والمناصب العسكرية، فلماذا لم تشارك المرأة فيها وهذا تساؤل نضعه أمام الحكومة .الاستفادة من قدرات المرأةبدورها تقول الأخت نور باعباد - الوكيل المساعد لوكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل: تطلعاتنا في هذا اليوم كبيرة بحجم هذا الوطن أولها أن نصل إلى حوار جاد بين كل الأطراف حتى نعيش بسلام وأمان ونستطيع أن نحقق ما نطمح إليه من نهوض لمواصلة عجلة التنمية. وندعو الحكومة أن تستفيد من ذلك التراكم القيمي والعلمي والأكاديمي فللنساء قدرات وكفاءات مثلهن مثل الرجال لذا يجب أن توجد المرأة في المجالس المحلية والنواب وفي قيادة الأحزاب والتنظيمات السياسية التي يجب عليها أن تستوعب ما لدى المرأة من قدرات وكفاءات فتشاركها وتمكنها من قيادة شئون الحزب.الطريق طويلوتتحدث الأخت ياسمين الفقيه - مذيعة في قناة سبا الفضائية عن دور المرأة خلال المرحلة بقولها: أثبتت المرأة خلال هذه المرحلة جدارتها وثقتها بنفسها وأنها قادرة على إحداث تغيير في نمط الحياة التقليدية فهي عملت جاهدة من اجل إبراز دورها وهذا الزخم السياسي لها يدل على أنها تستطيع إن تؤثر في كل مجالات الحياة إلا انه يجب أن تؤمن بان الطريق مازال أمامها طويلا ويحتاج إلى تكاتف وتعاون الجميع، فالمرأة بحاجة إلى يد تعينها على إظهار كفاءتها حتى تستطيع أن تكسب ثقة المجتمع ومن ثم يترك لها المجال.وأتمنى من النساء بان لا يكتفين بما تحقق لهن فعليهن أن يتقدمن ويتجاوزن كل الصعاب التي تعرقلهن عن الوصول إلى تطلعاتهن وآمالهن.فرصة متاحةوترى الأخت آمال الدبعي - قاض في المحكمة العمالية ورئيس مركز تنمية المرأة لمناهضة العنف أن تطلعات المرأة ليست وليدة هذه اللحظة ولكن الفرصة الآن متاحة لها أكثر من ذي قبل لتعزيز تواجدها الفعلي والمشاركة الايجابية فالمرأة تريد حقوقها وليس كحق عادي وإنما حق فاعل يجب أن تأخذه بنفسها ولا تركن إلى الرجل ليطالب لهابه .وجود فعلى حقيقيوأخيراً تقول الأخت نبيلة محمد المفتي - محامية- نحن قادمون على مرحلة قائمة على التغيير لذا يجب أن تكون النساء موجودات وجوداً فعلياً وحقيقياً في أماكن صنع القرارات وفي الأماكن القيادية بشكل عادل بما يتناسب مع وجودها في المجتمع، فنحن لم نعد نريد التمثيل الرمزي بل التواجد القوي والمؤثر خاصة في هذه المرحلة الانتقالية لأن فيها صياغة مستقبل اليمن الجديد فهناك عدة لجان شكلت وستشكل أخرى، فمثلاً اللجنة الأمنية لم يكن للعنصر النسائي وجود فيها وهذا مؤشر سلبي وغير مطمئن لمستقبل مشاركة المرأة وأيضاً لجنة الحوار الوطني التي ستشكل يجب أن تتواجد المرأة فيها بشكل فاعل وايجابي وكذلك لجنة تفسير الآلية التنفيذية وغيرها من اللجان .كما يتطلب وجود تكتل نسوي قوي في قيادة الأحزاب بحيث لا تكون رموزاً فقط بقدر ما نريد أن تكون مشاركة فاعلة في مسائل التغيير وبناء الدولة. ففي هذا اليوم يجب أن نشترك جميعاً في بناء هذا البلد وألا نقصي أحداً وان نبني هذا البلد بأفكارنا ورؤانا للمستقبل .