نبض القلم
إذا كنا نحن المواطنين قد أدينا واجبنا وذهبنا إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية المقبل وفقا للمبادرة الخليجية لقيادة البلاد في المرحلة الانتقالية، فاننا بذلك نكون قد جنبنا بلادنا وشعبنا ويلات الصراع السياسي، والاقتتال الأهلي، وإنه يحق لنا ان نطالب الرئيس التوافقي الذي انتخبناه أن يفي بالتزاماته في حل المشكلات العالقة، والنظر بجدية في القضايا المرحلة والشائكة بما فيها القضية الجنوبية وقضية صعدة وغيرها من القضايا الملحة، كما نطالبه بالقيام بواجبه خير قيام، وبالذات إعادة بناء الدولة المدمرة وإصلاح مؤسساتها،ومحاربة الفساد، وتطهير أجهزة الدولة ومؤسساتها من الفساد والفاسدين، والعمل على الإصلاح الإداري والمالي بأسرع وقت ممكن.من حقنا على الرئيس التوافقي الذي انتخبناه أن نخاطبه قائلين له: عليك بالفساد والمفسدين، طهر بلادنا من العابثين بالمال العام، ونقها من الفساد على اختلاف أشكاله وألوانه، فلتكن أولى خطوات التغيير هي القضاء على الفساد ومحاربة الفاسدين، فليذهب كل فاسد بما حمل، ويبقى الوطن نظيفا آمنا سعيدا.إننا حينما ذهبنا طائعين وبإرادتنا الحرة إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد لقيادة المرحلة الانتقالية انما دافعنا إلى ذلك هو التغيير والانطلاق نحو آفاق جديدة. ونحن حينما انتخبنا المشير عبدربه منصور هادي لرئاسة الدولة في المرحلة الانتقالية، لاننا على ثقة بانه أهل لقيادة المرحلة الانتقالية، لذلك نقول له: حذار من التهاون مع الفاسدين، حذار من ان تتم عملية التغيير والإصلاح على أيدي الفاسدين أنفسهم، فلابد من محاسبة كل فاسد ومعاقبة كل من ثبتت إدانته مهما كان موقعه ومركزه الاجتماعي.اننا نريد ارساء دعائم بناء دولة جديدة يحترم فيها المواطن وتصان حقوقه ولا تمتهن كرامته، ويقام فيها العدل وتتحقق في ظلها المساواة والمواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص، نريدها دولة ديمقراطية منفتحة على العالم المعاصر، بقيمها النبيلة ومبادئها الإسلامية الرفيعة، وبأخلاقيات شعبها الأصيلة.نريد من الرئيس التوافقي ان يسعى في المرحلة الانتقالية إلى ازالة كل عوامل التوتر والاضطرابات ويقضي على الفتن الداخلية والتدخلات الخارجية، نريد جهازا إداريا فاعلا يدير إدارة الدولة بنزاهة وإخلاص.نريد قيادات إدارية فاعلة ليست مشدودة إلى الماضي بمآسيه، ولا ملطخة برواسيه ولا منغمسة في مستنقعات فساده.ونريد قيادات إدارية جديدة تحب الوطن وتعمل مخلصة من أجل بنائه وخدمة مواطنيه، نريد قيادات جديدة تحيل الكره إلى حب، والبغضاء إلى تسامح، والأحقاد إلى تعاون.نريد قيادات إدارية واعية ومستنيرة ومستوعبة مهامها ومدركة حجم وثقل مسؤولياتها الاجتماعية، قيادات تحب الناس وتتفانى في خدمتهم لا تنغص معيشتهم، يتجسد أمامها الحديث الشريف القائل: «أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربه، او تقضي عنه دينا او تطرد عنه جوعا» وما أكثر القيادات الإدارية في بلادنا التي تنغص على المواطن عيشه، وتكدر عليه صفو حياته، وتضاعف همومه، وتزيد من مشاكله.اننا في هذه المرحلة الانتقالية نريد من الرئيس المقبل، باعتباره رئيسا توافقيا ان يعمل على إسناد الأمور إلى قيادات مؤمنة بالله حق الإيمان، تراقب الله في تصرفاتها، وتحاسب نفسها قبل ان تحاسب.نريد قيادات واعية تؤمن بالعلم واضعة ذلك في اعتبارها، لانه في ظل العلم والقياس والتخطيط الدقيق يتلاشى الارتجال، وتنتهي الفوضى. فتحت اضواء العلم يكون احتمال نجاحنا في أعمالنا كبير جدا، قال تعالى: «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، انما يتذكر أولو الالباب».نريد حوارا وطنيا صادقا ومخلصا تناقش فيه قضايانا المختلفة بشفافية وحرية، ليس فيها خطوطا حمراء، للخروج بحلول جذرية لكل المشكلات والقضايا المطروحة للنقاش.نريد ان تلتقي كل القوى السياسية على اختلاف اتجاهاتها على مائدة الحوار الوطني، تتناسى فيها كل خلافاتها، من أجل بناء يمن جديد.[c1]خطيب جامع الهاشمي بالشيخ عثمان[/c]