غضون
أحزاب اللقاء المشترك ورئيس حكومة الوفاق با سندوة ووزراء المشترك وشركاؤه قاطعوا الاحتفال الذي أقامه يوم الاثنين الماضي رئيس الجمهورية المنتخب عبدربه منصور هادي لاستقبال المهنئين وتوديع الرئيس علي عبدالله صالح. انظروا بم برروا مقاطعتهم.. قال الناطق الرسمي باسم أحزاب المشترك إن حفل استقبال المهنئين لهادي وتوديع صالح ( بدعة).. هل سمعتم سياسياً في هذا الزمن وفي هذا العالم يتحدث عن ( بدعة ) في أمور السياسة ؟ إنه ناطق المشترك، وتبعه أيضاً النائب الاشتراكي محمد القباطي للأسف، وهو دكتور.. وقال بدعة أيضاً! .. ولكي نلتمس العذر لهم على نقل هذه الكلمة من ميدان العقائد والعبادات الدينية إلى ميدان السياسة، سنفترض أنهم أرادوا وصف الاحتفال أنه خارج عن المألوف والمعهود في اليمن، لأنه فعلاً حدث مدهش، فلأول مرة في تاريخ اليمن ينتخب رئيس جديد خلفاً لرئيس بطريقة كالتي تمت، ولأول مرة يقوم الرئيس الجديد بتوديع سلفه على ذلك النحو.. فإذا كانت هذه الحالة غير مألوفة ولا معهودة من قبل، وهي كذلك، فإن أصالتها وجدتها أمر يدعو للابتسام .ڑ لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لأحزاب المشترك، واسمعوا أواقرؤوا تصريح ناطقهم الرسمي، وهو يخبط ويدلس ويخلط.. قال: إن هذه ( البدعة) - الحفل لاينص عليه الدستور .. مخالف للقانون..مخالف للتقاليد المتعارف عليها عند اليمنيين!!. وهو محق في هذه الجملة الأخيرة فقط.. التوديع للرئيس السابق من قبل الرئيس الجديد على ذلك النحو اللائق، مخالف ( للتقاليد المتعارف عليها عند اليمنيين ) حسب قول ناطق المشترك، وهو محق كما قلنا، لأن التقاليد التي تعارف عليها اليمنيون من قبل أن الرئيس الجديد يأتي لطرد الذي قبله إلى المنفى أو إلى السجن، هذا إذا لم يكن قد اغتيل.. بينما انتخب هادي رئيساً جديداً في ظل وجود الرئيس الذي قبله، وقام بتوديع سلفه كما يليق به.. لذلك قالوا: هذه بدعة وتخالف ( التقاليد المتعارف عليها عند اليمنيين ) حسب تعبير الدكتور غالب الناطق الرسمي لأحزاب المشترك.. يعني أنهم غير راضين عن مخالفة التقاليد القديمة، كالانقلابات والنفي والإقامة الجبرية والاغتيال. ڑ وأيضاً قالوا: إن حفل الاستقبال والتوديع الذي أقامه الرئيس الجديد للجمهورية لاينص عليه الدستور ويخالف القانون. دكتور المشترك يتصور أن من شأن الدساتير أن توضع لتنظيم حفلة.. ويجازف أيضاً بشأن مخالفة الاحتفال للقانون.. وأتحداه أن يذكر نصاً قانونياً يؤيد فريته.. وأسخف من هذا قولهم إن الحفل الذي أقامه الرئيس هادي لاستقبال المهنئين وتوديع الرئيس صالح يعد ( استفزازاً لمشاعر ملايين اليمنيين الذين صوتوا له )!.. كيف هذا الكلام يا أحزاب المشترك ؟ حفل هذا هدفه النبيل أصبح بنظركم مستفزاً لمشاعر اليمنيين، وهو الذي خلق لدى اليمنيين ولأول مرة شعوراً بالسعادة وهم يرون رئيساً جديداً يودع سلفه، ويذهب هذا الأخير إلى منزله لتظل سماء اليمن - ولأول مرة - رئيساً جديداً ورئيساً سابقاً.. ثم أن الملايين التي صوتت للرئيس هادي لا شأن كبير للمشترك بقرارها.. وللعلم إن حشود المشترك في صنعاء التي دأب على تسميتها (حشوداً مليونية ) لم تجد اللجنة العليا للانتخابات في الصناديق التي خصصتها لها سوى (24 ) ألف بطاقة تصويت.. وقلك حشود مليونية!