في مدرسة البيحاني في عدن ، التي كانت مركزاً من مراكز انتخاب رئيس الجمهورية اليمنية.. باغتني مراسل قناة السعيدة بسؤال عما يجري اليوم.. أجبته بأنه يوم إنقاذ الوطن .. وماذا عمن لم يخرج للتصويت ؟.. كان ذلك سؤاله الثاني السريع.. أجبته بسرعة أيضاً :إما أنه بلا عقل ( غير واع ) أو له مصلحة خاصة! أنا هنا أود أن اعتذر عن جوابي المتسرع على السؤال الثاني .. فليس كل من لم يصوت كما وصفت.. فذلك حق شرعي يخرج للتصويت أو لا يخرج .. كما أن هناك من لم تسمح له الظروف الخاصة أو العامة بالخروج للتصويت!ولكن يبقى الخطأ الفادح من أولئك الذين مارسوا العنف وقطعوا الطريق وأعاقوا الناس من التوجه إلى مراكز الانتخاب .. بل واقتحموها بقوة السلاح وأحدثوا القتل والجرح والتخريب وألقوا بصناديق الاقتراع في عرض الشارع!وهنا تحضرني كلمة السفير الأمريكي كما جاء في الأخبار حيث قال: ( إن الذين يمنعون الناس عن التصويت لا يتمتعون بأي دعم شعبي، وإن كانت لهم شعبية فلن يضطروا لمنع الناس من التصويت).. أولئك هم من قصدت أنهم بلا عقل أو أن لهم مصالح خاصة .. وهؤلاء هم من قصم الإجماع الشعبي على هادي ظهورهم .. كما جاء في صحيفة ( الوسط) المستقلة بالخط العريض!هذا الإجماع الشعبي من أين مصدره ..من يقرره .. إنها الأغلبية الصامتة .. ضمير الشعب .. الذي استيقظ صباح يوم الثلاثاء الموافق 21 / 3 /2012م.. وخرج إلى الشارع ليقول أنا هنا .. خرج إلى الشارع ليقول كلمته ... وكلمته هي كلمة الله.. يقول للشيء كن فيكون .. وإذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر !وبلاش فلسفة .. بلاش تهريج بلاش تضليل .. بلا جنوب.. بلا سلطنة قعيطية.. بلا خلافة إسلامية .. بلا إصلاح قبلي .. بلا إسلام تجاري وانتحاري .. كل ده يعني إيه ؟! .. حزب جديد ( من طراز جديد) ! .. يا عيني عليك يا عدن .. يعني أنتي مش حاتستريحي أبدا!ولكن كلا .. وألف كلا .. الأغلبية الصامتة .. ضمير الشعب .. ستخرس الجميع .. وتقصم ظهوركم.. فقد عرف الشعب طريقه.. وعرف أعداءه .. عرفهم وكما قال أستاذ الصحافة العربية الصحفي العالمي محمد حسنين هيكل ( إن في اليمن قبيلة تريد أن تكون دولة ) !إذن قد عرف الشعب طريقه .. بعد أن استيقظ ضميره .. خرج إلى الشارع لينتخب رئيسه .. خرج إلى الدنيا الجديدة .. خرج فاتحاً ذراعيه للنور ..نور العلم والصناعة الحديثة والعمران والمدنية.. نور العدل والمساواة .. نور الحرية ..نور الله!