في بيان إلى أبناء الشعب.. مرشح الرئاسة التوافقي للانتخابات الرئاسية المبكرة:
صنعاء / سبأ:وجه مرشح التوافق الوطني للانتخابات الرئاسية المبكرة المناضل عبد ربه منصور هادي ، بيانا مهماً إلى أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج ، دعا فيه أبناء الشعب اليمني إلى توحيد الكلمة ورص الصفوف في مواجهة كل التحديات والتعاون والتكاتف والتلاحم والإخاء للولوج إلى المرحلة الجديدة من تاريخ اليمن للوصول بالبلاد إلى بر الأمان .وفيما يلي نص البيان :بسم الله الرحمن الرحيم القائل: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين).. والصلاة والسلام على من بعث إلى قبائل متناحرة فوحد بينها بقيم العدل والمساواة والمحبة فصارت بنعمة من الله إخوانا..[c1]الإخوة والأخوات..[/c]أبناء هذا الشعب اليمني العظيم الذي أثبت خلال شهور عصيبة مرت أنه من القوة والمنعة والصلابة بحيث تمكن من إسقاط كل المراهنات لمحاولة تفتيته والنيل من وحدته الوطنية.هذه القوة هي التي أستمد منها اليقين بأن الغد مهما كان صعباً إلا أنه لن يكون بقدر ما مر من الصعاب في حال ما جعلنا استقرار هذا البلد وأمنه هو الهدف والغاية بعيداً عن اجترار الثارات واستدعاء الخصومات عديمة الفائدة والمعنى.ولهذا وانطلاقاً من الثقة المطلقة بالله وعلى ضوء من يقين بقدرات هذا الشعب المتطلع إلى حياة آمنة لا ينتابها خوف ولا يكدرها قلق ولاعتبارات وطنية وأخلاقية فرضت علي تحمل المسئولية في فترة زمنية ملتبسة اختلطت فيها الأوراق وسفح فيها الدم اليمني الطاهر لأسباب لا يمكن بأي حال تفهمها أو تبريرها كان لا بد من مواصلة السير إلى النهاية وإن بدت الطريق وعرة والمنعطفات خطرة.وها نحن اليوم وبعد أن تجاوزت اليمن الأسوأ بفضل من الله أولاً وتغليب فرقاء الصراع مصلحة بلادهم وشعبهم بعيداً عن رغبات النفس الأمارة بالسوء ونوازع الأهواء لم يتبق أمامنا سوى اجتياز المرحلة القادمة التي نتطلع بأن تكون بمثابة بوابة انطلاق إلى مستقبل أفضل عنوانه المدنية وقوامه العدل والحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان.إنني أعتبر تحقيق مثل هذه القيم بمثابة إتمام واجب تحملت عن رضاً وقناعة مع إخوان آخرين الشطر الأصعب منه وما كان لي أن أقف في منتصف الطريق أو أرتد راجعاً تحت مخاوف مهما كانت جديتها لأنها ستظل أقل أهمية مقارنةً بعظم مسؤولية القيام بواجب اقتضته المصلحة الوطنية.ولذا قبلت ما كنت زاهداً فيه بالموافقة على الترشح لرئاسة الجمهورية اليمنية. مادًا يدي لكل من يريد إقالة عثرة البلد لإعادته معافىً وفاتحاً ذراعي لكل يمني دون حاجة لترف السؤال عن مذهبه وقبيلته وحزبه كون اليمن هي قاسمنا المشترك الذي يجب أن يكون آمناً ومستقر.[c1]آبائي.. أمهاتي.. إخواني.. أخواتي.. أبنائي..[/c]أعلم جيداً أن الإستقرار المنشود لن يتحقق إذا كان هذا البلد يضم بين جنباته جائعين وخائفين ومرضى بدون أمل يمنحهم الطمأنينة.ولذا فإن من أوجب الواجبات هو استعادة الدولة التي تم إنهاكها لتعاود القيام بدورها الأساس بتأمين حياة الناس معيشياً وهي أولوية لو تحققت وإن بحدها الأدنى سوف تنعكس على مختلف النواحي الأخرى وهو ما لن يتحقق بدون رؤىً علمية وواقعية واضحة يتوجب على حكومة الوفاق انتهاجها من خلال العمل بروح وطنية لا حزبية بهدف إعادة الثقة للمواطن من أن سنة التغيير إلى الأفضل قد بدأت.وإنه مما يحز في نفسي أن يعاني نصف أطفال البلاد من سوء التغذية بالإضافة إلى معاناة حوالي ثلث الأطفال في بعض المناطق من سوء التغذية الحاد بسبب الحروب والنزاعات ويوجب دق ناقوس الخطر وهي رسالة ليست للدولة وللحكومة فقط ولكن لكل القوى الحية في البلاد من أجل المساعدة لمنع مزيد من التدهور الذي يدفع أبناؤنا ثمنه دون ذنب.[c1]الإخوة المواطنون..[/c]ما هو مؤكد أننا لن ندفن رؤوسنا في الرمل بغرض عدم مواجهة الحقائق مهما كانت فاجعة حتى نتمكن من معالجتها كما أننا لن نبيع الوهم لمواطنينا لأننا نريدهم أن يكونوا معنا لا خلفنا لكي نبني بلدنا معاً مثلما لن نتصفح أوراق الماضي إلا في معرض الإستفادة من الدروس وأخذ العبر التي تحمينا من الوقوع في ذات الأخطاء.لقد مرت على اليمن أشهر ضنك لم تشهد من قبل حتى صار أكثر المراقبين تفاؤلاً يتوقع أن تصير إلى ما وصلت إليه الصومال تشرذماً وتفككاً ودماراً إلا أنه وبتعاون الأشقاء في دول الخليج وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين أخي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكذا الدول الصديقة ممثلةً بالاتحاد الأوربي والولايات المتحدة والصين وروسيا تم حلحلة الأزمة بعد أن توافقت الأطراف جميعها على المخرج الذي قدمته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والذي مع ذلك لم نكن لنصل إليه لولا أن الرئيس علي عبدالله صالح تعالى على جراحه وترفع عن ردود أفعال لو أنجر إليها كانت ستقود البلد إلى وهدة الكارثة مغلباً سلامة وطنه على نزعة الإنتقام وهو ما نتمنى أن يحذو حذوه آخرون.إخواني التواقين إلى مستقبل أفضل.. إننا نكاد أن نتجاوز المرحلة الأولى من الأزمة بخسارة من راهن على تشظي اليمن واقتتال أبنائه، في حال ما تمت الانتخابات الرئاسية بنجاح وكما هو مؤمل بعد أن توافقت عليها جل القوى بمختلف إنتماءاتها السياسية ومشاربها الفكرية دونما إغفال لأهمية الصوت المستقل غير الحزبي الذي يعد الركيزة الداعمة لشرعية أي نظام سياسي.كما أنني في الوقت الذي أعذر كل من اتخذ موقفاً مغايراً من بسطاء هذا البلد تحت تأثير خيبة أمل وانكسار حلم لا أستطيع فهم البعض الذي قد يكون نظر لمسألة الانتخابات باعتبارها أحبطت طموحات وحطمت مشاريع قد تكون بنيت على سوء تقدير لمعطيات داخلية خادعة أو لرسائل خارجية خاطئة مجدداً التأكيد هنا على أن أي موقف يتخذ من أي طرف يجب أن يكون سلمياً بعيداً عن العنف لأن واجب الدولة يقتضي أن تحمي مواطنيها بما يتوافق مع الدستور والقانون.[c1]الاخوة المواطنون..[/c]حرصت منذ البداية على أن تكون كلمتي إليكم صادقةً وأمينةً تحمل من الحقائق وإن كانت صادمة أكثر مما تحمل من الوعود لأني أريدها عملاً في الميدان لا مجرد كلمات تسوقها الألسن.كما أردتها واضحةً ليس فيها لبس ولا تأويل وعلى هذا أكرر ما قلت من أن هذه الانتخابات كانت الوسيلة الوحيدة والفعل الضروري للحفاظ على اليمن من أن يتفكك ودماء اليمنيين من أن تسفك ومخاوف كهذه هي من حفزت كل القوى الفاعلة والخيرة في البلد لإعلان مواقفها الداعمة للانتخابات حتى لا يكون المستقبل حافلاً بأسباب الخطر ومحملاً بدواعي الانفجار.وكان من بواعث الأمل أن كان علماؤنا الأجلاء والمكونات المختلفة لشبابنا في الساحات ومنظمات المجتمع المدني وكذا الائتلافات القبلية وغيرها من الفعاليات الشعبية قد سارعت إلى دعم الانتخابات التوافقية باعتبارها وسيلةً للوصول إلى تحقيق أهداف وطموحات وطنية مشروعة.[c1]الإخوة المواطنون..[/c]إن إيماني بأن الحوار والحوار وحده هو القادر على كبح جماح التطرف وغلو المزايدين لا يساوره شك بكونه سيشكل أرضيةً توافقيةً ستمكن الجميع من الوقوف عليها على قاعدة البناء على ما هو متوافق عليه وإكمال التحاور على ما يمثل اختلافاً في الرؤى والقناعات حول مختلف القضايا الوطنية والتي تعد القضية الجنوبية بتداعياتها وما حدث ويحدث في صعدة وبعض المديريات أولويات تستدعي إعطاءها الأولوية والوقوف أمامها بقلب مفتوح وتفهماً واعياً وحكيماً دون أحكام مسبقة مهما مثل ذلك وجعاً للبعض أو نكأ جراحاً للبعض الآخر ما دامت الغاية من النقاش هي تلمس آفاق المستقبل من أجل وطن موحد لا يضيق بأحد من أبنائه ومن هذا المنطلق تم التوافق بين جل المكونات السياسية والمجتمعية وبمباركة إقليمية ودولية على أن تكون فاتحة المرحلة الثانية بعد الانتخابات هي الدعوة لمؤتمر وطني يضع الأساس لبناء يمن المستقبل وهو ما سأحرص على دعمه كما لن نسمح بإفشاله أو الالتفاف عليه باعتباره آخر حصوننا.وسيكون الصبر والكثير من الصبر المسنود بالحكمة هو السلاح الذي لن نتخلى عنه حتى يتم وضع الأساسات الصلبة ليمن المستقبل من خلال صياغة دستور جديد لا يتم تفصيله على مقاس هذا الحزب أو ذاك بقدر ما يكون معبراً عن مصلحة اليمن وملبياً لاحتياجات الشعب المتطلع لتغيير منظومة الحكم بما يحقق أمانيه بالحكم الرشيد الذي يتحقق بالمشاركة والشفافية والمساءلة والعدالة وسيادة القانون.[c1] الإخوة المواطنون جميعاً.. [/c]إن كلمتي هذه ليست برنامجا انتخابيا لأن هذا ليس مكانه بقدر ما هي تعبير عن هموم نتشارك فيها جميعا وتفكير بصوت مسموع لأهداف مشروعة يفترض تحقيقها تتمثل بالعمل على تبنى تشريعات عصرية تراعي الخصوصية اليمنية وهو ما يعني تبني إجراء إصلاحات جذرية وإعادة الإعتبار لسطوة القانون الذي يقوم على المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات ودعم التعددية السياسية كأساس لنظام الحكم مع مساندة منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية لتقوم بدورها الرائد بعيداً عن التسييس والتبعية..[c1] الإخوة الأعزاء..[/c]لا يمكن الحديث عن وطن مستقر دون إعادة الحياة لوضعها الطبيعي وإزالة كافة المظاهر التي تم استحداثها إبتداءً بإنهاء الانقسام الحاصل في الجيش مروراً بإزالة عناوين التوتر المتمثلة بما تبقى من متارس وإخراج المليشيات المسلحة وإنهاء التقطعات والمواجهات المسلحة وصولاً إلى التطبيع الكامل في شتى نواحي الحياة.وهو ما يستدعي إستمرار الجهود الوطنية التي تبذلها اللجنة العسكرية لتنفيذ المهام التي أنشئت لأجلها وتنفيذاً لبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مقدرين جهودها مؤكدين دعمنا لها واثقين من قدرتها على النجاح بإزالة ما تبقى من عوامل التوتر وأسباب الأزمة في أقرب وقت ممكن باعتبار أن تحقيقها يعد من أولويات حقوق المواطنة التي لا تقتصر على منطقة دون أخرى خاصةً وأن الفوضى التي اجتاحت البلد من أقصاه إلى أقصاه قد استغلته قاعدة التكفير لكي تحاول بسط نفوذها على أكبر قدر من المناطق التي سادتها الفوضى وغابت عنها الدولة متسببةً بهلاك الحرث والنسل عكس ما تدعيه من تمسك بمنهج الله الذي لا يتفق مع أفعالها لأن الله يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وأي منكر أشد من إزهاق حياة أرواح بريئة وأي بغي أكثر فداحةً من تشريدالناس من مدنهم وقراهم ومساكنهم كما هو حاصل في عدة مديريات من محافظة أبين الذي تجاوز نازحوهامائة ألف من الرجال والنساء والأطفال.إن مسؤوليتنا تقتضي وضع حد لهذه الأعمال الإرهابية الخارجة عن الدين والقانون ومعنا أولاً كل الخيرين من أبناء هذا البلد ثم ما يمثله الدعم الإقليمي والدولي من مساندة مادية ومعنوية والذي بالتأكيد سيكون حريصاً على التعاون في استئصال سرطان كهذا ليس لتمدده حدود.[c1]شعبنا اليمني الصابر[/c]إن علمنا بأن الظروف المعيشية السيئة المتمثلة بالفقر والبطالة تمثل البيئة الأخصب لاستقطاب أبنائنا والتغرير بهم من قبل ذوي الأفكار الضالة لجعلهم وقود حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل هو ما يجعل المشكلة الاقتصادية تحتل أولويات إهتمامنا وتدفعنا للاستفادة القصوى من مقدرات بلادنا إلا أن ظروفنا الحالية وتداعيات الأزمة الماضية تضطرنا لطلب العون من الأشقاء والأصدقاء لجعلنا نقف على أقدامنا لنتمكن من السير والاعتماد على أنفسنا، ولهذا فإننا نجدد طلبنا من الدول الشقيقة والصديقة للإسراع في تبني الدعم العاجل لليمن من خلال تحريك ما تم رصده في مؤتمر المانحين وأصدقاء اليمن ولعله من المفيد تبني إنشاء صندوق طوارئ لمساعدة الحكومة اليمنية على تجاوز أزمتها الاقتصادية التي بدأت ترمي بظلالها على مختلف النواحي وفي مقدمتها المعيشية والإنسانية.ومن جانبنا نؤكد التزام حكومة الوفاق بإعداد ما هو مطلوب منها من دراسات لمشاريع هي بحاجة إلى التمويل ونحثها على تخطي تعثراتها في كل ما له علاقة باستيعاب القروض والمساعدات.كما نأمل من الدول العشرين الصناعية تبني مؤتمر لدعم اليمن اقتصادياً لمساعدتها في مواجهة التحديات القادمة.[c1] في الختام..[/c]دعوني أنتهزها فرصةً لتجديد عزائي لأسر الشهداء جميعاً رحمهم الله ودعواتي للمصابين والجرحى بالشفاء آملاً أن نكون قد استفدنا جميعاً من الدرس بما يعزز قناعاتنا من أن الحوار مهما تجاهلناه سيبقى الأساس الذي لا يمكن القفز عليه داعياً الحكومةإلى أن يكون من أولوياتها النظر إلى كل ضحايا الأزمة الذين استشهدوا أو جرحوا أثناء الأحداث الماضية من مدنيين وعسكريين والنظر إليهم بعين واحدة دون تمييز بما يطيب النفوس ويعيد للمجتمع سلمه وعافيته دون أحقاد أو ضغائن.وفقنا الله جميعاً لكي نبني ما تهدم ونسترجع ما ضاع ونلملم ما تشظى ونداوي جراحاً ما زالت مفتوحة.داعياً في كلمتي هذه كل من له ضمير ويشعر بانتماء لهذه اليمن أن يرجع البصر كرتين في أي موقف يمكن أن يفرق بدلاً من أن يجمع حفاظاً على سفينتنا من أن تخرق فتغرقنا جميعاً لا سمح الله.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،