أثبت الحراك الجنوبي وشعب الجنوب أنهم أصحاب قضية عادلة ومظلومية بالغة.. ارتقوا فوق كل الترهات ودحضوا ظن السوء الذي أشاعه المغرضون المرجفون والمنافقون.هذه عدن اليوم فاضية من الدولة وهب أهلها يساندهم الجنوبيون في كل المحافظات إلى الحفاظ على ممتلكات بلادهم، إنهم لم ينهبوا مصرفاً ولا متجراً ولا أسواق الذهب والصرافة. ولو كان هؤلاء ناهبين وقتلة لنهبوا عدن باباً باباً ولكنهم أثبتوا أن الجنوب قضيتهم لا غير وأن استعادة الدولة مطلبهم ليس إلا.وقد تملكني الإعجاب وأنا أرى آلافاً مؤلفة أمام البنك الأهلي بكريتر لم يندفعوا لسرقة البنك ولم يفكروا إلا برفع راية الجنوب لتخفق وترفرف فوق سماء البنك الأهلي!! ولم يفكروا بنهب الخزائن كما فعل الفاتحون في السابع من تموز حينما نهبوا المصانع والمؤسسات الجنوبية ولم يتركوا فيها ذرة ولا حبة إلا نهبوها في أرض الجنوب!!هذا هو الجنوب.. وهؤلاء هم الجنوبيون..وتلك هي مطالبهم العادلة..فمتى تعي وسائل إعلام ربيع الناتو هذه الحقيقة فتكسر حاجز التعتيم المفروض على قضيتنا؟!عندما رفعوا العلم الجنوبي فوق سطح البنك الأهلي بكريتر قلت:هذا شعب تنحني له الجباه إجلالاَ وإعظاماً.. وليس مجموعة من اللصوص والقطاع وناهبي الثروات والأراضي من مجرمي الحرب والفيد الذين أدوا بالوحدة إلى هذا المصير الذي لن يجدوا منه مفراً ولا مخبأ..وبدلاً من أن يحاكموا على ما أوصلوا إليه العباد والبلاد، حوكم شرفاء مناضلي الجنوب وسجنوا وعذبوا جزاء على رفضهم واعتراضهم على الناهبين والقتلة واللصوص والمافيا!لقد اتضحت الحقيقة الكاشفة للطرف المنتصر على الوحدة في 7/ 7/ 1994م أنه كان أول مافيا وصلت إلى السلطة في اليمن، نعم تشارك المافيا في شتى سلطات الأرض بنسب متفاوتة قد تصل إلى 70 % ولكن في 7/ 7/ 1994م وصلت إلى السلطة بنسبة 100 % لأول مرة فلم تجد الوحدة بعد ولن تجد العافية أبداً حتى يعترف المنتصر الموهوم بهذه الحقيقة وحتى يحقق الجنوبيون مصيرهم القائم على اختياراتهم بأنفسهم دون وصاية حزب يدعي تمثيل عقل وشرف وضمير الشعب (!) ولا وصاية منتصر موهوم بنصره يدعي الوحدة أو الموت!!
