عندما تتصاعد وتيرة الأحداث على الساحة وتصل إلى المنعطف الخطير الذي شهدته محافظة عدن في الأسابيع والأيام الماضية والتي مازالت فصولها تتوالى حتى اللحظة فإن هناك واجباً يقع على عاتق العقلاء من أبناء الجنوب يفرض عليهم التداعي فيما بينهم للوقوف على ما يحدث ومواجهته والعمل على إيجاد موقف موحد للبحث عن حلول لما تشهده الساحة من أعمال وتصرفات غير مسئولة من قبل البعض لا تضر بمرتكبيها فقط ولكن تأثير ضررها يمتد ليؤثر على الجميع دون استثناء وليضعوا حدا للعدوانية والسعار الذي أصاب بعض أبناء الجنوب فأفقدهم التمييز وأعمى بصائرهم وأفضى بهم إلى أن يصبحوا أدوات تنفذ أجندات بعض القوى التي ترى في انهيار الجنوب وسقوطه امنيا هدفا يخدم مصالحها !!.أن الانقياد الأعمى والمطلق للانتماءات الضيقة والتمترس وراء الدعوات المتشنجة وغير العقلانية واختيار البلطجة لتكون وسيلة من وسائل ممارسة العمل في الساحات أمر ممقوت وتكمن فيه الكثير من الخطورة على استقرار الجنوب ويلقي بالظلال القاتمة والمشبوهة على براءة الدعوات التي يتبناها ثوار الساحات ويجعلها فاقدة للمصداقية في نظر كثير من شرائح المجتمع الجنوبي ويفقدها دعم تلك الشرائح التي تنظر إلى الجنوب وأمنه واستقراره على انه الهدف الأسمى والخط الأحمر الذي لا يجب الاقتراب منه بل ويحرم تجاوزه مهما كانت المبررات ومهما بلغت الدعوات والضغوطات الدافعة إلى ذلك .ولعل الصدامات التي حدثت في بعض مناطق محافظة عدن بين أنصار الحراك الجنوبي والتجمع اليمني للإصلاح المتبني الرئيسي والداعم لساحات الثورة في عدن جاءت لتشكل ناقوسا ينبهنا جميعا إلى خطورة ما ستحمله لنا الأيام القادمة كشركاء في ساحات العمل السياسي والشعبي إذا ما دأبنا على الاستمرار في السير على نهج العدوان والعنف تجاه بعضنا بعضا .كما أنها جاءت كحدث تؤشر معطياته إلى توافر النوايا عند البعض ممن يتواجدون في الساحات المختلفة بتبني خيار الفوضى التي ستقود في حسابات هؤلاء البعض إلى إحياء وتكرار سيناريو الصراع الجنوبي الجنوبي كما جاءت لتسلط الأضواء وتكشف أن القوى المتصارعة في الساحة الجنوبية مازالت تحتاج إلى مزيد من الوقت لتنقية وتطهير صفوفها وإعادة ترتيب أولويات أهدافها وتجديد وسائل عملها بما يتماشى مع واقع الجنوب وظروفه لان أي طرف على الساحة يتصور أن بإمكانه فرض خياراته على الآخرين من خلال استخدام وسائل العنف والبلطجة هو طرف اقل ما يمكن أن يقال في حقه انه غير واع ولا مدرك للظروف المحيطة به وتنقصه الكثير من الفطنة والذكاء السياسي ولا تتوفر لديه القراءات السليمة لواقع الساحة في الجنوب والمؤثرات المحيطة بها، وهو بكذا تصور وهكذا أفعال إنما يضع نفسه على أول طريق النهاية لوجوده على هذه الساحة ، ولإدراك العقلاء والخيرين والمخلصين للجنوب من أبنائه خطورة ما يجري وآثاره السلبية على القضية الرئيسية (القضية الجنوبية) وعلى امن واستقرار الجنوب فقد نشط العديد منهم ودعوا وأقاموا العديد من اللقاءات التي جمعت القيادات المعنية لاحتواء تداعيات الأحداث والصدامات التي نشبت بين بعض الأطراف في الساحات ومازالت جهود الخيرين تبذل حتى هذه اللحظة لإيقاف توالي هذه الأحداث المؤسفة ونأمل أن تجد هذه الجهود التجاوب المسئول من قبل الإخوة في تجمع الإصلاح والحراك الجنوبي لتتويج هذه الجهود الخيرة التي تهدف إلى تطويق الفتنة وإيقاف تداعيات الأحداث بين الطرفين .ونحن من هنا نقدر عاليا مساعي جهود المخلصين من أبناء الجنوب ونضع أيدينا على أيديهم وندعوهم إلى تبني الحلول العملية لمواجهة هذه الأخطاء الفادحة التي يرتكبها فرقاء الساحة والتي تضر بالجنوب وأمن وسلامة أهله وتضع العراقيل أمام تحقيق الهدف الأسمى لأبناء الجنوب وهو استعادة الحق المنهوب، كما نطالبهم باسم كل الشرفاء من أبناء الجنوب أن يقدروا خطورة الموقف ويضعوا حلولا لتجنب تكرار مثل هذه الأفعال الصبيانية وغير المسئولة وذلك من خلال تبني (وثيقة) تنظم العمل في الساحات وتترك الحرية والمجال للجميع بممارسة النشاط السياسي السلمي على الساحة دون إلغاء أو مصادرة للحق أو تهميش على أن تحمل بنود هذه الوثيقة تحريما واضحا لحمل السلاح في الساحات واستخدامه وان تجدد هذه الوثيقة قسم أبناء الجنوب بتحريم دم الجنوبي على الجنوبي وان يتم التوقيع على هذه الوثيقة من قبل كافة القوى السياسية والأهلية على الساحة ويكونوا شهودا عليها وان تشمل الوثيقة تشكيل لجان أمنية مشتركة من قبل كافة القوى السياسية والتجمعات الأهلية والشخصيات الوطنية والاجتماعية على الساحة تكون مهمتها مراقبة تنفيذ وسريان بنود هذه الوثيقة ورفع التقارير بمدى الالتزام بها من قبل جميع الأطراف .إن أبناء الجنوب وهم ينظرون بقلق بالغ إلى ما يحدث لأرضهم ووطنهم يتضرعون إلى المولى جل وعلا أن يحفظ الجنوب وأبناءه وأهله من كل سوء وبلاء وفي ذات الوقت يناشدون كل القوى السياسية والقيادات الجنوبية في الداخل والخارج بالابتعاد عن الخطاب المتشنج والتحريضي ويطالبونهم بتحمل مسئولياتهم التاريخية التي تستوجب عليهم عدم استغلال حماس الشباب وقلة تجاربهم والزج بهم في أتون مواجهة لن يجنوا منها سوى الدمار.. وفقنا الله جميعا إلى طريق الصلاح .
|
فكر
الجنوب ... دعوة للتعقل !!
أخبار متعلقة