الافتتاحية
يشتكي كثير من أولياء الأمور وكذلك المدرسون من ظاهرة الغش المنتشرة في أوساط التلاميذ في كثير من المدارس ، ويمكننا القضاء على هذه الظاهرة عن طريق توعية الطلاب في المدارس بخطورة الغش وأضراره وضرورة وضع القوانين والأحكام الصارمة للطالب الذي يحاول الغش من خلال حرمانه من الامتحان وسحب ورقته حتى يكون عظة وعبرة لباقي الطلاب بالإضافة إلى تطبيق أكبر عقوبة على المعلمين الذين يساهمون في تسهيل عملية الغش داخل قاعة الامتحان .ونلاحظ أن للأسرة دورًا كبيرًا في الحدِّ من الغش وذلك من خلال غرس القيم الدينية و الأخلاقية في نفوس الأبناء وتربيتهم منذ نعومة أظفارهم على تجنب السلوكيات السيئة والعادات المذمومة حتى يكونوا قدوة في المجتمع ورمزًا للنجاح القائم على الصدق بمعرفة وثقافة لا بجهل وتخلف فهم قد يحوزوا مناصب مرموقة في المستقبل ، ولا بد أن يعلم الطالب أنه إذا غش من زملائه فإنه يغش نفسه في الحقيقة وإذا نجح بالغش لن ينجح في المستقبل ولن يشعر بطعم النجاح الحقيقي ولن يخدم مجتمعه في المستقبل بل سيستمر بممارسة هذه الظاهرة التي تربى عليها وستقوده لغش مجتمعه ووطنه أكان في جانب التجارة أو الاقتصاد والصناعة وقد نهى رسول الله صلى الله علية وسلم عن الغش بقوله ( من غشنا فليس منا ) . وعلى أولياء الأمور والمعلمين الجلوس مع التلميذ والتعرف على مواطن الصعوبة التي يواجهها في دراسته المتعلقة بمواطن الضعف . وإذا كانت مشكلة الغش في أداء الواجب لافتة للنظر مدرسياً عندئذ يجب على معلمي المدرسة التنسيق في ما بينهم بخصوص التعيينات التي يعطونها لتلاميذهم من حيث الكم والنوع . وعلى أولياء الأمور ترتيب فترة زمنية للدراسة والمراجعة لأجل تنظيم الوقت لدى التلميذ ،فإذا كان هذا سبباً في عدم قيامه بالواجب في الوقت المناسب و لجوئه إلى الغش بنقل الواجب عن قرينه أو الاعتماد على الغير في إجابته عن أسئلة الاختبار فيجب على أولياء الأمور ترتيب وقت للمراجعة وهذا لا يكون إلا عبر متابعتهم لأبنائهم . ينبغي على المعلمين الجلوس مع التلميذ و مناقشته حول سبب قيامه بالغش ثم محاولة توجيهه لما هو أفضل من خلال أمثلة اجتماعية وثقافية متنوعة وإظهار خطورتها على شخصيته و سلوكه العام حيث من المتوقع أن تتكون لديه قناعة ذاتية مؤدية به إلى اتخاذ قرار حاسم بتجنب الغش والابتعاد عنه . وعلى المعلمين الجلوس مع التلميذ والتعرف على ظروفه الأسرية والشخصية وتحديد نوع المشكلة التي تأخذ منه جل وقته ثم الاستجابة لها إنسانياً وعلمياً بما يتفق مع طبيعة وقدرات التلميذ ومتطلبات النجاح المدرسي .وعلى ولي الأمر متابعة ابنه والتعرف على أسباب عدم ميله للمعلم ثم التحقق من صحة مشاعره و إقناع المعلم بإجراء التغيير المطلوب عند التلميذ، فكم من محبة تلميذ لمعلمه حببت إليه المادة التي يدرسها، وكم من إساءة من معلم لتلميذه كرهت التلميذ في معلمه ومادته. لذا كان لا بد من تعاون الجميع في مقاومة هذه الظاهرة، كل بحسب استطاعته و جهده .. فالأب في بيته ينصح أبناءه و يرشدهم و يحذرهم بين الحين و الآخر و المعلم في المدرسة و الجامعة، والكل يقوم بالوعظ ، و الإرشاد .