شلل الأطفال.. وجولة ثانية للتحصين
إعداد/ وهيبة العريقي شلل الأطفال المرض الذي عرف قديماً ولا يزال، وما فتئت دول العالم تناضل عبر التحصين لمنعه من أن ينال من عافية الأطفال..اسمه انبثق من سوء تأثيره على الإنسان، فهو مرض فيروسي يصيب العضلات بالضعف والضمور، ما يفقدها مرونة الحركة أو انعدام الحركة بالأساس ؛ وله ثلاثة أنواع، أسوأها وأكثرها ضراوة النوع الأول لكثرة ما يسببه من حالات إعاقة قد تطال الجذع، أو الأطراف كالقدمين والساقين، وربما أوصلت الإصابة إلى ما هو أخطر عند تعطيلها العضلات المسؤولة عن التنفس بما يفضي إلى وفاة المصاب.[c1]مبرر التحصين وأهميته[/c]لعل ما يبرر إعلان اليمن خالية من فيروس شلل الأطفال، عدم ظهور حالات إصابة جديدة منذ فبراير2006م بعدما تأكد خلو جميع العينات المأخوذة من الحالات المشتبه بإصابتها بالمرض، وبمرور ثلاث سنوات حتى 2009م على خلو البلاد من المرض وفي ضوء توصيات وتقارير لجنة الإشهاد المحلية، واستيفاء اليمن المعايير والضوابط والشروط المطلوبة، أي بعدما تأكد أن فيروس الشلل لم يعد موجوداً في اليمن، فإن هذا أعطاها الاستحقاق بإشهادها وإعلانها خالية من فيروس شلل الأطفال من قبل منظمة الصحة العالمية، وبالفعل أعلنتها خالية من هذا المرض في مايو 2009م.لكن طبيعة الأوضاع في المنطقة مع المرض ووجود دول متعددة- بعيدة أو قريبة من اليمن- ترزح تحت وطأة المعاناة بفيروس شلل الأطفال، فرض جدية الحفاظ على ما تحقق لهذا البلد وضرورة قطع السبل على فيروس الشلل- مهما تضاءلت احتمالات ظهوره مجدداً أو زادت- بمعنى آخر طالما لا تزال بلدان في منطقة شرق البحر المتوسط (كأفغانستان، باكستان، الهند)، إلى جانب بلدانٍ أفريقية مثل (نيجيريا، أفريقيا الوسطى، الكونجو) مع أنها في الأصل بعيدةً جغرافياً عن اليمن فهذا لا يقصي احتمال تسلل فيروس الشلل إلى البلاد عبر أفواج المسافرين القادمين من بلدان موبوءة بفيروس شلل الأطفال، وقد يحمل البعض منهم الإصابة لينقلها للآخرين وإن لم يكن قدومهم إلى اليمن فإلى الدول المجاورة، وبالتالي يمكن للمرض التسلل عبر الحدود من خلال القادمين أو العائدين إلى اليمن ليعاود فيها الظهور والانتشار مجدداً، لا سمح الله.يضاف إلى ذلك كله الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد حالياً وزيادة حالات سوء التغذية بين أطفال اليمن وأفواج النازحين من محافظتي صعدة وأبين وأرحب وتردي أوضاع المعيشة، وتدني نسبة الإقبال على التحصين الروتيني في بعض المناطق وما لذلك من دور في إضعاف المناعة الجسدية خصوصاً لدى الأطفال ضد مختلف الأمراض ولاسيما المعدية منها كشلل الأطفال. [c1]الجولة الثانية لحملة التحصين [/c]على غرار تنفيذ الجولة الأولى لحملة التحصين ضد شلل الأطفال في منتصف نوفمبر من العام المنصرم، يتم تنفيذ الجولة الثانية لهذه الحملة في الفترة من (9 - 11 يناير2012م )حيث تم عمل لقاء تشاوري ضم قياديي التحصين من البرنامج ومن جميع المحافظات وذلك للتخطيط والإعداد، ثم جاء الإمداد باللقاحات ومستلزماتها.كما أرسلت جميع النفقات التشغيلية للحملة الوطنية ضد شلل الأطفال إلى المحافظات، ليعقبه البدء بالتدريب لكلٍ من مشرفي الفرق والعاملين الصحيين. فالجاهزية كانت كاملة للجولة الثانية من الحملة على مختلف المستويات مركزياً وفي المحافظات والمديريات.ونظراً لأنها حملة تحصين بلقاح شلل الأطفال الذي يعطى بالفم للأطفال دون سن الخامسة، فإن تنفيذها يتطلب عمل الفرق الصحية من منزلٍ إلى منزل، إلى جانب فرق تحصين بالمواقع الثابتة في المرافق الصحية المقدمة لخدمة التطعيم، وأخرى تتخذ مواقع مستحدثة خلال الحملة كالمدارس والمرافق الأخرى سواءً كانت حكومية أو غير ذلك، من أجل تكاملية العمل والقيام بمهمة تحصين كافة المستهدفين من الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء الجمهورية. وللعلم، هناك أكثر من (2,5 مليون) منزل في عموم المحافظات ستزورها فرق التحصين المتجولة في الجولة الثانية للحملة خلال الفترة (11-9 يناير2012م) لتطعيم سائر المستهدفين من الأطفال في هذه الحملة البالغ عددهم إجمالاً نحو (4,448,871) طفلاً وطفلة دون سن الخامسة.بينما عدد العاملين الصحيين في الحملة ضمن فرق ثابتة في حدود (2,718)عاملاً ثابتاً، وهناك فرق متحركة للتحصين وعددها (18,657) فريقا، وكذلك (333) منسقا للتثقيف الصحي- أي مثقف صحي في كل مديرية على مستوى الجمهورية - و(22) مثقفا صحيا مركزيا في كل محافظة، وهناك أيضاً (4,820) مشرف فريق، تقلهم في كل مديرية (5,135) سيارة مستأجرة.بينما عدد مشرفي المحافظات في هذه الحملة (88) مشرفاً، وعلى مستوى المديريات هناك (666) مشرفاً، و(666) مراقباً من المجالس المحلية على مستوى المحافظات.بالإضافة إلى وجود مشرفين مركزيين على الحملة. [c1]عملية الرصد الوبائي[/c]لم تأل وزارة الصحة العامة والسكان ولا منظمة الصحة العالمية التي قدمت دعماً فنياً ومادياً لنظام الترصد الوبائي في اليمن، جاهدتين في تحسين جودة عمل الرصد وتحسين الأداء، مع التدريب للكوادر العاملة في وزارة الصحة والقائمين على نظام الترصد والكوادر الصحية فيه، حتى غدا هذا النظام شاملاً لجميع المحافظات والمديريات بالجمهورية بمرافقها الصحية المختلفة عبر منسقين تم تدريبهم على نظام الحصر والرصد والتبليغ للحالات المشتبهة أو المحتمل إصابتها بشلل الأطفال.والحمد لله، ظلت اليمن خالية من داء الشلل لسنوات طويلة خلت، وكل المؤشرات لا توحي على الإطلاق بوجود المرض منذ عام 2006م، حتى أنها أُعلنت بشهادة منظمة الصحة العالمية في مايو 2009م بأنها خالية من شلل الأطفال ولا تزال إلى اليوم محافظة على هذا المنجز الصحي العظيم، الذي تقرر للحفاظ عليه تنفيذ الجولة الثانية للحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الأطفال في كافة محافظات الجمهورية بشكلٍ احترازي، منعاً من مغبة تسلل فيروس شلل الأطفال إلى البلاد من البلدان التي مافتئت تعاني من مشكلة هذا المرض المهدد لأطفالها. [c1] إلى الآباء والأمهات[/c]على الآباء والأمهات ألا يحرموا أطفالهم المستهدفين دون سن الخامسة بلا استثناء خلال الجولة الثانية لحملة التحصين الوطنية ضد مرض شلل الأطفال في الفترة من (9 - 11 يناير2012م)، فهي من منزلٍ إلى منزل. كما لهم فيها خيارات أخرى عبر التوجه بأطفالهم إلى أقرب مرفقٍ صحي أو أي موقع مستحدث للتحصين في سائر المحافظات والمديريات.وللعلم فإن لقاح الشلل أثناء الحملة يعتبر جرعة إضافية لكنها ضرورية ومهمة للغاية ولا تغني عن التطعيم الروتيني، وهناك أولوية لتحصين الأطفال المصابين بسوء التغذية خلال الحملة باعتبارهم أكثر عرضة للإصابة بشلل الأطفال وللإعاقة الوخيمة أو الوفاة- لا قدر الله- ذلك لأن سوء التغذية يؤثر سلباً على مناعة الجسد فتفقد الكثير من فعاليتها، وبالتالي يسهل إصابة الجسم بالمرض.لن أطيل، وإنما يبقى من الضروري التذكير بأن جميع الأطفال دون سن الخامسة مستهدفون بالتحصين في الحملة الوطنية ضد شلل الأطفال عبر جولتها الثانية، فهي حملة وقائية لا تستثني أحداً منهم مطلقاً، حتى من سبق تحصينه مرات كثيرة طالما سنه دون الخامسة، ولو كان قد أخذ جرعة اللقاح الروتينية في أي وقت قبل موعد الحملة، ثم إنها شاملة لجميع محافظات الجمهورية بمديرياتها ومدنها وعزلها وقراها.[c1] المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان[/c]