كتبت هذا الموضوع قبل عام من الآن فاحتفظت فيه مقنعاً ذاتي أن الأمور ربما ستفرج وأن الحال سيتحسن ،إلا أن المعطيات التي نراها ونعيشها في واقعٍ يتم التعامل معه من قبل البعض على طريقة دسّ الرأس في الرمال خوفاً من النتائج.. ذلك هو الذي جعلني أتوكل على الله وأنشر الموضوع.فعندما يتحول الهمُ العام إلى هم شخصي نجدُ الإنسان يبذلُ جهداً كبيراً بغية الإسهام لإدراك الأهداف المرسومة التي ظلّت لفترات طويلة حبيسة النفس (لعامل أولعوامل داخلية أو لأسباب خارجية محيطة)، وفي هذه الأثناء يعيش هذا الإنسان مرحلة من التخبط اللا إرادي المفروض، حتى يكاد يفقد أي بصيص من بارقة أمل للخروج من هذه الدائرة التي يشعر أنه محبوس قسرا داخلها لا قدرة له على التفكير إلا بما يفكر له غيره ،وفي أحايين كثيرة إذا حاول التفكير بصوت مرتفع حتى مع ذاته وفي غرفة لا يوجد فيها غيرة فهو مع هذا خائف، ذلك الخوف الذي فُُُرض عليه ليظل حبيس أفكار معينة وثقافة واحدة!!واليوم هاهي الأمور تسير بسرعة لا يعلم إلى أين تتجه وعلى أي اتجاه ستقف إلا الله سبحانه وتعالى، كثرت وتعددت المسميات ومعها تتسابق الأحداث وتتلاحق وتيرتها.. فتكبر معها الفجوات وتتوسع الهوات وتتباعد الخطوات التي ربما قد تؤدي إلى بروز الاحتقانات والذي نفسي بيده أُقسمُ أنني لستُ متشائماً ولا محبطاً وقد كررتها مراراً، لإيماني العميق وثقتي في الله لأنه وحده من بيدهِ مقاليد الأمور كلها ، لكن ما أراه علي المستويين الداخلي والخارجي جعلني أقول هذا ،لذلك أجزم أن الأمور ما كادت أن تصل إلى ما وصلت إليه (حتى وأن وجد من يقول عكس ذلك) فلو أن العقلاء أتبعوا سبل الرشاد آخذين بالحسبان بمبدأ المنطق والإحتكام للعقل واجتناب العاطفة والشخصنة وبمنتهى الحرص للإمساك بالحلول المبكرة لكل إفرازات وواقع حرب 94م التي استباحت أرض الجنوب وحولت شعبه وثرواته إلى مجرد (تابع) لنظام صنعاء، أقول لو أن العقلاء تقاربوا مع بعضهم البعض بعيداً عن التخوين وتصفية الحسابات واستدعاء الماضي لما وصلت الأمور إلى ما نراه اليوم ،لكن لنقُل أنهُ قضاء الله الذي لا راد له،، والحقيقة أنهُ لم يعد خافيا ولا هو بأمر مبالغ أن قلت إننا اليوم ونتيجة لتلك السياسات التي قادتنا إلى واقع اليوم فأننا نقف على مفترق طُرق قد يؤدي إلى طول مرحلة البحث والجري لتحقيق الهدف الأكبر.ولأننا المعنيون بمستقبلنا وأن أي فوائد ومصالح تعود لنا جميعا كما أنه بالمقابل أؤكد أن أي تبعات سلبية وأضرار لن تصيب أحداً قبلنا ، لذلك فأن علينا قبل كل شيء الاعتراف بالأخر وعدم مصادرة حقه قولاً واستماعاً ، نوسع صدورنا لبعضنا البعض إذا كان هدفنا الخروج مما نحن فيه من وضع ،لأن رسائلنا للآخرين ورسائلهم لنا لن تكون أبدا الوصفة السحرية لما نريده ونتوق إليه من حلول لقضية شعبنا العادلة ،سيما ونحن نسمع ونتابع من يدلي بتصريحات في شكلها عدم الرضاء على ما حدث ويحدث في الجنوب ،لكن المضمون فيه أكثر من رسالة ،فبتوحدنا ولملمة صفوفنا وجمع كلمتنا نستطيع إقناع الآخرين بعدالة قضية شعبنا، وما دون ذلك فأنني أقول بكل أسف إن المشهد معقد ويكذب علينا وعلى نفسه من يعتقد أو يظن أن لديه المهارات والخبرات للتعامل مع هكذا قضية بمفرده وان الحل بيده دون غيره. .[c1] الخلاصة:[/c]الجميع يؤكد أن من حق شعب الجنوب تقرير مصيره بنفسه لكن لا يقبل الاستماع للأخر من أبناء الشعب الذي يدعي أنه يمثلهم ،وتلك لعمري أُم المشاكل خاصة في ظل ما يردده البعض في أماكن مختلفة من عبارات التخوين والتكفير والنعت والتوصيف غير المنطقي.إننا أمام صحوة شبابية في الجنوب تلازمت مع تفتق الوعي الشبابي العربي ، وإن كانت عندنا في الجنوب قد سبقت الثورات العربية التي نشهدها اليوم بيد أن التكتم الإعلامي العربي والقصور المهني لدينا، فضلا عن حالة التباعد تارة ، والاختلاف المذموم تارة أخرى كانت العقبات الكئود أمام إيصال رسالة الحراك الجنوبي السلمي .إنني أتمنى مع هذه الصحوة أن يتم ترشيدها واستثمارها بشكل صحيح وعقلاني لإيماني الكبير أنها تشكل جحر الزاوية في مدماك البناء المستقبلي الذي ننشده ونتطلع إليه .. والله الموفق.
|
فكر
إلى أين نتجه؟
أخبار متعلقة