تل أبيب/ متابعاتقام مئات من اليهود المتدينين مساء أمس الجمعة بأعمال شغب في مدينة إسرائيلية أصبحت نقطة ساخنة لمحاولاتهم فرض قواعد السلوك الخاصة بهم.وأفادت تقارير إعلامية بأن المشاغبين ألقوا الحجارة وأضرموا النار في صناديق القمامة وعرقلوا حركة المرور في مدينة بيت شمس التي يقطنها نحو 90 ألف شخص في القدس.ومثلت مدينة بيت شمس مركز الاهتمام هذا الأسبوع بعدما أظهر تقرير تلفزيوني الجمعة الماضية متدينين يهودا يبصقون على فتاة متدينة (ثمانية أعوام) اعتبروا أنها لا ترتدي زيا محتشما بقدر كاف.ولدى استقباله الفتاة عند عودتها إلى المدرسة بعد أسبوع من وقوع الحادثة، قال وزير التعليم جدعون ساعر لن نركع أمام التهديدات والبلطجة.كما اشتبك العشرات من المتدينين في المدينة مع الشرطة خلال محاولتها إزالة لافتة تطالب النساء بعدم التجمع أمام معبد.وكان أكثر من عشرة آلاف إسرائيلي خرجوا الثلاثاء الماضي في مظاهرة احتجاجا على التمييز ضد المرأة والتطرف الديني في بيت شمس شاركت فيها زعيمة المعارضة تسيبي ليفني. وقال المعلقون الإسرائيليون إن بيت شمس باتت رمزا للصراع بين إسرائيل الدينية والعلمانية.على صعيد آخر قتلت اسرائيل يوم أمس الجمعة زعيم فصيل مرتبط بالقاعدة في ضربة جوية في قطاع غزة بعد ان اتهمته بالضلوع في اطلاق صواريخ والتخطيط لشن هجوم عليها من شبه جزيرة سيناء المصرية المجاورة.والغارة الجوية الاسرائيلية هي ثاني غارة توقع قتلى تستهدف جماعة سلفية هذا الاسبوع. وقال نشطاء ان القتيل في غارة يوم الجمعة هو مؤمن ابو دف من جيش الاسلام الذي ينتمي الى مجموعة فضفاضة تعلن تحالفها مع القاعدة والذي تعزز بمتطوعين سلفيين من مصر.وتسعى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة الى التكيف مع حركة فتح ومع مصر التي تسعى للاستقرار بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط.وقالت وزارة الصحة في حكومة حماس ان ابو دف قتل بضربة صاروخية لحي الزيتون في مدينة غزة. وأصيب خمسة فلسطينيين في الهجوم من بينهم واحد احتاج علاجا في المستشفى.وقال الجيش الاسرائيلي في بيان ان سلاح الجو استهدف فرقة ارهابية تم تحديد عناصرها قبل لحظات من اطلاق صواريخ على اسرائيل من شمال قطاع غزة.وأضاف البيان ان ابو دف «دبر ونفذ هجمات ارهابية عديدة ومتنوعة» وانه كان ضالعا في استعدادات لشن هجوم ارهابي تم احباطه على الحدود الاسرائيلية المصرية الاسبوع الماضي.ويبدو أن اسرائيل تشير بهذا الى عبد الله التلباني وهو نشط سلفي آخر قتلته يوم الثلاثاء وقال الجيش الاسرائيلي انه شارك في التخطيط لهجمات على جنوب اسرائيل عبر سيناء المصرية.ووضعت القوات الاسرائيلية في حالة تأهب قصوى تحسبا لمثل هذه الهجمات منذ مقتل ثمانية من الاسرائيليين في هجوم شنه مسلحون تسللوا من الحدود المصرية في اغسطس اب. وقتل الجنود الاسرائيليون خلال ملاحقتهم للمسلحين خمسة من حرس الحدود المصري ما أضر بالعلاقات الاستراتيجية مع مصر.وقال مسؤول أمن اسرائيلي نطلق النار عندما نتعرض لاطلاق نار.. من الواضح أن حماس ليس من مصلحتها اذكاء النيران في هذه المرة لكنها لا تخمدها أيضا.ورد سامي أبو زهري وهو متحدث باسم حماس قائلا ان من حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه والمشكلة هي أن اسرائيل هي التي تستهدف الفلسطينيين.وعلى الرغم من أن حماس تطلق دعوات مماثلة لما يطلقه السلفيون بالقضاء على اسرائيل فان طموحاتها لا تتعدى القومية الفلسطينية ولا تتبنى فكرة الجهاد العالمي على غرار تنظيم القاعدة. ويشتمل فكر حماس على امكانية عقد هدنة مع اسرائيل التي تحاول عزل غزة.وسيطرت حماس على القطاع الساحلي عام 2007.وأجرى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ينتمي لحركة فتح محادثات للتوصل الى توافق في القاهرة الاسبوع الماضي.وقال مسؤول ان مشعل قال لعباس انه يؤيد المقاومة السلمية وعقد هدنة في غزة والضفة الغربية في هذه المرحلة لكن حماس لن تقبل بطلب اسرائيلي بالاعتراف بها.وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان صاروخين قصيري المدى اطلقا من غزة يوم الخميس كما أطلق خمسة يوم الاربعاء. وأعلنت لجان المقاومة الشعبية وهي فصيل فلسطيني مسلح مسؤوليتها عن اطلاق الصواريخ.