تشي جيفارا في اليمن..
ترجمة عن (البلاد)الأسبانية : في مقر قيادة قوات الأمن المركزي في صنعاء ، التي تعتبر أقوى المواقع تحصيناً في اليمن، وفي يوم الأحد كان موعد المقابلة الصحفية مع العميد يحيى محمد عبدالله صالح.أثناء دخولنا إلى مقر القائد لم يتم حتى تفتيش محتوياتنا الشخصية، “يحيى” هو رئيس أركان قوات الأمن المركزي والتي هي عبارة عن قوات أمنية منتشرة في كل البلاد.ويعتبر “يحيى” من أكبر القيادات الأمنية في اليمن ويتمتع بنفوذ واسع على المستوى السياسي.كان الأمن مستقراً حتى شهر مارس حين قرر قائد الفرقة الأولى مدرع دعمه وتأييده للثورة الشعبية ضد الرئيس صالح. علي محسن برر قراره بأنه للدفاع عن الثورة بعد حادثة يوم 18 مارس الدموي والمسمى الجمعة السوداء، علماً بأن كافة اليمنيين يرون في شخصية علي محسن العسكرية لا يميل إلى طموحات الثورة الشبابية، كونه لم يدعم الديمقراطية في البلاد بل توسعت بظله نفوذه القبلية والعسكرية حتى وصل إلى ساحة التغيير. وكان من المستحيل أن ينشق علي محسن عن رفيق حياته وهو الرئيس صالح ولكن هناك دوافع كبيرة وراء اندفاع علي محسن إلى الطرف الآخر وهي عسكرية واقتصادية وسياسية، وهي الغيرة من كل أقرباء الرئيس صالح، أحمد ويحيى وعمار، حيث الثقة المطلقة التي كان يمنحها صالح لعلي محسن قد انتهت.حالياً القوات المتمترسة في صنعاء التابعة للفرقة الأولى مدرع هي التي تواجه القوات الحكومية في مواجهات مباشرة وجهاً لوجه.العميد يحيى ذو الـ46 عاماً وبشخصيته الشبابية متواضع ولكنه غامض التفكير، مرح، وشخصية بسيطة واجتماعية. ولكن ما ادهشني هو وجود صورة المناضل الثوري جيفارا في مقر الاقامة الخاص بالعميد يحيى، فهو من اشد المعجبين بالثائر جيفارا. يتكلم عن الثورة في كوباء وفنزويلا، وبوليفيا..سألته هل الرئيس يعرف بأن صورة جيفارا هنا؟ فقال هذا سر لا يعرفه، ولكن ابنه أحمد قد زار هذا المكان وكذلك السفير البريطاني.عندما انتهيت من المقابلة وأثناء عودتي لم اشعر أني قابلت قائد عسكرياً، بل انساناً في أعماقة التواضع والبساطة وله ابتسامة مرحة.