صنعاء / نبأنيوز : في سابقة تاريخية لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ احتلال فلسطين، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء خلال الأسابيع القليلة الماضية بيع آلاف البيوت والمحلات التجارية بأسعار وصفت بـ”رخص التراب”، بعد تعرض أصحابها للتهديد والترهيب والابتزاز من قبل مجاميع تعرف بـ”سماســـرة الثـــورة”، يعملون لحساب عشرات الشخصيات المعارضة في أعلى الهرم القيادي لما يسمى بـ”ثورة الشباب”.وبحسب معلومات ميدانية من ضحايا وشهود عيان، فإن قيادات ثرية، معظمهم من الأخوان المسلمين، ومشايخ ورجال أعمال في قيادة الثورة قاموا بتوظيف عدد كبير من “السماسرة” من أوساط المعتصمين للتواصل مع أهالي الحارات المحتلة وإجبارهم على بيع بيوتهم أو محلاتهم التجارية تحت ضغط الترهيب والتهديدات المختلفة، فيما تم استغلال ظروف بعض الأسر الفقيرة وشراء بيوتها بالابتزاز.وتؤكد المعلومات أن مئات البيوت في مناطق هائل والزراعة وحي الجامعة - وجميعها تحتلها مليشيات المعارضة- تم شراؤها من قبل “سماســـرة الثـــورة” بمبالغ تتراوح بين (10 - 30) مليون ريال يمني، في الوقت الذي تتراوح قيمتها في الظروف الاعتيادية بين (100 - 200) مليون ريال يمني، فيما أسعار بعضها يفوق ذلك بكثير.وأشارت إلى أن في صدارة الاتهامات التي تم ترهيب الأهالي بها هي: “عملاء النظام”، “جواسيس الأمن القومي”، “بلاطجة”، “إطلاق الرصاص على المتظاهرين من سطوح منازلهم”.. وأكدت أن السباق بين “سماســـرة الثـــورة” اشتد خلال الأسابيع القليلة الماضية على خلفية عمليات القصف الوحشيالتي نفذتها الفرقة ومليشيات الأخوان على العديد من حارات العاصمة، الأمر الذي استغله “سماســـرة الثـــورة” في تصعيد مخاوف الأهالي وابتزازهم.صالح عبد الولي الوشلي- 47 عاماً- أفاد أنه اجبر على بيع منزله بـ(12) مليون ريال يمني بينما سعره الحقيقي يتجاوز مائة مليون ريال.. وأكد أن مسلحين اتهموه بأنه من عملاء النظام وأن البلاطجة كانوا يطلقون الرصاص من سطح منزله على الثوار، وساوموه على بيع منزله مقابل الخلاص بجلده.. وقال إنه وأفراد اسرته البالغة سبعة أشخاص يعيشون حالياً في غرفة واحدة لدى أقربائه في “بير عبيد”.أما مخاوي عبد الواسع الجوفي- 63 عاماً- قال إنه باع منزله في تقاطع شارع 20 بمنطقة هائل بـ(15) مليون ريال يمني بينما سعره الحقيقي يتجاوز (150) مليون ريال يمني. وقال أنه اجبر على فعل ذلك لأن “سماســـرة الثـــورة” ادعوا أنه لم يهرب من منزله بأوامر الأمن القومي للتجسس على الثوار وتزويد قوات الحرس الجمهوري بإحداثيات لقصف الثوار.وأشار “مخاوي” إلى أن العديد من العوائل لم تغادر بيوتها في بداية احتلال شارع هائل، لكن مسلحي المعارضة قاموا بقنص خزانات مياه البيوت فاضطر الناس لمغادرتها بعد نفاذ المياه منهما.. ونوه إلى أن بيت “هادي الأشول” في المنطقة ذاتها تعرض للضرب بقذيفة بازوكا لأنه شتم “سماســـرة الثـــورة” وطردهم. كما أن بيوت أخرى تعرضت للإحراق بسبب رفض أصحابها بيعها.الدائرة القانونية بأمانة العاصمة أكدت أنها جمعت صور مئات البلاغات المقدمة لمختلف مراكز الشرطة والتي يشكو فيها أصحابها بالتعرض لتهديدات وإجبارهم على بيع بيوتهم، مشيرة إلى أنها تعتزم تشكيل فريق محامين لإثارة الموضوع للرأي العام الداخلي والخارجي، وترويج دعوى قضائية تبطل عقود البيع المبرمة خلال فترة الاحتلال للمناطق المحتلة.. وشبهت ما تعرض له سكان الحارات المحتلة بما حدث في فلسطين أبان الاحتلال الإسرائيلي حين أجبر الفلسطينيون على بيع بيوتهم بمبالغ زهيدة تحت نير التهديد والاستبداد.وتجدر الإشارة إلى أن حارات عديدة لم تخضع للاحتلال هجرها سكانها ايضاً بعد استهدافها بعمليات قصف يومية.
بيوت صنعاء تباع قسراً لسماسرة الثورة وبرخص التراب
أخبار متعلقة