لو أن الزمان استدار وعاد كل إنسان إلى عمر الطفولة والصبا أو (رجع جاهل) كما يقال في العامية، ولاحظنا في تلك المرحلة كل حركات الطفل وسكناته لوجدنا أن غالبية الأطفال الصغار أو (الجهال) يتلفون ويهشمون أو يكسرون أشياء ثمينة وغالية على نفوسنا ولها قيمة لأنهم يجهلون قيمة تلك الأشياء الثمينة والغالية ولأنهم (جهال) صغار لم يبلغوا مرحلة التمييز بين الغث والسمين وهم معذورون في ذلك، لكن الطامة الكبرى أن (يتجاهل) الكثير من الكبار أو أنهم (جهلة ) بالفعل مع أنهم في مرحلة إدراك لقيمة الأشياء وقابضون وحريصون عليها بأيديهم وبأسنانهم محتفظون بها داخل حدقات أعينهم وياتي جهلهم من جهة عدم حصولهم على قدر من العلم والمعرفة التي تكون سبباً في رفع مشكلة الجهل والتخلف عندهم الذي يعانون منه. ولأنهم لم يحصلوا على قدر من هذا التعليم والمعرفة تجدهم يعادون أماكن تلقي هذه المعرفة والعلم والنور فيلجؤون إلى إقفال الجامعة والتمترس داخل المدارس حتى لا يتلقى النشء هذا النور المعرفي والتحصيل العلمي ويتحول الناس في الأخير إلى عصور التخلف والظلام والجهل بسبب شل فاعلية صروح العلم من القيام بواجباتها وإيقاف مسيرتها التنويرية.. فهل إيقاف مسيرة التعليم دليل على ناس يحبون العلم والعلماء ويحبون أن يتطور وطنهم ويزدهر وينتقل من الظلمات إلى النور ويحبون تنمية بلدهم أم أنهم أعداء العلم وأصدقاء الجهل وخفافيش الظلام وأعداء الوطن؟!فالجاهل عدو ما يجهل لأنه لا يعرف ما يضره أو ينفعه وقس على ذلك كل من يعادي المنجزات المادية التي تحققت في حياة الناس من مرافق وهياكل ومؤسسات فيعمل هؤلاء الأعداء على تخريبها وإتلافها وزيادة معاناة الناس مثل قطع الكهرباء والمياه والطريق وإشاعة الفوضى وتخويف وترويع الآمنين ورفع الأسعار ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وأخطر من هذا كله قتل النفس التي حرم الله.إن المعارضة عندنا تجهل أو تتجاهل مصلحة الوطن العليا فهي إذن تعاديها ولو علمت أن مصلحتها مع تلاحم كل الأطراف لما عملت أو سعت إلى تمزيق الوطن أو تفتيته أن قوة اليمن في تماسك أبنائها وترابط نسيجها الاجتماعي ولولا نظرة المعارضة الضيقة لمصالحها الشخصية فقط لشهد لها العالم بأنها أفضل معارضة وطنية في منطقة الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية فقيمة الإنسان في العلم والمعرفة، وانحطاطه وتخلفه في الجهل والعيش في الظلام ولم يسجد الله سبحانه وتعالى جنود السماء لأبينا آدم إلا لأنه يعلم الأسماء أما الملائكة فقد قالت لا علم لنا إلا ما علمتنا.وخشية الله لا تأتي إلا من عالم أما الجهلاء فما قدروا الله حق قدره فما بالك بتقدير ما دون الله من مخلوقاته وتقدير منجزات الإنسان ومكتسباته فهي معرضة لنزق الظلوم الجهول الأهوج وقديماً قالوا: الإنسان عدو نفسه وعدو ما يجهل فالأمانة عرضت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً، وقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس.
أخبار متعلقة