إعداد/ دنيا هاني:يواجه الكثير من عائلات ذوي الإعاقة المسلمة في المجتمع الألماني من صعوبات في الاهتمام والرعاية خاصة لكبار السن كون الكثيرين منهم يعملون طيلة اليوم ويفتقدون إلى الوقت والجهد الضروريين لذلك. ولهذا قامت سيدة أعمال ألمانية مسلمة تدعى فاطمة عودة (37 عاماً) حينما استرعت انتباهها هذه الصعوبات بتأسيس شركة مختصة بتقديم الخدمات لهؤلاء وفقاً للتعاليم الإسلامية وبلغاتهم الأم. وشركتها هي الأولى من نوعها في تقديم خدمات التمريض والرعاية من مسلمين لمسلمين تحت شعار (بقلب ويدين) فالموظفون والعاملون يولون اهتماماً للخصوصيات الثقافية للزبون، ويقدمون له الخدمات الضرورية وفقاً لما جاء في القرآن. والفرق بين شركة عودة وشركات أخرى يكمن في أن موظفيها ينحدرون بدورهم من أصول مهاجرة وأن أغلبية العاملين من المهاجرين المسلمين. فاطمة بولات، وهي تركية الأصل في الخمسين من عمرها، تعاني من إعاقة منذ طفولتها، ووالداها أصبحا غير قادرين على تقديم الرعاية لها بحكم تقدمهما في السن تحولت إلى إحدى زبونات هذه الشركة المتخصصة في تقديم الخدمات للمهاجرين المسلمين، لأن العاملين فيها يتحدثون التركية. فمثل فاطمة بولات وغيرها من الذين بحاجة إلى الرعاية نظراً لإعاقة أو مرض أو لتقدمهم في السن من المسلمين في تزايد مستمر. وفيما يلجأ عدد متزايد من الألمان إلى دور الرعاية المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة أو دور المسنين، فإن هناك امتعاضاً كبيراً لدى العائلات المسلمة من إرسال الجد أو العم أو الأبوين المسنين إلى دار رعاية ويفضلون تولي الأمر بأنفسهم.وقالت عودة: إنها عندما دخلت بيت السيدة بولات فإنها تقوم بخلع حذائها من قدمها، كما تحرص على أن تتم رعاية النساء من نساء والرجال من رجال. وتؤكد أن التعامل مع الحالات التي تتطلب الرعاية يعتبر موضوعاً حساساً جداً بالنسبة للعائلات المسلمة. وأضافت أنها نصحت أسرة تواجه صعوبات في تقديم الرعاية الضرورية للأب بالتفكير في طرق أخرى لتقديم الخدمات الضرورية له، لكن الأولاد يقولون إن والدهم رباهم ورعاهم، وهم الآن سوف يرعونه. ولكنهم يواجهون صعوبات كبيرة في ذلك. وبررت عودة رفض عائلات مسلمة الاستعانة بشركات متخصصة في تقديم خدمات الرعاية، أنها تخشى من أن يقال عنهم بأنهم أولاد عاقون لم يبروا بوالدهم المسن. وأن هذا التفكير منتشر بشكل كبير لدى العائلات التركية، ولكن ذلك لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيداً، وأن بعض الحالات الصعبة بحاجة إلى رعاية مهنية.ولكن تكليف شركات متخصصة بالتمريض والرعاية لأهاليهم في البيت يعد أقل إحراجاً بالنسبة للعائلات المسلمة من إرسالهم إلى دور رعاية مختصة. خاصة وأن عدد دور الرعاية التي تولي اهتماماً بالخصوصيات الدينية والثقافية للمسلمين قليل جداً ويكاد يقتصر على عدد قليل من العمالة المختصين في خدمات الرعاية والذين يتكلمون التركية. واللغة تعني فهم الخصوصيات الثقافية والدينية للزبون، وفهم ثقافة الزبون يعد أمراً مهماً للغاية، فعندما أريد تقديم خدمات الرعاية لأشخاص ما، فأني أريد معرفة كيف يفكرون ومعرفة دينهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
(قلب ويدين) تقدم خدمات رعاية للمسلمين ذوي الاحتياجات الخاصة في ألمانيا
أخبار متعلقة