جاء العيد التاسع والأربعون لميلاد وطن السادس والعشرين من سبتمبر .. في زمن مظلم .. وذاكرة الوطن تقلب صفحاتها على مر السنين .. نصف قرن ونحن نصنع التاريخ الذي توقف في الزمان والمكان .. في هذا اليوم الأغر الذي غير وجه اليمن المظلم وسجل ملاحم بطولية ضد جهل وظلم واضطهاد وبؤس وحرمان وفقر أثقلت كاهل شعب واحد في ظل حاكم واحد وظالم واحد وعمامة واحدة.هكذا كان الماضي .. وهكذا تغير وجه اليمن بتقديم الشهيد تلو الشهيد فداءً وقرباناً لهذا الوطن الغالي والعزيز .. من أجل العيش الكريم .. من أجل شعب حر .. من أجل يمن الغد .. يمن مشرق ومزدهر بالعلم والمعرفة.في هذا اليوم (السادس والعشرين من سبتمبر 62م) الذي غير الخارطة السياسية في الوطن العربي، صنع اليمنيون المعجزات وحققوا الأحلام .. وأبهروا العالم بما تحقق.. وبالذات بعد التئام التاريخ والجغرافيا في وطن واحد في الثاني والعشرين من مايو 90م.من هم صناع الحياة .. من هم زارعو الزهور .. من صانعو روضة وجنة الخلد في هذه التربة الطاهرة .. ليس من أجل المال والجاه .. بل من أجل أن يعيش وطن .. أن يعيش أطفالنا وينعموا بمستقبل وضاء.بهذه المناسبة الغالية نتذكر دماء شهدائنا الزكية والطاهرة ونتضرع إلى الله وحده أن يسكنهم فسيح جناته.نحن اليوم نعيش تحت وطأة الشد والجذب .. بين الأخ وأخيه بين الدم الواحد بين الابن وأبيه .. هكذا حاول الجميع طمس الماضي والحاضر .. هكذا حاولوا قطف الزهور اليانعة .. حاولوا قلع الأشجار المثمرة .. هكذا تمر الذكرى قبل الذاكرة.إن صناع الداء .. هم اليوم خاسرون وعلى أعقابهم مرتدون .. يامن تملكون قوة السلاح فإن السلاح وحده لا يكفي .. لأن إرادة الشعوب وقوة العقل والمنطق دائماً هي المنتصرة.وأن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في عامها التاسع والأربعين قد تجاوزت العديد من المراحل .. وتأصلت جذورها في أعماق الأرض السعيدة .. لا يمكن لأحد أن ينزعها .. هل ندرك أن عدد أقدام اليمنيين قد وصلت إلى أكثر من خمسين مليون قدم تطأ هذه التربة محافظة عليها لا تسمح لأي عواصف بأن تهزها أو تحرك شبراً منها .. هل ندرك أن أكثر من خمسين مليون يد متمسكة بكل حجر على هذه التربة .. هل ندرك أن أكثر من مئتين وخمسين مليون إصبع تتحرك يمكنها صنع المستحيل من أجل بقاء هذه الأرض ثمرة واحدة وشجرة واحدة .. مستبشرة بقمر واحد وشمس واحدة .هل يعي الجميع الدرس مستفيداً من الدروس الماضية على مدى نصف قرن من الزمن؟.. لأن الأخطاء والعند والإصرار عليه لا تنشئ أجيالاً .. ولا تبني حضارة .. ولا .. ولا .. فأين نحن من العالم اليوم؟ التاريخ لا يرحم .. لا تجعلوا الحشرات والديدان الصغيرة تنخر في حضارة شعب وتعيق تقدم ونماء وطن قد تجاوز مرحلة الصغائر .. ويرنو إلى مستقبل مشرق بعين ثاقبة .. هل وعينا الدرس ياأهل الحكمة .. ياأهل الشأن .. أوقفوا هدر الدماء والعبث بالمال والممتلكات كفى خسائر .. كفى خسائر .. كفى لعباً بالنار وانتم تعلمون عواقبه وإلا فسوف تتذكرون كل ما قلته سلفاً .. بعد فوات الأوان .. وحين لا ينفع الندم.والله يوفق ويهدي من يريد الهداية بإذنه تعالى
أخبار متعلقة