إعداد / خديجة عبد الرحمن الكافالوقت هو أثمن ما يملكه الإنسان ، والمعيشة المنظمة أفضل بكثير من العيشة المشتتة ولكي يستغل الإنسان الوقت بشكل صحيح لابد من أن يعرف كيفية إداراته والتخلي عن قول عبارة ( ليس لدي وقت ) ، المهم أن يعرف الكبار والصغار أن 24ساعة كافية للقيام بكافة الإعمال إذا استغلوا الوقت بشكل صحيح ومنظم. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ) ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (( كثيرٌ من الناس )): “أي أن الذي يوفق لذلك قليل..فقد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً لشغله بالمعاش، وقد يكون غنيا ولا يكون صحيحاً، فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون”،و”النعمة ما يتنعم به الإنسان ويستلذه، والغبن أن يشتري بأضعاف الثمن أو يبيع بدون ثمن المثل”. والوقت نعمة عظيمة فمن صحَّ بدنه وتفرّغ من الأشغال العائقة ولم يسعَ لاستثمار هذه الصحة وهذا الفراغ لإصلاح آخرته ودنياه، فيستثمرهما الاستثمار الأمثل في تحقيق أهدافه التي تعينه على العيش الرغيد في الدنيا، وترقى به إلى مدارج الصالحين في الآخرة، فمن لم يكن كذلك فهو كالمغبون فيهما. لا تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه بل عليك أن تفكر في الأسئلة وتوجد الإجابات لها وتقوم بالتخطيط لحياتك و اعلم أن النجاح ليس بمقدار الأعمال التي تنجزها بل هو بمدى تأثير هذه الأعمال بشكل إيجابي على المحيطين بك وبعدها تأتي مسألة تنظيم الوقت.التنظيم : وهو أن ترسم جدولاً أسبوعياً وتضع الأهداف الضرورية فيه، وهي أمور أو أفعال تساعدك على تنظيم وقتك فحاول أن تطبقها قبل شروعك في تنظيم وقتك. التنفيذ: وهنا حاول أن تلتزم بما وضعت من أهداف في أسبوعك وكن مرناً أثناء التنفيذ فقد تجد فرصا لم تخطر ببالك أثناء التخطيط فاستغلها ولا تخش من أن جدولك لم ينفذ بشكل كامل.وفي نهاية الأسبوع قيم نفسك وانظر إلى جوانب التقصير وتداركها.لابد من وجود الخطة فعندما تخطط لحياتك مسبقاً وتضع لها الأهداف الواضحة يصبح تنظيم الوقت سهلاً.دون أفكارك وخططك وأهدافك على الورق ،وغير ذلك يعتبر مجرد أفكار عابرة ستنساها بسرعة.إدخال تعديلات على الخطة: بعد الانتهاء من الخطة توقع أنك ستحتاج إلى تعديلات كثيرة عليها لا تقلق ولا ترم بها فذلك شيء طبيعي.لا تيئس: الفشل أو الإخفاق شيء طبيعي في حياتنا وكما قيل: أتعلم من أخطائي أكثر مما أتعلم من نجاحي.المقارنة بين الأولويات: لأن الفرص والواجبات قد تأتيك في الوقت نفسه فأيهما ستختار؟ باختصار اختر ما تراه مفيداً لك في مستقبلك وغير مضر لغيرك.ستجد الكثير من الملاحظات لزيادة فاعليتك في استغلال وقتك فحاول تنفيذها .حاول أن تستمتع بكل عمل تقوم به.وهذا سوف يساعدك على الالتفات إلى عائلتك وأصدقائك ويساعدك على تنمية نشاطاتك. في بعض الأوقات عليك أن تتخلى عن التنظيم قليلاً لتأخذ قسطاً من الراحة وهذا الشيء يفضل في الرحلات والإجازات.قراءة الكتب والمجلات المفيدة.الاستماع للأشرطة المفيدة.ممارسة الرياضة المعتدلة للحفاظ على صحتك.التخطيط للمستقبل دائماً. هناك أمور يتعمد من لا ينظم الوقت عملها:-1 المماطلة والتأجيل أسبابها:-الإرغام-عدم توفر الحماس-الخوف-2 الخلط بين أهمية الأمور -3 عدم التركيز-4 المقاطعات المفاجئة -5 المجهود المكرر -6 التخطيط غير الواقعي -7 عدم النظام .والوقت أو الزمن هو البعد الرابع الذي أضافه اينشتاين للأبعاد الثلاثة المعروفة فخرجت إلينا نظرية النسبية وقلبت حياتنا رأساً على عقب والوقت اللامتناهي هو الدهر..والدهر بالنسبة للمسلمين هو تعبير عن الذات الإلهية فقد قال الله تعالى على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي (أنا الدهر ، أرسل الليل و النهار ، فإذا شئت قبضتهما )والوقت عند الغربيين = المال( time is money)ورغم أن المسلمين العرب هم أول من اخترع الساعة الدقاقة التي أهداها الخليفة العباسي هارون الرشيد إلى الملك شارلمان فأفزعته وحاشيته وظنوا أن بداخلها شيطان.ورغم أن الحياة الإسلامية ملتزمة بأوقات الصلاة والصوم والحج في أزمنة محددة ومعروفة إلا إن انهيار الإمبراطورية الإسلامية وتفككها..يبدو انه قد فكك من داخلنا الكثير من القيم ومن ضمنها قيمة الوقت..فأصبح التلكؤ والتكاسل هي الصفة الغالبة وأصبح الوقت ..ساعة فخمة في يدنا..ربما لا ننظر إليها باهتمام وقطاراً نذهب إليه في موعده..فلا يأتي هو في الموعد.
|
المجتمع
استثمار الوقت
أخبار متعلقة