أمام أكثر من ( 85000 ) متفرج في استاد ويمبلي الإنكليزي
برشلونة / متابعات:كان مشهد المدافع الدولي الفرنسي إريك أبيدال وهو يقبل ويرفع كأس دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أمام أكثر من 85000 متفرج في استاد ويمبلي الإنكليزي مؤثراً جداً ودليلاً واضحاً على أن العزيمة والإرادة الصلبة قادرتان على قهر الأمراض وتحقيق المعجزات.أبيدال صاحب الـ31 عاماً، كان أسر قلوب عائلته ورفاقه وعشاق المستديرة يوم تبين في أحد الفحوصات الطبية التي أجراها في شهر مارس الفائت أنه يعاني من ورم في كبده، مما أجبره على الخضوع لجراحة ضرورية لاستئصاله، وظن الجميع أن هذا المدافع الصلب لن يتمكن من الوقوف على قدميه مجدداً أو على أقله سيبتعد عن المستطيل الأخضر، لكن الفرنسي قلب جميع التوقعات وعاد إلى عالم كرة القدم متحاملاً على أوجاعه وشارك أمام ريال مدريد في نصف نهائي دوري الأبطال في الثالث من الشهر الجاري مكان كارليس بويول في نهاية اللقاء.وكانت المفاجأة الكبيرة خوضه نهائي دوري الأبطال منذ بداية المباراة وحتى نهايتها حيث نجح في مهمته على أكمل وجه وكان الحصن المنيع لعرين فريقه الذي قدم ملحمة كروية كعادته وتغلّب على مانشستر يونايتد الإنكليزي 1-3 وصعد إلى منصة التتويج ليضيف أحد أغلى الألقاب إلى خزائنه.مدرب برشلونة، بيب غوارديولا وزملاء أبيدال لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام بسالة زميلهم، فأوكلوا إليه قيادة الفريق وزينوا ساعده بالشارة في هذه الأمسية ليكون أول من يرفع الكأس الأوروبية، ويدون اسمه بحروف من نور في سجلات الساحرة المستديرة.وهنا لا بد من الانحناء أمام هذه الالتفاتة الإنسانية من المسؤولين في النادي الكاتالوني الذين أظهروا مدى وفائهم وحبهم واحترامهم وتقديرهم للاعبيهم في زمن بات فيه اللاعب أشبه بسلعة تباع وتشترى، ليؤكد برشلونة لعالم كرة القدم أن هذه الرياضة ما زالت بألف خير.ولم يقتصر الأمر على إدارة النادي فقط، بل إن الجماهير الكاتالونية غنت اسمه دائماً في الدقيقة 22 في الشوط الأول والثاني من كل مباراة كون اللاعب يحمل الرقم 22 كما تصدرت القمصان التي تحمل اسمه قائمة مبيعات النادي.ولعل الأبرز في كل هذه القصة أن مرض أبيدال جعله يرى العالم بصورة مختلفة وصرح قائلاً في هذا الصدد: “إن لاعب كرة القدم يتمتع بحياة جميلة ويستطيع أن يشتري السيارات الفخمة وكل ما يتمناه، ولكن عندما يحدث له مكروه كما حدث معي، هذه السيارات تصبح بلا قيمة.” وأضاف: “من الأفضل مساعدة المستشفيات والمؤسسات والأطفال. لقد ساعدوني كثيراً. أنا أشكرهم، وأصبحت أفكر بطريقة مختلفة الآن”.ومما لا شك فيه أن صورة أبيدال المعافى وقائد الفريق وهو يرفع الكأس والسعادة تغمره، ستبقى خالدة إلى الأبد وستتكلّم عنها الأجيال القادمة وتبقى شاهدة على أن طريق النجاح يمر أولاً بالإرادة الصلبة والعزيمة والعمل الدؤوب.