ويعلو لهيبها شيئاً فشيئاً، وذلك بعد أن تكون قد ضربت أطنابها في قيعان النفوس، وتغلغلت في كل الشرايين.. ثمة مؤشر لاتجاه سياسي أو ثقافي مغاير.. هي أشياء أقرب الى التربص، وتشتيت الانتباه، واصطدام الأفكار والتوجهات التي تتصارع في أفق ذهنك، وأنت سابح في فضاء دخاني يرتفع عن قاعدة اللون الأخضر الى الأزرق.تسارع الأحداث بسخونة ظاهرة.. يربك، وتنسف وقائع اليوم، اللحظة الراهنة.. تحليلات واستنتاجات الأمس. إحساس ينتابك بأن المواقف، الأشياء، الشخوص والمشاعر.. مختلفة، وإن تشابهت أشكالها الخارجية، وتماهى لونها المألوف مع الفكر السائد.تمر بك لحظات مزدوجة.. تكاد تفقدك التفكير وحسن التمييز، فلا تميز بين من هو معك، ويجلك، ويقدرك، وبين من يسيج نيران حقده.. بابتسامات خادعة زائفة، وتعاملات سلوكية عاطفية في انتظار لحظة ضعف فيبدأ الانقضاض عليك لكن عند أبسط موقف، لحظة ما.. سرعان ما يذوب الشمع، وتظهر الحقيقة عارية في وهج الشمس، وتبرز نواجذ وأنياب ذلك الصنف الخائن المصلحي كنصال حادة، مرهفة الشفرات، وهي على وشك النفاذ الى جسد غزال شارد ضل عن القطيع، أو أرنب بري ساقته الأقدار الى مرمى سهام أو حبائل الصياد.نحن شعب الشعارات والمقولات والمناظرات والمزايدات والرقص والمسيرات والبرع، وحفلات إطلاق النار بمناسبة أو بدون مناسبة.كم من أناس سقطوا صرعى بتأثير شعار ما، وبعضهم خسر أعز أصدقائه وأحبابه وبعضاً من أقاربه بفعل التعصب الممقوت لرأي ما، نظرية ما.. تعصباً بغيضاً، عدوانياً.. يحيل المختلفين الى دائرة التخوين، وصحراء المقاطعة، ومتاهات البغض والكره.. وربما التصفية.. لم لا، والقانون غائب، والمحاسبة مفقودة وثقافة القتل والتدمير هي السائدة! أصبح الخوف صديقنا، يجالسنا، يتمشى معنا، ويصاحبنا حيثما نتجه أكثر من الظل.. نعلل النفس بمقولة : “اقترب من الخوف تأمن”، وفي الحقيقة أننا نخادعها.وأنت في قلب السوق وفي ذروة الازدحام.. تفجعك اصوات إطلاق نار مخيفة.. عشوائية، وشظية من انفجار توقع برجل مسن، او تردي طفلاً وحماره وجاريه (عربته).. من يموت يقولون : شهيد في الجنة، مسكين ساقه حظه العاثر الى هذا المكان المفخخ، سقط آخرون مضرجين بدمائهم في رابعة النهار، وحالات انبطاح، وتدافع عشوائي، ونهب للقات، وأصوات الرصاص لا تتوقف.يشاركك رفقتك التساؤل : هل اصبحت النفوس رخيصة لهذا الحد؟! ومن ذا الذي شرع ( بفتح الراء المشددة) السلب والنهب، وإرعاب الاطفال والنساء العجائز وكل من كان قريباً من الحدث.الأزمة الحالية.. لها تراكمات سلبية.. ساعدت على ركوبها الموجة، ومجاراة الصرعات التي تدار خيوطها السرية في غرف سرية تحت الأرض في أميركا واسرائيل وربما في غيرها بالتآزر مع أذرعة وأجهزة مقابلة تسير على الهدف نفسه، وهو كما يراه كثيرون تجزيء المجزأ، وتفتيت المفتت.ها نحن نحترب بحقد ونتواجه.. مدججين بخصومة فاجرة.. نسج خيوطها الشيطانية العهد السياسي، و الدعارة الاقتصادية، والفساد القيمي، وما من يوم أو ساعة تمر حتى نريق دماً، ونزهق أرواحاً، ونخلف جرحى، وندمر مرافق عامة أو خاصة.ويرى المؤيدون للشرعية الدستورية ان المعارضين يبحثون عن الدم الأحمر القاني ويقولون بصراحة : لا تعد الحشود مظاهرة أو مسيرة أو اعتصاماً ما لم تكن هناك جثث مسجاة، او أشلاء متناثرة، ودماء منثورة على قوارع الطرق ، وسوح الشوارع.متى نودع الرعب والجثث والخوف والتهديد، ونعيش في عالم المحبة الجمال لنغترف من الفيض الروحي والوهج الوحداني. ما يعيننا على الاستمرار؟!نتمنى ان يغادرنا الى غير رجعة، حوار البندقية والدبابات والعبارات المفخخة، ونصحو على صباح جديد تشدو عصافيره بنغمات فرحة، صباح تبتسم فيه الأشجار والشوارع والسواقي والهضاب بعد خلعها ثياب الحداد![c1](للتأمل)[/c]مجاراة صرعات المعرضة في الغرب.. جعلت وطننا يصاب بالصرع.ترى من هو المتمثل بصبر أيوب : معتصمو ساحات التغيير أم الرئيس وأنصاره؟!اتفق شعراء العرب على أن الحرب أولها كلام.. تجار السلاح يستعجلون ويقولون : تجاوزناها، والجماعة تأخروا علينا.بالروح.. بالدم نفديك يا جزيرة.. شعار مستفز لمشاعرنا، وجارح لكبريائنا، وللدماء التي أسالتها هذه “الـ ..........”.في وضع كوضعنا.. أيهما أقوى الشرعية الدستورية أم الشرعية الثورية؟ أم هناك تعادل، والحسم ضروري بضربات الترجيح؟!كثر التعويل على الخارج.. يغلق كل المخارج.لو أن هناك مسابقة عالمية في التنظير الزائد، والفلسفة العمياء، و (الهدرة) الفارغة.. لفازت بلادنا بالجائزة الأولى.صرح مصدر مسؤول أن بلادنا تعاني من الإرهاب.. حدد أي إرهاب تقصد، فلدينا منه أنواع وأشكال.[c1]( آخر الكلام)[/c][c1]أكذب طرفي عنك في كل ما أرى وأسمع أذني منك ما ليس تسمعولم أسكن الأرض التي تسكنينها لكي لا يقولوا : صابر ليس يجزعفلا كبدي تبلى، ولا لك رحمة ولا عنك اقصار ولا فيك مطمعلقيت أموراً فيك لم ألق مثلها وأعظم منها منك ما أتوقع[/c]بكر بن النطاح
أخبار متعلقة