سقطت الاقنعة واخرج الموتورون وخفافيش الظلام من أوكارهم مكرهين، وتتالت اعترافاتهم بارتكاب الجرائم والآثام وتزايدت الآلام التي حفرتها أعمالهم التخريبية عميقاً في ذاكرة ذوي الشهداء الذين راحوا ضحية غدرهم.. واليد التي ستمتد للعبث بأمننا ومستقبلنا ومستقبل أولادنا سيقطعها هذا الشعب المحب الصادق لوطنه رغم أنف ناعقي الخارج وجراثيم الداخل والقوى الظلامية والتكفيرية من مليشيات الفرقة الأولى مدرع وطالبان الإصلاح .. ألا يكفي ان البلاد تقدم يوميا شهداء من أبناء القوات المسلحة ورجال الأمن خلال الأحداث التي تمر بها حاليا في الأعمال الإجرامية لتنظيم القاعدة التي يديرها المنشق علي محسن صالح وحميد الأحمر.ومثلهم فقد الوطن العديد من أبنائه الذين وجههم قيادات أحزاب (المشترك) لإحداث الفوضى والتخريب في مؤسسات الشعب الحكومية لتسهيل أفعال الفاسدين الإجرامية من نهب وسلب وتهريب لثروات الوطن. والضابط علي محسن صالح هو صاحب خبرة كبيرة في ذلك وهناك آخرون باعوا أنفسهم ووطنهم لينفذوا أجندة خارجية ما استفادوا منها الا انهم كانوا أولى ضحاياها، وخسر الوطن جهودهم في البناء والتطوير، وادخلوا الحسرة إلى قلوب آبائهم وأمهاتهم، وتركوا خلفهم أرامل وأيتاما، وتلعنهم الشجر والحجر والطريق الذي يمرون عليه.ويضاف إلى هؤلاء الشهداء الكثير من الجرحى المغرر بهم، الذين نتمنى لهم الشفاء العاجل دون أي ضرر جسدي، وكذلك الموقوفون رهن التحقيق لدى الجهات المختصة، الذين نتمنى ألا يكونوا متورطين وأن يعودوا إلى ساحات العمل والبناء مواطنين مدافعين عن حرية ووحدة اليمن وترابها ضد اعدائها والمتربصين بها من الخارج .. هذه اقسى خسائرنا من الفوضى التي ارادها لنا أعداء الوحدة والديمقراطية، فأرواح الشهداء لاتعوض.وفي الشأن ذاته لايمكن إغفال تعرض اقتصادنا الوطني لضرر كبير جراء هذه الأحداث، فالكثير من المصالح تأثرت، وحركة السياحة تعاني، وكذلك حركة التبادل التجاري مع الدول الأخرى، ما أدى إلى توقف بعض الورش الحرفية والمعامل، وبالتالي تسريح قسم كبير من العمال لعدم توافر موارد مالية لتسديد اجورهم أو الاستمرار بالإنتاج. الوقائع المعلنة وغير المعلنة تقر بوجود خسائر بشرية واقتصادية لحقت باليمن، وهذا أمر بديهي .. لكن هذه الوقائع تؤكد أيضاً أن اليمنيين جميعاً لم تتعرض وطنيتهم لأي اذى، بل على العكس كانت هذه التجربة، رغم قساوتها درساً جديداً لتأكيد الهوية الوطنية والتشبث بها، والتمسك بالوحدة الوطنية التي أظهرت الأحداث انها نقية وخالية من الشوائب، وهذا هو سر قوة اليمن العظيم بتاريخه وشعبه وحضارته وقيادته. وعلينا معرفة ما يدور في الدول الإسلامية الأخرى التي شهدت ثورات تحت شعار التغيير الشعبي، ولم تحقق استقراراً إلى الآن، بل على العكس مازالت تشهد ارتدادات لهذه الثورات تنذر بمزيد من الكوارث، وتقود إلى اخطار جديدة غير محسوبة، ما يشير إلى أن من أشعل تلك الثورات لم يكن هدفه الحرية أو (الديمقراطية) بل هدفه التخريب وزرع الفتنة واستمرار الاقتتال بصور وأشكال مختلفة مذهبية وطائفية وغيرها، فالاقتتال الداخلي اقل كلفة على الدول المتصابية في فرض حروب خارجية، والفوضى الداخلية مكاسبها أكبر عند تلك الدول التي نزعتها تآمرية ووجدت مثل علي محسن صالح (بايبيع) البلاد والعباد بأي ثمن وهو لايعنيه إراقة دماء اليمنيين فقد سبق له الاتجار بها وبقوتهم وثروتهم وكما هو معروف قوله (قيمته ثور) هكذا هي رؤيته لقيمة الإنسان اليمني وإن كان من قبيلة المذبوح مثل الثور تكون الوصلة بحسب حجم القبيلة، أما إذا الضحية من حق (خينا) فيرسل كبشاً صومالياً ولذا نجده يضحي باصحاب (خينا).
أخبار متعلقة