اقتبست عنوان موضوعي من قول الله تعالى على لسان نبي الله يوسف عليه السلام {قال معاذ الله لن نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده} وذلك عندما اصر إخوة يوسف على معاقبة احدهم بالبقاء عند العزيز بدلا من شقيقهم الأصغر سنا وكان الرد هو تنفيذ قانون العقوبات في ذلك الزمان على مرتكب الجريمة بعينه {حكاية صواع الملك حيث ألبس يوسف اخاه هذه القضية لحاجة في نفسه} فعليهما السلام. وهكذا في زمننا الراهن وانطلاقا من نصوص شريعتنا الإسلامية السمحاء بأن لا تزر وازرة وزر اخرى وتنفيذا لما جاء في قانون العقوبات اليمني الذي لخص وبين وفصل مفهوم عنواننا لهذا الموضوع فمن البديهي ان نقول ونستدل من ذلك ان القاتلاً يبقى قاتلاً ومجرماً بعينه وليس لاحد غيره علاقة بذلك إذا لم يشاركوه في جريمته بمشورة او عون بمال او غيره او بالعمل حينها تبقى الجريمة جريمته والجزاء جزاءه ولا ينبغي لأحد في الأرض ان يتحمل عواقب جريمة المجرم حتى وان كان والده او شقيقه او ولده. لم أذهب بعيداً بهذه المقدمة إلا لكي أصل الى لب الموضوع وهو أنه قد يكون حديث أيامنا هذه في يمننا الغالي ملمحاً الى ما يحدث وما حدث في بعض مناطق الوطن من إحداث فتنة او إحداث شغب للمساس بالثوابت الوطنية فمرتكب تلك الأعمال والذي يثبت عليه فعلها هو مجرم ومدان امام القانون بعينه وليس لأحد علاقة بذلك فلا القبيلة ولا النسب ولا المحافظة ولا المنطقة بشكل عام تتحمل أعباء وعواقب جريمته إلا إذا تواطأت بعدم دحره وزجره والتبليغ عنه وعن أفعاله البشعة لكي لا تقع في محور الشبهة وإن كان مرتكب أي جريمة مثلاً في محافظة صعدة هو من محافظة صعدة وكان هذا المجرم هاشمياً فليس أبناء محافظة السلام {صعدة } كلهم مجرمون فأبناء صعدة لديهم من العادات والتقاليد الجليلة ما يتباهي بها كل اليمنيين فهم اصل كل جميل وطيب وهم أنموذج متميز وبكل ماتعنيه الكلمة هذا من جانب ومن جانب اخر انه ليس كل الهاشميين مشعلي فتنة او مؤيدين لما حدث في محافظة صعدة من تمرد وخروج على النظام والقانون فالهاشميون في كل مرافق ومراكز الدولة لايحوم حولهم أي شك فهم اصل النسل الطيب وهم ممن ثبتوا النظام الجمهوري وهم طاقات في البناء والتحديث للوطن العزيز وليس للمجرم حق الانتماء الى اشرف واعرق أسرة عرفها التاريخ هي اسرة الحبيب المصطفى {صلى الله عليه وسلم} وليس للمجرم حق القول بأنه يمني لان اليمنيين الشرفاء لم يشعلوا الفتنة وهذا من شيمهم وأصالتهم وقيمهم ومبادئهم , وسيبقى المجرم في أي مكان في اليمن السعيد منبوذاً من المجتمع , فمحدثو الشغب في بعض المحافظات الجنوبية يعبرون عن أنفسهم فقط ولا علاقة لأبناء تلك المناطق بأفعالهم فهم بريئون منهم براءة الذئب من دم يوسف فالمجتمع اليمني لا يرضى ولا يجيز وسيقاوم كل من اراد ان يمس امن واستقرار الوطن ووحدته التي هي أغلى ما يملك فالفرد الذي له حق الانتماء لهذا الوطن المعطاء هو من يحافظ على الثوابت الوطنية العليا وليس من يكتفي بأنه من قبيلة كذا او من محافظة كذا وهو مروج لأعمال التخريب والفتنة كما ان الوطنية لا تثبت للفرد بالبطاقة فقط وانما تثبت بدفاعه وغيرته على وطنه . خلاصة الكلام ان المجتمع اليمني سيقف وبكل إمكانياته دفاعاً عن وحدته وأمنه واستقراره مؤكداً أنه لا مناطقية ولا عنصرية ولا مذهبية ولا محسوبية في يمن الثاني والعشرين من مايو 1990م وان أعداء الوطن أينما كانوا لن ينالوا شيئاً وهذا بفضل الله وعونه وستبقى الإرادة باقية ببقاء ارض الوطن. فليس يمنياً ولا مسلماً من أشعل الفتنة في محافظة صعدة وليس لديه وازعُ ديني فمن أين استند والى من في فعله الذي اقتضبي قتل النفس البريئة وبأي حق خرج على ولي الأمر من أجاز له ذلك؟!. وليس وطنياً من دعا إلى شق العصا وزرع لغة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد , ونقول ان الوطن يتسع لكل الشرفاء النبلاء وان كل انسان سيأخذ جزاءه على ما يعمله من خير او شر.
أخبار متعلقة